رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مش عاوزة أتجوز..أسماء فضلت الانتحار على الزواج من شخص لا تحبه

بوابة الوفد الإلكترونية

 

فى أسوأ كوابيسهم لم تتوقع أسرة أسماء صاحبة الـ18 عاماً أن تكون تلك النهاية المأساوية من نصيب ابنتهم، فبدلا من الاستعداد لزفافها على عريسها، قاموا بتغطيتها بملاءة ليخفوا ما تبقى من ملامحها بعد أن قفزت من الطابق السادس لاعتراضها على الزواج فكانت النهاية.

تتمتع «أسماء» بمظهر جذاب وأخلاق تجعل الجميع يحترمها بمجرد التعامل معها أو الاقتراب منها جمال نفاذ حتى أصبحت أملاً لكل شباب منطقتها، فهى بالنسبة لهم كنز ثمين يتمنى الجميع رضاها، لكن أسرتها، كانت تعتبرها أنها فى سن حرجة يحب عليهم تزويجها للتخلص من مسئوليتها التى أصبحت ثقيلة على كاهل الأسرة.

فى إحدى الليالى طرق باب منزلها شاب من أبناء منطقة بولاق الدكرور وهى نفس سكن الأسرة، ليطلب يد الفتاة لتكون زوجة له، لم تمانع الأسرة فى طلب الشاب الذى رأته مناسباً لابنتهم، لكنها لم تجد فيه «أسماء» فتى أحلامها التى حلمت به، رغم مميزاته إلا أنها لم تقتنع به وكرهته من أول نظرة.

شد وجذب بين الفتاة ووالدها الكل يريد أن ينتصر لوجهة نظره وكأنهما فى حلبة مصارعة، وتناسى الاثنان بأن الزواج «قسمة ونصيب»، ورضا وقبول فى النهاية لم يخل منزل الأسرة منذ أن طرق بابهم العريس من المشاجرات اليومية التى كانت تنتهى ببكاء الفتاة ودخولها إلى غرفتها فى حالة بائسة، وتمسح دموعها بكفيها وتتوسط وسادتها حتى صباح اليوم التالى.

أنا لسه صغيرة على الجواز.. ملت الفتاة من تلك الكلمة التى أسمعتها لوالدها عشرات المرات، لكنه لم يسمع سوى صوت واحد داخل أذنه «جواز البنت ستره» لكنه لم يدرك بأن فتاته ما زالت تشعر بأنها طفلة ولا تقوى على تحمل مسئولية منزل وأسرة يجب أن ترعاها وكذلك أنجاب أطفال.

أيام كثيرة من الجدال بين الأب وابنته لم تخل من البكاء والأصوات المرتفعة، كانت الأم تكتفى بالمشاهدة والدخول للتهدئة بين الطرفين، وأحياناً ما تنحاز لرأى زوجها، ليقوم الثلاثة دون الوصول إلى حل فى تلك المشكلة التى أصبحت تؤرق راحتهم وتعكر صفوهم بدلاً من إدخال الهناء والسرور على الأسرة.

وفى إحدى الليالى وصل الخلاف على الزواج إلى ذروته حتى يئست الفتاة من إقناع أسرتها بعدولهم عن فكرة زواجها، من ذاك العريس بكل الطرق ولكن دون فائدة ولم تجد أمامها حلاً للهروب من فخ الزواج سوا بالقفز من شرفة شقتها الكائنة بالطابق السادس وهى تصيح «مش هتحوز»، ليفاجأ الجميع بتصرفها، وسط حالة من الذهول أصابت الجميع عقدت لسانهم وأفقدتهم القدرة على الحركة. وهى تهوى فى الهواء.

بقعة دماء ومشهد مأساوى وصورة عالقة فى الذهن هى ما تبقى من

الفتاة لا يمكن لسكان المنطقة نسيان صورتها أثناء ارتطامها بالأرض «فرقعت زى القنبلة» قالها أحد جيران الضحية الذى أكد أن المنطقة اتشحت بالسواد حزناً على الفتاة الصغيرة، متابعاً أنه اتصل بالإسعاف فور مشاهدة الواقعة وحضرت لنقلها إلى مستشفى قصر العينى لكنها فارقت الحياة.

الفتاة المنتحرة ووالدها كانا فى الفترة الأخيرة صوتهما يعلو يسمع المنطقة كلها.

الكل عرف أن «أسماء» تقبل الموت ولا تقبل بالعريس الذى اقتحم حياتها دون سابق إنذار.. وهز أحلامها وحطم طفولتها وحاول سرقة ما تبقى من حياتها. حاولت مراراً وتكراراً أن توصل لوالدها وأمها رسالتها وأنها لا ترغب فى هذا الزواج وأنه لا يوجد شخص آخر فى حياتها أنها فقط تريد أن تكمل طفولتها ولكن لا حياة لمن تنادى الأب مصر على تزويجها مهما كان الثمن ولو حياة ابنته والأم مات قلبها وكل ما عليها محاولة إقناع ابنتها وكان يهيأ لها عند صمت أسماء من شدة الإجهاد بعد سقوط طويل من الشجار والمحاولات أنها قبلت وتخرج من غرفتها مسرعة لتزف البشرى إلى زوجها أنها استطاعت إقناعها.. إلى أن أتت النهاية هى نهاية هذه الليلة ونهاية الشجار والمحاولات.. حاولت «أسماء» بكل قوتها أن توصل رسالتها أن تقنع والديها بالشجار مرة.. ومحاولة التعاطف معها مرة ومحاولة استدراج حبها وعطفها مرات ولكن دون فائدة كان ظنهما أنها ستوافق لابد أن توافق ليس أمامها طريق آخر.. إنها تحتاج إلى بعض من الصبر هذا ظن الأب والأم.. وتصورا أن «أسماء» سوف تغادر حلبة الصراع على الزواج إلى غرفتها ككل مرة ولكن هذه المرة كانت وجهة «أسماء» مختلفة أسرعت بكل قوتها وقفزت من شباك الشقة وهى تصرخ مش عاوزة أتجوز.. ماتت «أسماء».