عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محامية تجبر زميلها على الزواج منها هرباً من شبح العنوسة

بوابة الوفد الإلكترونية

نعم ما زلت آنسة وأبحث عن عريس وعندما وجدته وأوهمنى بالمشاعر الجميلة التى تنتظرها أى فتاة وهى الحب والحنان والرومانسية والفستان الأبيض لتكون نهاية هذا الحب الرائع الزواج، ولكن للأسف استيقظت على واقع مرير أنه يتهرب منى لذلك قررت الزواج منه بالقوة رغماً عنه.

نعم بالقوة لأننى كدت أحمل لقب «عانس»، دموع مخفية خلف كثير من الأقنعة التى أرتديها أنا وغيرى من الفتيات فوق سن الأربعين، والكلمات اللاتى ينطقن بها حين يعجزن عن الرد عن كلمة «مدام» التى تمتلك وقع ضربة الصوت بالنسبة إليهن، لكن الشىء المؤسف الذى يجهله الكثيرون، وهن يعشن معنا ووسطنا وأمام الكاميرات وليس خلفها، بين آلام لا يعرفها شخص معافى أو مريض فهى أبعد ما يكون عن الآلام البدنية، لكنها آلام تصيب النفس فتجعلها قطعة هشة تقتل فيها نظرات الأشخاص وهمساتهم، هن آنسات حضرن أفراح صديقاتهن وأخواتهن وأبناء أخواتهن، دون أن يعرفن للفرح طعم، هن العائشات بيننا بأجساد نخر فيها الحزن والوحدة حتى تركوها أشباه أجساد دون أرواح. مر عليهن لحظات ربما تكون هى الأجمل فى حياة كل فرد منا، حين تأتى لحظة عيد ميلاده، لكنها تكون كالسكين الذى يمزق قلوبهن إربًا ويذكرهن بوحدتهن التى لا تنتهى ولن تنتهى، وتنتهى بهن الحياة فى دور للمسنين، أو يموتن دون أو يشعر بهن أحد، مثلما حدث معى أنا فتاة «الأربعين» تخرجت فى كلية الحقوق، بعدها كان كل همى الشغل وإنى أحقق ذاتى، وكان أهلى يشجعونى جدًا على هذا، فى الأول كنت بحاول أحقق هدفى، وأوصل للى أنا عايزاه، بعد فترة شعرت إن فى حاجة ناقصة، وإنى لازم أفكر فى الجواز، وبدأت فى عُمر الـ30 أفكر فى اختيار شريك حياة مناسب، وكان عندى أحلام وآمال كتير، اللى بدأت تتطاير فى الهوا مع الوقت، وبدأت الأحلام والأفكار تتبخر من بين يدى، حاولت كثيراً أتوصل للشخص هذا إلا أن النصيب والحظ ماكنوش معايا، ووصلت لسن الـ35 وأنا وحيدة، وإن الأحلام والأفكار كلها مش من حقى، وإن عليا الاختيار ما بين السيئ والأسوأ، لأن الأحسن مش موجود، كنت برفض وأقاوم على أمل أقابل الشخص اللى بحلم بيه، بس محصلش وأجبرت على الاختيار مع التنازل عن كل الأحلام السابقة».

وللأسف بعد الأحلام والطموحات انتهى الأمر إنى بدور على عريس يكون على الأقل أكبر منى بسنتين مش 10 سنين، بس اللى اكتشفته إن لما البنت بتوصل لـ30 ملهاش حق الاختيار، بس كل اللى مطلوب منها إنها توافق على المعروض عليها، رجالة فى عُمر الأربعين فيما فوق، من هو الشاب ده اللى هيرضى ببنت عندها 34 سنة، ليه من قلة البنات، أنا مش بتخيل الجُمل ديه، أنا سمعتها مش بس من جارتى اللى بتكرهنى، ولا قريبتى اللى مضايقة منى، سمعتها من أقرب الناس، كل اللى يهمنى إنى أتجوز لأن كل اللى كنت بدور عليه وعايزة أعيشه مبقاش موجود ولا متاح، فمن الأفضل إنى أكمل لوحدى».

أصبحت أنا البنت اللى فى نظر المجتمع ممكن تاخد بواقى الرجالة، كل اللى عليها إنها تقبل لأنها ملهاش حق لأن عندها 39 سنة يعنى 40، يعنى مفيش حد هيبص فى وشها»، وأصبحت قائمة الأحلام اللى كنت بشطب فيها كل سنة على شرط على أمل، كنت كل أما أعمل كده أحس إنى بقطع نفسى أو بشوه ذاتى، حلمت كتير إنى أوصل للى أنا عايزاه بس كل السكك متقفلة، لأنى فى نظر الرجالة فايتنى القطر، فمبقاش عندى أى حق فى الاختيار، كل المطلوب منى إنى أقبل وأنا ساكتة، لدرجة إنى وصلت يوم من الأيام إنى قولت لأمى وفيها إيه يا ماما لما أتجوز راجل مبيخلفش، أهو يكون معيوب وعينه مكسورة ويبطل يتحكم ويتشرط علينا، وأنا مش عايزه عيال، والغريب إن أمى وافقت على الوضع ده، لأنه واضح كده إن الوضع بقى صعب ومش قادرين يتحملوه ولازم أتجوز فى أسرع وقت».

ولكن حتى هذا لم أجده، كنت أجلس مع وحدتى أتحدث مع نفسى أتساءل مثل كثيرات غيرى, ألا يحق لى أن أتزوج, وأن أعيش مع رجل يحبنى وأحبه، ويكون لى أسرة وبيت وأولاد, فلماذا لم أتزوج حتى ألان.؟!.. ما الذى حدث.؟!!.. لما يحدث هذا بحق السماء.؟!! ”مأساة” نعم مأساة لا يعرفها إلا من كان مثلى، أنتم لا تعرفون كم أعانى من الوحدة، برغم حولى كثير ومع ذلك أشعر

بصقيع الوحدة يقتل روحى، وأتقطع من داخلى لما أسمع زغرودة فى منزل الجيران، ولا كلمة «عقباً لكِ» عندما تخطب فتاة أعرفها أو حتى لا أعرفها، لا تعرفوا ماذا تفعل بداخلى هذه الكلمة، تقتلنى آلاف المرات، وتذبحنى، وأنا أحاول إخفاء دموعى، مع إظهار مجاملتى لهنّ، وربما ذهبت إلى الفرح مجاملة، لكن بداخلى نار آكلة، وعذاب.

وظل حالى هكذا إلى أن تقابلت مع زميل لى محامى فى نفس عمرى وتبادل معى معسول الكلام، أحببته من كل قلبي, وشعرت بأن الدنيا بدأت تضحك لى وسوف أعيش مثل كل الفتيات قصة حب جميلة تنتهى بالفستان الأبيض والزفاف والحياة الأسرية، وأخلصت له بكل قوتى، وعشنا قصة حب جميلة, قصة ولا من ألف ليلة وليلة، وفى النهاية ماذا حدث، لم يتم الارتباط المقدس بيننا، وفوجئت به يتهرب منى عندما أتحدث معه فى مقابلة أسرتى وتحديد معهم موعد الخطوبة وتجهيز بيت الزوجية، كان يوهمنى أنه يعانى من أزمة مادية، أخبرته بأننى أتنازل عن حقوقى المادية والرفاهيات التى تحلم بها كل فتاة حفلة وعرس وطلبت منه أن نتزوج فى حفل أسرى بسيط ولم يهمنى الشبكة وأن نحضر منزلاً صغيراً نعيش سوياً، حاولت أن أبسط له كل الأمور للموافقة، وبالفعل حدد معى ميعاداً لمقابلة أسرتى، كان يوم فرحتى التى أنتظرتها سنوات وبقيت أنظف المنزل وأجهز نفسى وقلبى يخفق من الفرحة ومرت الساعات وأجلس أنا وأسرتى والحلويات أمامنا ننتظر العريس، ولكن للأسف لم يحضر وكانت صدمة كبرى لى أمام أسرتى التى ظلت ترمينى بكلمات مثل الرصاص، دخلت غرفتى وأنا أبكى، حاولت الاتصال به ولكنه أغلق تليفونه، وعندما استيقظت من نومى على الفور ارتديت ملابسى وذهبت إلى مكتبه لمقابلته، ولكنه رفض مقابلتى، حاولت أن انتظره عقب خروجه من العمل، وواجهته لماذا تخليت عنى وتركتنى لتلك الفضيحة، كانت إجابته للأسف أنا غير جاهز للزواج، صرخت فى وجهه لكى أذكره بالكلام والأحلام التى كان يرسمها أمامى، ابتسم وقال لى أحلام، إحنا لم ننفع لبعض ابحثى عن شاب آخر، أتمنى لكى حياة سعيدة مع زواج اخر، تركنى وأنا منهارة وأشعر بالدنيا كلها تدور حولى، وبعد عدة أيام علمت من الزملاء أنه يقوم بالتوجه إلى إحدى الفتيات للارتباط بها، قررت الانتقام منه.

وقررت الاتفاق مع آخرين على خطفه وإجباره على الزواج منى، حيث أعدوا سيارة مستأجرة ومركبة توك توك خاصة بأحد الأصدقاء، استدرجه أحدهما تليفونيًا بزعم علاجه من السحر، وعقب وصوله للمكان المتفق عليه قاموا باقتياده ونقله بالسيارة واحتجازه بمحل خاص بأحد المتهمين كائن بدائرة قسم ثان الرمل، وقاموا بالتعدى عليه بسلاح أبيض «مطواة» محدثين إصابته وقرروا بإكراهه على التوقيع على عدد من إيصالات الأمانة، وهددته فى حالة عدم موافقته على الزواج منى إنى أقدمها للنيابة، أعلم تماماً أنه شىء سيئ ولكن للأسف لم أجد أمامى غير هذا الطريق لكى أتزوج.. زوج تحت التهديد هرباً من لقب العنوسة.