عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القتل الرخيص .."عياد" دفع حياته بسب 400 جنيه

بوابة الوفد الإلكترونية

المال وسيلة من وسائل الحياة، وضع الله عز وجل، فى قلوب البشر، حب المال والبنين، وحذر رب العزة من الطمع والمال الحرام، وأوصت الأديان والكتب السماوية، على حرمة وقدسية الجار، فى ماله ونفسه وعرضه، وحسن معاملته الجار فى ماله ودمه حرام، ولكن يقف دائماً الطمع وحب المال، بالمرصاد للنفس البشرية، فتعمى العقول والعيون، بعدما يكون إبليس (الرجيم)، قد زين للإنسان حب المال، وجعل له بريقاً لا يقاوم، فتارة يكون الشيطان موسوساً فى آذان الدائن والمدين. حتى تدب الفتنة، يدفع الدائن بطلب دينه، بغلظة دون تأجيل أو أعذار، حتى إن كان شقيقه وليس جاره، ولا يعلم الدائن أن الدين مذلة فى النهار، وهم فى الليل، الشيطان ينسى الجميع حسن المطالبة، وقبول الأعذار، حينما يضيق حال المعيشة، ولا يتمكن المستدين من سداد دينه. تلك هى قصتنا التى وقعت أحداثها فى قرية مكين، إحدى القرى المترامية بمركز أبوقرقاص، جنوب محافظة المنيا، بصعيد مصر، والتى اجتمع فيها عياد، والشقيقان خالد، وأحمد، من أجل العمل، للحصول على لقمة العيش الشريفة والكريمة، من خلال العمل بالمقاولات اليومية، حتى يتمكنوا الثلاثة نهاية كل شهر، من إرسال نقود تعينهم على المعيشة، مرت الأيام والأشهر، والثلاثة مثل الإخوة، يخرجون فى الصباح الباكر، من أجل لقمة العيش، واصلوا الليل بالنهار فى العمل. وخلال أحد الأيام، احتاج عياد لمبلغ مالى 400 جنيه، بعدما اتصلت زوجته مطالبة زوجها (عياد) بضرورة إرساله، مصاريف مدارس وتعليم الأولاد، فلم يكن أمام (عياد) إلا أن يلجأ إلى خالد وشقيقه أحمد، فهم أبناء قريته وجيرانه فى الوقت نفسه، طلب منهم 400 جنيه لإرسالها لأسرته، واعداً بسدادها، خلال عملهم بالقاهرة، أو عقب عودتهم سوياً للقرية. عاد الجميع إلى القرية، مرت الأيام، ولم يفِ (عياد) بسداد دينه، فما كان من خالد وشقيقه أحمد، إلا أن طالبوه بسداد مبلغ 400 جنيه والتى استدانها فى القاهرة، ولكن عياد تعثر فى السداد، بعدما أنهكته مطالب تكاليف الحياة، وتعليم الأولاد، بخلاف الاحتياجات اليومية للمعيشة، من طعام وشراب، المصاريف كثيرة، وليس هناك دخل ثابت، يعينه على أعباء المعيشة أو سداد دينه. ماطل عياد واعداً بدفع الدين وقتما يكون متوافراً، مرت عدة أيام أخرى، وعاودت المطالبة من الأشقاء  لـ(عياد) بسداد دينه، وتلك المرة، كانت المطالبة بغلظة، بعدما فرغ صبرهم من كثرة المطالبة، الشيطان لعب برؤوسهم، وسوس فى أذنى الشقيقين، أن عياد يماطلهم، ولا يقدرهم، ولا يخشاهم، ومماطلته هو لا يريد السداد، وتلك عيبة (كبيرة) فى رجولتهم، مفيش رجالة تضيع لها حقوق، وأى حق فى الدنيا لا بد له من قوة تحميه، تلك وساوس الشيطان، دفعتهم لانتظار عياد وهو عائد للمنزل من حقله. لا بد من طريق عودته أن يمر على باب منزلهم، انتظروه، وكان الشيطان قد عبّأ كأس الحقد والغل والغيظ

فى رؤوسهم، انتظروه أمام باب المنزل، والنار تشتعل فى صدورهم، لمحوه من بعيد قادم، أوقفوا عياد، معاتبين بغلظة، عاوزين فلوسنا الآن، رد عياد، مفيش فلوس لما تتوفر فى (جيبى) حاضر، ردوا على بعض بشتائم، وسباب، تلاسن الجميع، كان الشقيقان قد أعدا العدة، ماسكين فى أيديهم عصى (الشوم)، وفى لحظة أعماهما الشيطان عن حقوق الجيرة، قاما بتناول الضرب على جارهما (عياد)، أمام باب المنزل. السيدات يصرخن، وتخرج زوجة وأولاد عياد من المنزل، لتجد زوجها مضرج فى بركة دماء، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ودموع تذرف من عينيه، مستعجباً، من عمايل الرجال، تقتل من أجل 400 جنيه، كان يستجديهما أن يتركاه يعيش ويسدد دينه، ولكن مين يسمع ومين يدرك المعنى، لفظ أنفاسه الأخيرة، فى حضن زوجته وأولاده، أهل القرية، أصابت الدهشة، وعقدت ألسنتهم جميعاً، حينما رأوا فعل الشيطان، يقتل من أجل دين بسيط، مات عياد من أجل حسبة بسيطة من المال. موت عياد، ترك فى نفوس أهالى القرية مليون علامة استفهام، منها أن الرحمة وحقوق الجيرة والتسامح، قد ضاعت من قلوب غالبية البشر، لحظات ويكون اللواء مجدى عامر، مدير أمن المنيا، على رأس قوة أمنية، ويتم إلقاء القبض على الشقيقين، اعترفا بجريمتهما النكراء، بكاء خالد وشقيقه أحمد أمام تحقيقات النيابة، لا تغنى ولا تسمن من جوع، بعدما فارق عياد الحياة، وأصبحا معاً، مكتفيين بالأصفاد الحديدية، ألقيا معاً فى غيابات الجب، فى ظلام السجون، تتعالى صرخاتهما ندماً على ما جرى، هما يصرخان والشيطان يبتسم، بعدما أوقع بهما فى جريمة نكراء يندى لها الجبين، وأصبح حبل عشماوى يتدلى حول رقبتى خالد وشقيقه أحمد، ليكون قصاصاً عادلاً لموت (عياد) دون ذنب أو جريرة، بيوت ينعق فيها الخراب، بعدما مات عياد تاركاً زوجته وأولاده، فى النهاية الثلاثة فقدوا حياتهم والسبب جنيهات لا تسمن ولا تغنى من جوع.