عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظلام القبور وخداع الشهوات... حكاية الفتاه التي تخلي عنها الجميع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلست المغلوب علي أمرها صاحبة الـ 40 عاما بحوزة الظلام وزهور القبور تندب حظها الأسود الذي التف حول عنقها طيلة الـ 25 عام زواج بعدما خدعتها كلمات زوجها المعسولة الذي يكبرها 20 عاما ولكن سترة البنات لدي مجتمعها هي الكلمة الحاسمة في موقف زواجها وفي دقائق أخذت تعود بذاكرتها بعدما صفعتها ألسنة البرد وأغرقتها مياه الأمطار التي اختلطت بدموعها الحارقة.

 

لم يسمح لها والدها بالاستمرار في التعليم أكثر من أولي ابتدائي، فلم تتعلم القراءة والكتابة مثل أخواتها، وكفلها بأعمال الحقل ورعاية المنزل وأموره وهي في سن الـ 10 سنوات، هذا السن الذي من المفترض ان تكون مثلها مثل أي طفل عادي يلعب ويجري ويكون لديه ألعاب.

 

ولأنها فتاة ريفية يافعة نشيطة تقوم منذ السادسة صباحا وتنام في التاسعة مساء، جعلتها الحركة والنشاط وشمس الصعيد أكثر حمرة وجمالا، وعندما أكملت عامها الـ 15 وافقت أمها علي أول خطيب يتقدم لها والذي كان يكبرها بـ 20 عاما، والتي انبهرت بكلامه المعسول ومظهره المنمق، وفرحت بأنه سيأخذ ابنتها إلي القاهرة حيث الحياة المرفهة مثلما وضحها لهم.

 

انتقلت أمل إلي القاهرة, لكن لم تجد سوي الواقع المؤلم والمصير الصادم, فوجدت الشقة المكونة من خمس غرف وصالون, ماهي إلا غرفة واحدة تجمع مستلزمات غرف (النوم,والمطبخ,والصالون), ووجدت حماتها تلك المرأة المتعجرفة شديدة الطباع صعبة الارضاء بأي شكل والتي اتخذت أمل مجرد خادمة .

 

أراد الله ينير لها حياتها بمولود, ولكن سرعان ماتم إجهاض هذا الجنين بسبب كثرة المشاجرات والعذاب التي لاقته من زوجها وحماتها, ورزقها الله بعد ثلاثه أعوام من العذاب المتواصل بولد,ونظرا لأن زوجها ليس لديه عمل ,اضطر أن يسافر لإحدى الدول العربية ليصرف علي ابنه وزوجته بعدما رفضت أمه أن تعطيهم أي أموال أخري.

 

ومرت الأعوام تلو الأعوام ولم يرسل لها زوجها مليما واحدا أو حتي جوابا يطمئنها علي أحواله ,وبعد مرور خمسة أعوام من سفره وعذابها وانتظارها له مع أمه الذي جعلتها خادمة لديها وبعد إخلاصها له وانتظارها رغم انقطاع الأخبار عنه و وجدته يدخل عليها

بامرأة جميلة وملابس مهندمة وسيارة فاخرة وطردها من المنزل لتقيم فيه الجديدة وأخذ منها ابنها.

 

وجدت نفسها خارج المنزل التي تحملت منه كافة أنواع العذاب لا تمتلك أي شيء سوي ملابسها التي ترتديها فكيف لرجل أضاع زهرة شبابها في خدمته هو وأمه وانتظارها له أن يفعل مثل ما فعل هو، وعادت مرة أخري لأهلها تجر ثياب الخيبة والندم علي كل ما فات, وكأي فتاة اضطرت أن تتحمل كل هذه المعاناة تحت مسمي (الست الشاطرة هي اللي تحافظ علي بيتها),فلم تذهب إلي بيت والدها بعد وفاة أمها سوي للزيارات فقط.

 

وهاهي ذاهبة له بعدما طفح منها الكيل وسلبت منها الحياة وأخذ زوجها منها آخر أمل في الحياة وهو ابنها, ولكن من يحنو علي تلك المسكينة فلم تتحملها زوجة أبيها أكثر من أسبوع وطردتها ولم يقو والدها على الدفاع عنها أو جعلها تمكث معه.

 

 فعادت مرة أخري إلي القاهره حيث المتاعب والشقاء, وظلت تبحث عن عمل تكسب منه أي أموال لتأكل وتجد مأوي فلم تجد غير أن تعمل خادمة في أحد بيوت الأثرياء والذي اشترط عليها العمل مقابل راتب شهري 200جنيه شاملة الأكل وبدون سكن, وظلت تبحث عن أي غرفة بالإيجار ولكن أين تجد غرفة في هذا اليوم إيجارها أقل من 200 جنيه فانتهي بها الحال في غرفه في المقابر بجوار قبور الموتي.