عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"غادة" ورحلة الآلام..زوج يعذب زوجته حتى الموت لطلبها العلاج

بوابة الوفد الإلكترونية

غادة هى «الأم» فى العقد الثالث من عمرها، ساقتها الأقدار لتتزوج من رجل «بخيل»، وكعادة الأم المصرية، والتى دائماً ما تكرس حياتها لأبنائها، وبقلب الأم النابض دفنت أحلامها فى أعماق قلبها، ونسجت من أحزانها ثياب فرح كست به صغارها، وصنعت من عوزها غنى لنفس وروح لصغارها، وقدمت قصة معاناة اختلطت فيها الدموع بالعرق، والمرض، ولم يشفع لها عند زوجها ما تحملته من قسوة، وبخل، لتظل تبادله الحب والرضا، خوفاً على أطفالها، وتحملت الشقاء ليكون رد الجميل ضربة أنهت حياتها وسط ذهول أسرتها مطالبين بالقصاص العادل.

بدأت القصة بزواج تقليدى «غادة سلامة» «عبدالراضى عبدالجيد»، ولم تكن تعلم عن طباعه شيئاً، وبعد زواج دام 14 عاماً، أنجبت خلالها ثلاثة أبناء ظهرت علامات البخل وسرعان ما تحولت إلى قسوة، ورفضه تحمل مصاريف البيت، بل ورفض أن يقوم بالصرف على بناته سواء فى التعليم أو احتياجاتهم اليومية، حيث كان الأسلوب فى التعامل بالعنف والضرب المبرح، وهى بطبيعة الحال تتحمل من أجل تربية أطفالها، حيث كانت تكتم آلامها، بغية عدم الفضايح والشماتة، وكانت تتاجر فى اللبن وصنع الجبن والسمنة البلدى، وتستدين له من الأقارب والجيران بدافع منه من أجل شراء ملابس لأطفالهم أو لاحتياجات زراعة الأرض وهو لا ينظر إليها كشريكة عمر تتحمل معه ظروف الحياة وأصيبت بأمراض العصر: الضغط ثم السكر نتيجة أحزانها الداخلية وضغوط المعيشة التى تحملتها بمفردها، كانت القسوة تبلغ منتهاها بالضرب المبرح وكان ينتج عنها إصابات غائرة وجروح قطعية تستدعى إجراء خياطة بالرأس وكان شقيقها هو من يتولى العلاج.

ويروى شقيق الزوجة قائلاً: نصيب شقيقتى غادة كان هو الأسوأ فقد تحملت كل أنواع العذاب مع هذا الزوج غليظ القلب فتكرار تعديه بالضرب والطرد من المنزل، ورفضه تحمل مصاريف البيت أو تحمل تكاليف علاج تعذيبه لها، وأمام صبرها وتضحيتها لاستمرار الأسرة، لم يتحمل إعياءها بسببه وتحول إلى قاتل، وترك ذكرى سيئة لبناته الثلاث.

وباءت محاولاتى بالفشل عندما كنت أطالبها وطلب الطلاق، لتنجو بنفسها من هذا العذاب والذى حذرتها أن نهايتها ستكون على يديه منزل عائلتك موجود.      

أصبح جسدها هزيلاً مشوها من كثرة الندبات والضرب، والذى قسوته فى إحدى المرات والتى تعرضت فيه لإصابات شج فى الرأس

استلزم أكثر من 7 غرز، إضافة إلى 10 غرز أخرى فى اليد، ورفض أصطحابها لطبيب أو دفع تكاليف العلاج وتسبب فى دخولها فى حالات إغماء، وكالعادة قمت بتحمل تلك النفقات وطالبتها بطلب الطلاق ولكنها كانت تتمسك بأطفالها وهو لا يعى أنها أم تعيش من أجل بناتها.

وفى يوم الواقعة، انهال الزوج عليها بالضرب المبرح بعد أن حضرت جارتها لإعطائها حقنة مسكنة، إذ نادتها إحدى الصغيرات، لإنقاذ أمها التى دخلت فى حالة إعياء وإغماء، وبحضور زوجها فى نفس التوقيت، طرد جارتها من الشقة وأغلق الباب بالقفل، وانهال على رأس زوجته بالضرب واللكمات، مرددا «أنا اللى هفوقها، أنا زهقت من عياكى وقرفك، هموتك ونخلص، مش كل ما أرجع البيت ألاقيكي عيانه» وكسر الحقنة بيده وقال لها طب موتى. وسط توسلات بناتها بالرحمة، وهو فى الطريق سمع صوتها عبر التليفون متقطعًا: «الحقنى بموت روحى بتطلع».

وفور وصولى لمنزل الزوج ورؤيتى لشقيقتى ملقاة فى صالة المنزل بوجه متورم مهشم وأسود وفم يخرج منه الدم القاتم، وأنكر الزوج ما فعله بأم بناته، وأخبرت بنات أختى «بابا ضربها جامد علشان تفوق».

وقمت بنقلها إلى مستشفى بلقاس المركزى، ودخولها قسم جراحة النساء، حيث تبين من الكشف المبدئى أنها أصيبت بحالة ارتجاج ونزيف فى المخ ونزيف داخلى، وتهتك فى العين».

وعقب دخولها المستشفى بساعات لفظت أنفاسها الأخيرة.

ماتت شقيقتى على يد وحش، لم يرحم ضعفها.

ألقى القبض على الزوج واعترف بجريمته وأمرت النيابة بحبسه على ذمة القضية.