رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوجة في دعوى طلاق: خدعني بقناع الأخلاق

زوجة حزينة - أرشيفية
زوجة حزينة - أرشيفية

فى ركن منزوٍ بمحكمة الأسرة بزنانيري، جلست "إ.ف" الزوجة الشابة، ذات القامة القصيرة والجسد الممشوق بملابسها الأنيقة الفاخرة، تتصفح من خلف عدسات نظارتها السوداء باهظة الثمن وجوه الجالسين على المقاعد الخشبية المنتشرة على جانبي قاعة الجلسات كالبنيان المرصوص، ونظراتهم الحائرة، وتسترجع ذكريات حياة قصيرة، لم تدم إلا لشهور معدودة، عاشتها مع رجل لم يكترث يومًا لمشاعرها، يهينها ويسبها، ويتفنن في تعكير صفو حياتها، لا يتفهم لغة الحوار، بقدر ما يتفهم لغة اليد والعنف، يجعل لسانه أداة للتلفظ بالعبارات البذيئة.

 

تنتزع الزوجة الشابة ابتسامة باهتة وهي تسرد روايتها: "طوال عمرى كنت أحلم برجل أعيش معه قصة حب كتلك التى كنت أقرأ عنها فى الروايات، وعندما رشَّحنى أحد معارفي لزوجي، وتجاذبنا أطراف الحديث فى لقاء سريع، حدَّثت نفسى بأنه ربما يكون الشخص الذى أبحث عنه، كان رقيقًا في تعامله معي، وكلامه منمق وموزون بميزان العقل، وعندما أبدى لي رغبته فى الزواج مني قبلت دون تردد، ولم أمهل نفسى فرصة كافية حتى أتعرف على طباعه وأدرسها جيدًا، فكيف كان لى أن أرفض عريس بهذة المواصفات، فعلاوة على ما سبق كان رجل أعمال بشهادة الكافة، ولم تمر سوى أشهر معدودة حتى تمت مراسم الزفاف".

 

تعلو وجه الزوجة ابتسامة حزينة وهي تواصل روايتها: "وما إن أُغلق علينا باب واحد، حتى بدأت اصطدم بطباع زوجى التي لا تعرف سوى الانحطاط وقلة القيمة والسب والتعدي، سقط منه قناع الأخلاق الذي يرتديه، انكشف الستار ليظهر ما وراءه من سوء أخلاق، لكنني تحمّلت حفاظًا على وثاق البيت، وصِرت أوهم نفسي بأن طباعه تلك ستتغير،

لكنني عجزت عن تغيير طباعه، فهو راسم في مخيلته أن تلك الأفعال التى يكترثها تجاهي هي المعنى الحقيقي للرجولة، وأن الرجل هو الذي يفرض سلطة يده على زوجته،  شكوت له أنني سئمت حياتي، وتعبت من العيش معه ،لكنه صم أذانه عني، ولم يبالى بمعاناتى وبمشاعرى، وضرب بحديثي عرض الحائط، بل وتدّنى به مستوى انحطاطه الأخلاقي وقام بصعقي باللكمات أمام أهلي ".

 

تُنهي الزوجة روايتها بصوت تلمح فى نبراته البكاء:"وفي هذه المرة قررت حتمًا الانفصال عنه، فمثل هذه الشخصية البذيئة الهمجية، فهو لايستحق معاشرتي، ولا يستحق أن أتمسك يومًا به، وأغفر ذلاته وتطاوله عليَّ، وتجاهله لمشاعري وإهانته أكثر من هذا، وتركت له البيت عائدة إلى منزل أهلى، ثم طرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة تطليقى منه طلقة بائنة للضرر، لأننى أيقنت أن الجفاء راسخًا فى قلبه، قد يتهمنى البعض بأنني هدمت بيتى بيدي، لكن لو عانوا مثلي من الإهمال والجفاء وقلة القيمة، واحترقوا بنار الكرامة، وعاشوا على هامش حياة شركاء حياتهم، كانوا قدروا حجم مأساتي معه، والتمسوا لي الأعذار".