بدء التحقيق في"محرقة" جبل عتاقة
بدأت تحقيقات الجهات السيادية في جريمة قيام ضباط جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس بحرق وفرم حوالي »120« طناً من ملفات الجهاز مساء يوم السبت الماضي في منطقة متطرفة بجبل عتاقة بالسويس، وتمكت قوات الجيش عقب تلقي الجهات السيادية بلاغا من بعض المواطنين من الانتقال لمسرح الجريمة وإنقاذ حوالي »30« طناً ملفات أمنية. كشفت التحقيقات عن قيام ضباط جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس بتحديد طريقة نقل ملفات الجهاز من مقره الرئيسي وفروعه بالسويس وساعة ومكان حرقها وتدميرها بدقة شديدة لعدم اكتشاف أمرهم، عقب تلقي جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس جهاز مباحث أمن الدولة تعليمات مركزية من قيادات الجهاز بوزارة الداخلية بحرق وتدمير الملفات الموجودة لديهم.
تبين قيام ضباط جهاز مباحث أمن الدولة بتحديد مكان آمن لحرق وتدمير الملفات في منطقة معزولة عند جبل عتاقة علي بعد حوالي »45« كليومتراً غرب مدينة السويس.
وحدد ضباط جهاز مباحث أمن الدولة بالسويس طريقة نقل ملفات الجهاز من مقره الرئيسي بالسويس الواقع بجوار مديرية أمن السويس وساعة الصفر لتنفيذ عملية نقل وحرق وتدمير ملفات الجهاز مساء يوم السبت الماضي بعد صلاة العشاء مباشرة أثناء وجود اللواء أركان حرب صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني وبعض مساعديه واللواء سامي الطويل مديرا أمن السويس الجديد وبعض مساعديه والشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية داخل استاد السويس الرياضي وسط حوالي خمسة آلاف مواطن سويسي لحضور احتفالية بثورة 25 يناير.
وتلقت جريدة »الوفد« أثناء متابعة احتفالية استاد السويس اتصالات من بعض الموطنين العاملين في قرية كناري بتش السياحية الواقعة بالقرب من موقع حرق وتدمير ملفات جهاز مباحث أمن الدولة، أكدوا فيها مشاهدتهم سيارات ملاكي يقوم أشخاص بجوارها بتفريغ عشرات الأطنان من الملفات والمستندات في منطقة متطرفة بالمكان وإشعال النيران فيها واشتباههم في كونهم ضباط مباحث أمن دولة بعد مشاهدتهم أمناء ومندوبي شرطة فرع جهاز مباحث أمن الدولة القريب من المكان يقومون بمساعدتهم.
قامت جريدة »الوفد« بتوجيه المواطنين للاتصال فورا بجهات سيادية وتركت الاحتفالية لمتابعة أحداث المؤامرة.
تلقت الجهات السيادية بلاغات المواطنين وعلي الفور تحركت قوات من الجيش وسيارات مصفحة إلي موقع الحادث ومداهمة المكان وإنقاذ حوالي »30« طناً ملفات أمنية من الحرق وتبين حرق وفرم حوالي »90« طناً أخري من الملفات الأمنية وفرار ضباط جهاز مباحث أمن الدولة هاربين فور مشاهدتهم قوات الجيش وتركوا خلفهم عددا كبيرا من أمناء ومندوبي الشرطة من العاملين في جهاز مباحث أمن الدولة والذين اعترفوا بقيام رؤسائهم بتهريب الملفات من داخل المقر الرئيسي لجهاز مباحث أمن الدولة في حقائب سيارات ملاكي تابعة للجهاز لعدم إثارة ارتياب قوات الجيش التي تحرس المبني من الخارج.
تمكنت قوات الجيش من التحفظ علي حوالي »30« طناً من الملفات الامنية التي تم انقاذها من الحرق والتدمير ونقلها الي مكان آمن وتولت الجهات السيادية التحقيق في ملابسات الجريمة.
وانتقلت جريدة »الوفد« الي مسرح الجريمة وشاهدت النيران لا تزال مشتعلة في اطنان الملفات كما كانت توجد المئات من الملفات الامنية التي لم تمسها النيران مبعثرة في كل مكان، ومن اغرب الملفات الامنية خطاب رسمي لجهات مباحث أمن الدولة بالسويس يحمل عبارة »سري جداً« صادر عن مفتش جهاز مباحث أمن الدولة بتاريخ 14 يوليو الماضي 2010 ومرسل الي مساعد اول وزير الداخلية رئيس جهاز مباحث امن الدولة بوزارة الداخلية يبشره فيه بنجاح فرع جهاز أمن الدولة بالسويس في الحصول علي اسطوانة »سي.دي« تكشف عن علاقة غير شرعية بين احدي الشخصيات العامة بالسويس واحدي السيدات!!
وكشفت الملفات الامنية عن تدخل جهاز مباحث أمن الدولة في تحديد خطط برامج اعداد
كما كشفت عن تدخل الجهاز من وراء الستار لتنظيم دوري للمصالح الحكومية واللجان الرياضية في خماسية كرة القدم والتي اقيمت خلال الفترة من 18 يناير وحتي أول فبراير الماضي علي الصالة المغطاة باستاد السويس تحت شعار »لا للإرهاب«!!
وتضمنت الملفات تقارير أمنية عن مئات الصحفيين بالصحف والمجلات القومية والمعارضة ووكالة انباء الشرق الأوسط والقنوات الاعلامية والفضائية وصور بطاقاتهم الصحفية وكارنيهات نقابة الصحفيين الخاصة بهم، بالاضافة الي ملفات امنية للعديد من رؤساء وقيادات احزاب المعارضة والقوي السياسية وأعضاء احزاب المعارضة والاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية ورؤساء واعضاء النقابات المهنية والجمعيات الاهلية والمواطنين المعارضين والنشطاء السياسيين.
وعثرت »الوفد« علي ملف الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس وسط تلال الملفات الامنية ترصد فيه مباحث أمن الدولة تحركات وندوات وصلاة الشيخ حافظ سلامة!!
كما شاهدت »الوفد« ملف ايمن نور مؤسس حزب الغد والعديد من قيادات وأعضاء أحزاب المعارضة في القاهرة مما يشير الي وجود اكثر من نسخة لملفات المعارضين في فروع جهاز مباحث أمن الدولة بمحافظات الجمهورية.
وشملت ملفات جهاز مباحث امن الدولة ايضاً عمليات رصد ومراقبة مؤتمرات وندوات أحزاب المعارضة والقوي السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الاهلية والمساجد والمصلين بالاضافة الي تقارير حملات الاعتقال للمعارضين والمواطنين وأعضاء الجماعات الاسلامية الذين صدرت تعليمات بتعذيبهم وتلفيق قضايا لهم أو التنكيل بهم.
كما شملت الملفات العديد من صور الضحايا الذين لقوا مصرعهم علي ايدي مباحث أمن الدولة والعديد من صور المواطنين والمعارضين الذين تعرضوا للتعذيب.
واحتوت الملفات علي التقارير الواردة لمباحث امن الدولة من المرشدين السريين والعديد من الاشخاص الذين يشغلون اعمالاً مختلفة من بينهم عدد من وكلاء الوزارات ومديري المصالح الحكومية أرسلوا تقارير عن انشطة العاملين معهم واسماء النشطاء السياسيين الموجودين لديهم مقابل تقاضي بعضهم رواتب أو تسهيلات مختلفة من الجهاز.
وطالب المواطنون بالسويس المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بتولي التحقيق في واقعة قيام ضباط جهاز مباحث امن الدولة بالسويس بحرق وتدمير حوالي »120« طناً من ملفات الجهاز والعمل علي استلام النيابة العامة »30« طناً من ملفات الجهاز التي تمكنت قوات الجيش من انقاذها من الحرق والتدمير والتحقيق مع ضباط جهاز مباحث أمن الدولة الذين وردت اسماؤهم في هذه الملفات علي جرائم القتل والتعذيب والتلفيق والتجسس والقمع والتنكيل التي قاموا بها ضد الشعب وتقديمهم للمحاكمة العاجلة وعدم افلاتهم من العقاب.