رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرحلة الأخيرة.. كانت أمنيتها زيارة مقام السيدة زينب وماتت قبل العودة للأسرة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

عادات وتقاليد رسخت بجذورها العميقة فى قلوب وعقول معظم المصريين وخاصة كبار السن منهم، ألا وهى زيارة أولياء الله الصالحين والأضرحة المنتشرة فى القاهرة والمحافظات التى يأتى إليها وفود كثيرة من مختلف محافظات الجمهورية، وامرأة فى عقدها السابع سافرت مسافة كبيرة من محافظة الإسماعيلية إلى القاهرة لزيارة الأولياء ولم تعلم أن رحلتها هذه ذهاب بلا عودة، حيث لقيت حتفها بأزمة قلبية وعثرت عليها الشرطة بجوار «أحد الفنادق القديمة بالسيدة زينب» جثة هامدة.

عاشت العجوز طوال حياتها فى سلام وأمان بين جيرانها وعائلتها فكانت ذا طابع خجول قليلة الكلام لا يخرج من فمها إلا القول الحسن والكلمات الطيبة التى ترطب بها لسانها، أحبها الجميع ولم يختلف اثنان على طيبتها وحسن خلقها ولكنها لم تعلم أن مصيرها سيكون فى مكان غير الذى عاشت حياتها فيه.

كان لدى العجوز ابنان ربتهما على الخلق الحسن والسلوك الطيب فكانا محافظين عليها وعلى راحتها، ولكن مثل أى حياة يتزوج الأبناء وينشغلان بحياتهما الأسرية تاركين وراءهما صاحبة الفضل عليهما،  فكان ابن لها متزوجاً ويعيش خارج البلاد وابنة متزوجة بعيداً عنها مما جعلها تعيش بمفردها فى المنزل وحيدة يأكل المرض جسدها ببطء فهى المريضة بالقلب والسكر لا تجد من يناولها الدواء ولا كوب الماء.

ولكن إيمانها القوى جعلها تصمد فى الحياة وتواجه قصوتها بمفردها، يأتى عليها الليل فتغلق على نفسها باب شقتها وتجلس على سريرها وكأنها فى سجن انفرادي، وبقلبها المعلق بحب الله تنام فى طمأنينة وتنتظر اليوم التالى لكى تعيش نفس المعاناة.

وفى ذات يوم خطر على بالها بأن تذهب إلى القاهرة لزيارة الأولياء، وتتبارك بها ربما يهدئ هذا من روعها وشغفها على أولادها لكى تنقى روحها، فأخبرت شقيقتها بأنها ستسافر إلى القاهرة لزيارة الأولياء، ظلت شقيقتها تتحدث إليها وتخبرها بأن السفر سيرهقها وخصوصاً أنها مريضة وتريد من يصاحبها فى رحلتها هذه، ولكنها أصرت على الذهاب بمفردها وأعلمتها بأنها ستعود فى نفس اليوم.

وبالفعل سافرت العجوز فى رحلتها ووصلت القاهرة لزيارة «السيدة زينب» وبعد الانتهاء

من الزيارة أخذها الوقت وتأخرت فى الطريق فلم تستطع العودة فأرادت أن تمكث فى أحد الفنادق للصباح ثم تعاود رحلتها الشاقة فى اليوم الثانى، وأثناء ذهابها للفندق قابلت شخصاً ما ادعى أنه محام وسألها إلى أين تذهبين? فأخبرته بقصتها فطلب منها أن تبيت لديه هذه الليلة حتى يحين الصباح، وبالفعل ذهبت معه ولكن شاء القدر أن تصاب بأزمة قلبية حادة لم تستطع مقاومتها ولفظت أنفاسها الأخيرة، ارتعد الشاب من المنظر وخشية أن يتهم فى مقتلها قام بحملها ووضعها بجوار الفندق التى كانت ستنام فيه.

وفى الصباح فوجئ الأهالى بجثة العجوز وقاموا بإبلاغ قسم شرطة السيدة زينب التى تحرت عن الواقعة، وعقب ذلك قام الشاب بتسليم نفسه، وأمام النيابة اعترف المحامى بأنه استضاف العجوز رفقاً بحالها عندما وجدها ترتجف فى الشارع ولكنها ماتت بين يديه فخاف من المسئولية فألقى جثتها بجوار الفندق، وكانت تلك كل جريمته.

تأكدت النيابة بعد تشريح الجثة أن الوفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية حادة وأخلت سبيل المحامى دون ضمان.. وتعرف أهل العجوز عليها بعد أن جاءت شقيقتها للمجنى عليها بجوار المقام، وأنها تعرف أنها جاءت للزيارة ولم تكن تعرف أن تلك الرحلة الأخيرة لشقيقتها العجوز التى لم يتحمل قلبها كل هذا العناء ففضل أن يفارق الحياة ويتركها بعد أن لبت آخر رغباتها وهى زيارة المقام.