رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهادة حق..الطفل عاطف دفع حياته ثمنا لشهادة حق

بوابة الوفد الإلكترونية

راح عاطف صاحب الـ13 عاماً ضحية لكلمة عدل قالها شقيقه الأكبر فى جريمة قتل، فكان جزاؤه أن يُقتل شنقاً على يد عمته التى تجردت من كل معانى الإنسانية بعدما احترق قلبها حزناً على ولديها اللذين حكم عليهما بالإعدام والمؤبد فى جريمة قتل سيدة، والتى شهد بها شقيق المجنى عليه على ولدى المتهمة فكانت النهاية دموعاً بريئة، انسالت وأنفاس خنقت وروح صعدت وثأر لا يزال يخيم على عقول أهل الصعيد.

لم يعلم الضحية عليه أنه سيكون داخل دائرة الانتقام والثأر بين أبناء عمومته فى قرية عرب القداديح بأسيوط، بداية الواقعة بنشوب مشاجرة بين أبناء عائلة واحدة وقُتل خلالها شاب وسيدة الطفل هو الثالث داخل هذه السلسة.

وبدأت سلسلة الثأر عندما قتل شاب رجلاً من أبناء المتهمة، وتم القبض عليه، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، فتعالت ألسنة نيران الانتقام... «إزاى يقتل أخونا ويتحبس 10 سنين بس إحنا لازم ننتقم منه»... فلم يجد أشقاء القتيل بدا من أن ينتقموا منه غير والدة قاتل شقيقهما، وبالفعل نفذا خطتهما بقتل عمتهم، ونجحت الأجهزة الأمنية من القبض عليهم.

مرت الأيام سريعًا وما زالت قضية الشقيقين منظورة أمام المحكمة، ومع كل هذه الأحداث لم يدخل الطفل داخل دائرة الثأر، فكلا الطرفين من أبناء عمومته، إلى أن طلبت المحكمة شهادة شقيقه فى قضية قتل الأخوين لعمتهما انتقامًا من ولدها الذى قتل شقيقهما.

تردد أبوبكر شقيق الطفل، فى الادلاء بشهادته أمام المحكمة فى هذه القضية فالمتهمون بها أبناء عمومته والمجنى عليها عمته، وهو كان من ضمن شهود العيان فى جريمة القتل، وبعد تفكير استقر به الحال على أن يقول الحقيقة، ولم يتخيل ولو للحظة أن كلمة العدل ستكون سببًا فى قتل شقيقه الأصغر.

ذهب «أبوبكر» للادلاء شهادته وبالفعل قال الحقيقة التى شاهدتها بأم عينه، استمعت المحكمة لشهادة أبوبكر فى قضية قتل السيدة، واستمرت الجهات الأمنية فى القضية إلى أن جاء حكم المحكمة بالإعدام على واحد من الشقيقين والمؤبد لآخر، وكان الخبر على أم المتهمين كالصاعقة فقد فقدت ابنها الأول عندما قتله ابن قتيلة ولديها وها هى تفقد ولديها الآخرين.

جلست الأم المكلومة بصحبة الشيطان ماذا تفعل أمام كل هذه المصائب وفقد أولادها الثلاثة التى حلت عليها وأولادها، تألمت كثيرًا على فراق أبنائها الثلاثة وكانت تأمل فى النقض على حكم الإعدام والمؤبد ولكن سرعان ما مرت الأيام وجاء اليوم الموعود، أيدت المحكمة حكمها السابق بالإعدام والمؤبد على فلذتى كبدها، وامتلأت المحكمة بصراخ.

عادت الأم إلى منزلها والحزن والهم يخيمان على وجهها، جلست تبكى فى منزلها على

فلذات كبدها، ولكن انقلب هذا الحزن إلى انتقام يلتهم كل شىء كان سببًا فى الحكم على أولادها، وسرعان ما أرشدها الشيطان على الشاهد فى قضية أولادها، وظل يوسوس لها أنه هو السبب الرئيسى فى موت أولادها.

خططت المتهمة كثيرًا فى كيفية الانتقام من هذا الشاهد إلى أن وصلت إلى شقيقه الأصغر فتريد إحراق قلبه عليه كما تظن أنه السبب فى انفطار قلبها على ولديها، ظلت تخطط المتهمة للنيل من الطفل عاطف، واجتمعت مع ابنها الرابع وأحد أقاربهما.

وجاء اليوم الموعود... صعد المتهمون الثلاثة أعلى سطوح منزل شاهد الحق، بواسطة منزلهم المجاور لبيت المجنى عليه، وظلوا ينتظرون الطفل لقتله والانتقام من شقيقه.

مر وقت قليل والذئاب الثلاثة يختبئون ويتربصون للضحية الصغير، وجاءت اللحظة التى لم تخطر ببال الطفل أن تلك الخطوات آخر خطوات يمشيها بحياته، لم ينتظر المتهمين الثلاثة لدخول الطفل سطوح المنزل وانقضوا، ما بين ممسك به وآخر كاتم لصوته لكيلا يفتضح أمرهم، وكانت المتهمة قد أعدت حبلاً لشنق الملاك البرىء.

وفى دقائق قليلة مرت على المجنى عليه كسنوات طوال من العذاب، بعدما لم تشفع دموع هذا الطفل لدى قلوب المتهمين التى امتلأت بشهوة الانتقام من شقيق الطفل الذى لم يقترف ذنبًا سوى أنه قال كلمة عدل، صعدت روح الطفل لخالقها بعدما أزهقتها أيدى الخيانة والغدر، وفروا هاربين من أعلى المنزل تاركين جثة الطفل تنظر لخالقها وتحدثه بأى ذنب قتلت.

وتمكنت القوات من إلقاء القبض على المتهمين، وأيضاً كان القرار بحبسهم وتحويلهم إلى محاكمة عاجلة لتلحق الابن وابنها الرابع بولديها فى السجن منهما .

من ينتظر الإعدام والآخر سيقضى باقى عمره فى السجن، وها هى تلحق بهما وابنها الأخير.. إنها نار الانتقام وشهوته.