جريمة في الذاكرة..قتل ودفن
أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداث تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.
المكان - مركز العسيرات، الزمان – أكتوبر 2010
- قتل ودفن -
اللواء عاصم حمزة، نائب مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى مركز العسيرات بسوهاج منذ سبع سنوات، وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنها راح ضحيتها زوجة شابة على يد ضرتها وابنتيها، عندما قمن بقتلها ودفنها فى حوش المنزل، بدون ذنب اقترفته يداه البريئتان، سوى أنها كانت الزوجة الثانية، وتوافقت هذه المأساة مع المقولة الشهيرة بأن«الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».
ففى شهر أكتوبر عام 2010م، عندما كنت مديراً لمباحث سوهاج، تلقينا بلاغاً من عبدالناصر محمد محمود المقيم بقرية المساعيد التابعة لمركز العسيرات بغياب زوجته الثانية دعاء السيد وأنه بحث عنها فى كل مكان ولكن دون جدوى، فحررنا محضراً بالواقعة وأخطرنا النيابة العامة فأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة.
بدأنا فى البحث عن الزوجة الغائبة وقمنا بإرسال صورتها للأقسام والمراكز لعلنا نتوصل إلى خيط يدلنا على مكانها، كما بحثنا عنها فى المستشفيات فقد تكون مصابة فى حادث أو خلافه ولكن لم نعثر عليها من بين الأحياء أو الأموات، وقمنا بإعادة
فقد همس فى أذنى أحد المصادر السرية بأن شيماء الابنة الصغيرة للزوجة الأولى تحدثت بطريقة غريبة أمام زملائها الصغار عن خوفها من منزلها لأن زوجة أبيها الغائبة مدفونة بالحوش الملحق بالمنزل، فقمنا باستئذان النيابة العامة وألقينا القبض على الزوجة الأولى وابنتيها وبتضييق الخناق عليهن اعترفن بجريمتهن تفصيلياً، وأن الزوجة الأولى قتلت ضرتها بمعاونة ابنتيها بسبب غيرتها الشديدة منها بعد أن تزوجت منذ بضعة شهور، فقامت الابنة الكبرى بشل حركتها وقامت الزوجة الأولى بقتلها بماسورة حديدية، ثم دفنتها بالمنزل بمساعدة ابنتيها وهددتهما بقتلهما لو أخبرتا أحداً، ثم أرشدن عن مكان الجثة، وتمت إحالتهن إلى محكمة جنايات سوهاج فعاقبت الزوجة بالسجن المؤبد وأودعت البنتان فى دار رعاية الأحداث.