رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«شهد».. والموت جوعاً..المتسولة الصغيرة ماتت في شوارع الدقهلية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

 

في منزل فقير نشأت هذه الفتاة، وبينما الأطفال يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، إلا أن القدر كان له كلمة أخري مع هذه الفتاة وأسرتها لتبدأ رحلتها مع التسول حتى تساعد أسرتها على تناول ربما وجبة طعام واحدة كل يوم وربما لا يموت.

كانت تخرج شهد ابنة الـ12 عاماً منذ الصباح الباكر كل يوم في جولة التسول وتعود مع غياب الشمس كل يوم حتى تطعم هذه الأفواه الجائعة من أسرتها التي تنتظرها وهي تتضور جوعاً، لم تفكر يوما في شراء فستان لها كبقية الأطفال أو حتى لعبة تلهو بها لكن كان كل ما يعنيها اطعام أشقائها، لم يرحمها أهلها ولم يشفقوا على طفولتها البريئة ولم يرحمها المجتمع أيضاً وراحت تراقب نظرات السخرية والتهكم من كثيرين في رحلة التسول اليومية.

الخوف أجبرها على الرحيل من منزل أسرتها بمدينة المطرية بالدقهلية بعد أن نشبت مشادة بينها وبين شقيقها الذي لم يشفق عليها وانهال عليها ضرباً بالخرطوم لتخرج شهد خوفاً وهلعاً وتختفي عن الأنظار ثم تعود بعد عدة أيام جثة هامدة من البرد القارس، كان البرد أهون عليها من الرعب الذي عاشته وهى تتوسل لأخيها حتى يتركها ويرحم ضعفها، لكنها قررت أن تلتحف بالهواء القارس بدلاً من الرعب القاتل الذي رأته من أخيها لكن الهواء القارس كتب كلمة النهاية لتموت شهد وحيدة أسفل بئر سلم في منزل قريب من منزل أسرتها. أربعة أيام قضتها شهد تصارع البرودة الشديدة بملابس خفيفة وأخيراً لم يستطع جسدها النحيل مقاومته فماتت من شدة البرد لتبكيها القلوب قبل العيون في مشهد حزين.

خرج والد شهد ليبحث عنها في كل مكان لكنه لم يجدها فقام بإبلاغ الشرطة، وصلت معلومات إلى المباحث عن مكان اختفاء شهد في بئر السلم بأحد المنازل في نفس الشارع الذي يقع فيه منزل أسرتها، وتم إخراج جثة الفتاة في مشهد أدمع القلوب قبل العيون ولم يظهر أية آثار لاعتداء عليها، ولم يتم التوصل لأي شبهة جنائية وراء الحادث، كما لم يتهم أهلها أحداً بأنه وراء موتها، التحريات أشارت إلى أن الطفلة تغيبت منذ عدة أيام

وقبل اختفائها تشاجرت مع أخيها فضربها بالخرطوم ثم اختفت عن الأنظار لمدة أربعة أيام ليتم العثور على جثمانها، ورجح تقرير مفتش الصحة أن تكون الوفاة بسبب البرد، وانتهى التقرير المبدئي بعدم وجود إصابات ظاهرية أو داخلية بالجثة ولا يوجد شبهة جنائية في الوفاة.

خرج أهالي المطرية يودعون الطفلة البريئة شهد ويبكون المأساة التي تعرضت لها هذه الطفلة التي لم تنعم بحياة طبيعية وعاشت حياتها في رحلة شقاء لتوفير الفتات لأسرتها التي لم يرحمها أحد أفرادها وكان سبباً في وفاتها، وماتت وحيدة تصارع البرد عدة أيام.

ماتت شهد من البرد لكنها بموتها أرسلت رسائل قاسية لمجتمع لم يرحمها ومن أسرة كانت أشد قسوة عليها ومن ظروف قادتها إلى الهلاك، ظروف لا تملك فيها من أمرها شيئاً رغم أنها طفلة كان قلبها يتمزق ألماً علي أشقائها الصغار عندما تراهم جوعي.. كان يمكنها المكوث بجانبهم تنتظر من يعطف عليهم.. أو تخرج لتتسول لنفسها وفقط.. كان يمكنها أن تهرب إلي منزل أو ملجأ ولكنها اختارت البقاء بجوار أشقائها تراعيهم وتنال قدراً لا بأس به من الإهانات من البشر كي تعود لهم بما يسعدهم من طعام وحلوي وتدخل إلي قلوبهم الشعور بالفرحة والدفء.. ولكن الكل كان ضدها الزمن.. شقيقها ..والدها.. الكل اجتمع ضدها دفعوها دفعاً إلي الموت إلي القتل، التحريات تقول ليس هناك قاتل.. ولكن الجميع اشترك في موتها وقتلها.