عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإدارية العليا: حقوق الدولة المالية وأراضيها لا يجوز تملكها بالتقادم

رئيس المحكمة
رئيس المحكمة

فى واقعة من الغرائب والعجائب اسدلت المحكمة الإدارية العليا الستار عنها  استطاع فيها مواطن ومن بعده ورثته فى التعدى على ارض الدولة على كورنيش بحر الاسكندرية امام بير مسعود بجوار نادى السيارات الملكى لمدة تزيد على 50 عاما نصف قرن.

وكشفت الدائرة العاشرة بالادارية العليا  في أواخر سبتمبر 2018 برئاسة المستشار الدكتور حسنى درويش نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين جعفر محمد وايهاب عاشور وناصر النقيب واحمد الابيارى نواب رئيس مجلس الدولة  عن أن مواطنا قد تحصل عام 1960 على ترخيص بالانتفاع على مساحة قدرها 42 مترا لمدة ثلاثة اشهر فقط من مدير عام مصلحة السواحل الغربية على البحر مباشرة شاطئ ميامى أمام بير مسعود بقصد إقامة كشك خشبى لبيع المرطبات , وبعد انتقال ملكيتها لاملاك الدولة عام 1967 اغتصب مساحة 362 مترا أمام بير مسعود ميامى على الكورنيش وبجوار نادى السيارات الملكى وبنى كافتيريا أم درمان ومطعم  في غيبة من الدولة , لم تحصل الدولة منه مليما عن مقابل الانتقاع طوال 50 سنة مضت وعلى المحافظ تشكيل لجنة لتقدير ذلك المقابل .

واكدت المحكمة حقوق الدولة المالية لا مجال للتفريط فيها وأن موقع الأرض المتميز بكورنيش الإسكندرية واستغلاله لا يسقط حقوقها  فلا يجوز تملك أراضى الدولة بالتقادم مهما طال الزمان مع مراعاة المتغيرات الاقتصادية وما آلت إليه أسعار الأراضي بيعاً أو إيجاراً في تلك المنطقة.


وقالت المحكمة أنه بتاريخ 1/7/1960 تحرر ترخيص بالانتفاع بأرض فضاء بجهة سيدي بشر بين قائد منطقة السواحل الغربية بصفته نائباً عن مدير عام مصلحة السواحل  ومورث المطعون ضدهما ابراهيم أحمد زيدان  بخصوص قطعة أرض بمساحة 42م بقصد إقامة الأخير كشك خشبي لبيع السجائر والمرطبات، وذلك لمدة ثلاثة أشهر ابتداءً من 1/7/1960 حتى 30/9/1960. وقد تنازلت مصلحة السواحل عن قطعة الأرض المشار إليها والكائنة بطريق الجيش سيدي بشر (ميامي) أمام بير مسعود والبالغ مساحتها 362.58 متراً مربعاً، وتسلمتها الأملاك الأميرية بتاريخ 19/8/1968 والتي من ضمنها قطعة الأرض محل الترخيص (42م). وفي 29/3/1988 قام الجهاز المذكور بإجراء معاينة استبان منها أن المرخص له قد خالف شروط الترخيص بالانتفاع المحرر بينه وبين مصلحة السواحل بخصوص قطعة الأرض التي آلت إلى محافظة الإسكندرية، حيث ثبت من المعاينة قيام مورث المطعون ضدهما بالتعدي على مساحة 277.75متراً مربعاً، وأقام عليها مطعم ومحل خردوات ودورة مياه من الطوب وسقف خرساني على مساحة 115 متراً مربعاً، كما أقام كافتيريا عبارة عن تند محملة على مواسير حديدية وبها كراسي وترابيزات وأحواض نباتات على مسطح 162.75 متراً مربعاً، وكذلك عدد (2) محل تصوير

وخردوات بسقف خشبي على مسطح 35 متراً مربعاً.


وأضافت المحكمة  أن محافظة الاسكندرية أصدرت قرارها المطعون فيه رقم 850لسنة 1999 بإزالة التعدي على أملاك الدولة بطريق الكورنيش (كافتيريا أم درمان) بير مسعود ميامي قسم المنتزه بمحافظة الإسكندرية، والمتمثل في محل مباني دور أرضي وملحقاته من المباني والأخشاب وذلك لمخالفة مورث المطعن ضدهما شروط الترخيص بالانتفاع آنف الذكر، وكذلك قيامه بالبناء على مساحة من الأرض تجاوز المساحة المرخص له الانتفاع بها على التفصيل السالف بيانه، ومن ثم يغدو القرار الطعين متفقاً وصحيح حكم القانون والذى لم ينفذ حتى الان !! ودون أن تحصل الدولة منه شيئا طوال تلك العهود منذ عام 1967  
وذكرت المحكمة  أن هذا الحكم لا يغل يد الدولة في استئداء مقابل انتفاع عن الأرض محل القرار المطعون فيه بما يجاوز المساحة المرخص بالانتفاع بها من المطعون ضدهما من تاريخ حدوث التعدي على تلك الأرض إلى تمام الإزالة، وذلك على النحو الذي يتناسب وموقع الأرض المتميز بكورنيش محافظة الإسكندرية واستغلاله في ممارسة الأنشطة سالفة البيان،  وأيضاً مع مراعاة المتغيرات الاقتصادية وما آلت إليه أسعار الأراضي بيعاً أو إيجاراً في تلك المنطقة، وذلك باعتبار أن استئداء ذلك المقابل لا يعدو أن يكون حقاً من الحقوق المالية للدولة لا مجال للتفريط فيه، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات المتقدم بيانها.
واختتمت المحكمة أن قواعد تسوية أوضاع الحائزين للأراضي المملوكة للدولة ووحدات الحكم المحلي في نطاق محافظة الإسكندرية لم تفعل شيئا فى هذه الأرض و خلت الأوراق مما يفيد صدور قرار بالموافقة على شراء الأرض ومن ثم فإنها ما تزال من أملاك الدولة، ويحق بذلك لجهة الإدارة إزالة التعدي الواقع عليها بالطريق الإداري طبقاً للقانون.