رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"سها" مكالمة لرجل مجهول انتهت بقتلها

بوابة الوفد الإلكترونية

التهم الفراغ ثنايا حياتها، والوحدة تحاوطها من جميع الجهات، فالوقت يمر بثقل يمزق عقلها الذى لم يهدأ للحظة تفكيرًا فيما سيحدث لها مستقبلاً، ثم التقطت هاتفها المحمول وطلبت رقم مجهول لم تعلم عن صاحبه شىء، بغرض تسلية وقتها فقط، ولكنها لم تكن هذه المرة الأخيرة فى تواصلها مع ذلك الشاب الذى سرعان ما توطدت علاقتها معه، ثم تحولت علاقة محرمة بينهم انتهت بقتلها خنقًا بين قبضته.

فى بداية القصة كانت تحلم «سها» مثلها كل فتاة بأن ترتدى فستان الزفاف التى قامت باختياره وتكوين أسرة صغيرة تتأسس على الرحمة والمودة والتفاهم، وأن تعيش حياة زوجية بسيطة هادئة مع شريك حياتها كما رسمت فى خيالها عن عش الزوجية السعيد، وبالفعل تحقق جزء فى ما تمنت وتزوجت، ولكن حدث ما لم تتوقعه تلك العروس، فلم يمر الأسبوع الثانى على زواجها وبدأت تنشب الخلافات والمشادات الكلامية بينها وبين زوجها، وبعد فترة وجيزة جاء نبأ حملها والذى لم يسيطر على إنهاء حياتها الزوجية التى اعتقدت بأنه سوف يكون رباطاً لم ينقطع على مدار عمرها، ثم وصلت إلى المرحلة التى أفاقتها عندما اطلق عليها لقب «مطلقة» وهى ذات الـ25 ربيعاً، بعدما عجزت عن حل المشكلات المستمرة دائماً بينهم.

عادت إلى منزل أسرتها تمكث مع والدتها وطفلها الرضيع، ولكنها مشوشة العقل لم تعلم ماذا تريد، وما سيحدث لطفلها مستقبلًا الذى أتم عامه الأول، وهناك الكثير من الأسئلة التى تدور بين خلايا عقلها.

فتملك الفراغ من حياتها، وحاولت الهروب منه عن طريق هاتفها المحمول، عندما أمسكت به وقامت بالضغط على أرقام عشوائية، ثم طلبت ذلك الشاب الذى أنهى المكالمة سريعًا بجملة «الرقم غلط»، ما كان عليها إلا أن تعتذر وتغلق الخط، وذلك قبل أن تجدد اتصالها به فيما بعد.

خلال اتصالاتها المتعددة به التى تشغل بها وقت فراغها، تعرفت على «محمود» الذى يصغرها بعامين، عامل من أصل صعيدى، وسرعان ما نشأت بينهما علاقة صداقة، قام كلً منهما برصد تفاصيل حياتهم الدقيقة عبر المكالمات التى لم تنته ليلًا ونهاراً، ثم تحولت إلى علاقة غرامية، يتبادلان بها نفس المشاعر الزائفة.

طالت المدة إلى 6 أشهر كان يقوم الشاب من وقت لآخر بزيارة القاهرة للقاء محبوبته ويقضى اليوم معها ثم يعود إلى سوهاج مرة أخرى، حتى قامت بترتيب مخطط مختلفًا عما سبق، وهو كالأتى بأن يحضر «محمود» لرؤيتها ثم يذهبا إلى منزلها لقضاء وقت ممتع معاً، فلم يتردد لبرهة وسرعان ما وافق على عرضها.

واستقل الشاب فى اليوم التالى قطارًا إلى القاهرة وقابل عشيقته، وبالفعل ذهبا إلى منزلها بعدما قضى وقتًا ممتعًا فى التنزه معًا فى شتى الأماكن المتنوعة، متزامنًا مع عدم وجود والدتها بالمنزل، ثم مكث معها يومين بغرفة واحدة مارسا خلالهما الحب الحرام مستغلين صغر عُمر طفلها، والأم فى سن طاعنة ولم يدر بخلدها أن تفعل ابنتها ذلك وهى فى غفلة عما تفعله ابنتها فى الغرفة المجاورة.

وفى صباح اليوم الثالث سمع «العاشق» كلمات ترددها «سها» لرجل آخر فى هاتفها المحمول

على مدار اليومين، وهى تظن بأنه غارق فى النوم، فتظاهر بجهله الأمر وقام بارتداء ملابسه، ولكنه حرص على مواجهتها بالحقيقة قائلًا «عيب اللى بتعمليه على الأقل احترمينى» فكان رد فعلها غير متوقع بالنسبة له حينما ردت بطريقة حادة قائلة: «حاجة متخصكش.. إنت مالكش حكم عليا»، ومن هنا نشبت مشادة كلامية بين العاشقين، مطالبًا لها بمبلغ 4 آلاف جنيه التى اقترضتها منه فى وقت سابق.

استشاط غيظًا عندما سمعها تردد «مالكش حاجة عندى.. وحاول تثبت إن ليك حق» جحظت عينيه وجمد قلبه، وانتشل هاتفها المحمول وحاول انتزاع قراطها من أذنيها، ولكنها ظلت تقاومه بكل ما لديها من قوى، فقرر التخلص منها حتى لا ينكشف ويفتضح أمره، ثم وضع عنقها بين قبضتيه واخذ يخنق بكلتا يديه، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وسقطت على السرير، وفر هاربًا من حيث أتى.

وبعد ساعات سمعت والدتها بصراخ طفلها الرضيع الذى لم يتوقف عن البكاء، فخرجت من غرفتها متجهة إلى «سها» لتبويخها على الإهمال الذى يتعرض له هذا الصغير، ولكنها وجدتها جثة هامدة على السرير تسيل من أنفها الدماء بجوار الطفل، عندما شاهدت هذا الموقف تجمدت مكانها فى ذهول وصدمة لبضع دقائق ثم تعالت صرخاتها تستنجد بالجيران.

انتقلت قوة أمنية إلى مسرح الجريمة، وعاين رجال الشرطة الجثة وتبين عدم وجود كسر فى المنافذ، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، وكما بدأت العلاقة عن طريق مكالمة على هاتف القاتل المحمول كانت نهايته عن طريق مكالمة أيضًا على هاتفه المحمول بعد توصل رجال الأمن لآخر محادثات أجرتها القتيلة من هاتفها المحمول، رد «محمود» على رقم غريب لم يعرفه من قبل، وجاء من على الجانب الآخر يسأله عن «سها» ورد دون تردد ماذا بها.. فأخبره أنها فى المستشفى فى حالة سيئة فاعتقد أنها لم تمت وعاد إلى القاهرة مسرعاً محاولاً قتلها حتى لا تفضح أمره، فكان فى انتظاره فى المستشفى التى أبلغ عنه المتحدث رجال الأمن.. وكانت المفاجأة اعترافه بقتلها ومعللاً ذلك بخيانتها له.