عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الذبح» جزاء الإحسان..يذبح خالته وزوجها بأمر الإدمان

بوابة الوفد الإلكترونية

«مفيش فلوس تانى حرام عليك يا ابنى.. انتو مامعكمش أولاد وأنا اللى هورثكم.. اخرج من بيتى» تعذب العجوزان لمدة ساعات على يد ابن شقيق الزوجة بعد إغداقهما بالعطف والحنان على الشيطان الملعون، بعدما حرما من نعمة الأولاد ليكون أبناء عائلتيهما أولاً لهما، فاستغل المتهم حالتهما وراح يتسلط عليهما فى أخذ النقود باسم الحب، إلى أن جاءت اللحظة المنتظرة وتحطم كل شىء أمام غول المخدرات وانكشف أمام العجوزين فما كان منه غير أنه يذبحهما ليصل إلى ثمن الكيف.

تزوج العجوزان منذ فترة كبيرة بعدما حصل المجنى عليه على شهادة الهندسة ومضت مدة من زواجهما وكانا يعيشان حياة سعيدة، فأراد الله أن يزيد من رزقهما فالتحق أحمد بوظيفة جديدة ولكن خارج البلاد، انتقل الزوجان إلى إحدى الدول العربية ليبدآ حياة جديدة، مضت الأيام سريعاً وجمعا من النقود ما يكفيهما بقية حياتهما وخاصة عندما تيقنا أنهما لا يستطيعان الإنجاب.

عاد الزوجان إلى مصر مرة أخرى واستقرا بمنزل العائلة فى حى روض الفرج، واتخذت هدى أبناء عائلتها أولاداً لها وخاصة «مؤمن» ابن شقيقتها المتوفاة، فأرادت أن تعوضه عن حنان أمه التى تركته فى مقابل أن يمنحها عاطفة الأمومة، استمرت العلاقة بين الأم والابن، ولكن كان يسيطر على ابن شقيقها الطمع فى ثروتها وخاصة بعد انجرافه فى تيار الإدمان مثل كثير من الشباب.

استغل مؤمن الذى يبلغ من العمر الـ38 عاماً هذا الحنان لإشباع رغباته بعدما تيقن أن خالته وزوجها لديهما أموال كثيرة حصيلة عملهما بالخارج، ولم يكن يعلم أن غالبية هذه الثروة نفذت من أجل سماع كلمة «بابا وماما» من أبناء ليسوا أبناءهما، اعتاد مؤمن أخذ النقود من خالته بحجة مساعدته على الإنفاق على أسرته الصغيرة فكان لديه 4 من الأبناء، وأنه سوف يقوم بإعادتها فور حصوله على عمل جيد، فاعتاد دائماً أن يحصل من خالته على 500 جنيه من حين لآخر وتكاسل المتهم عن العمل وأصبح مدمناً للمواد المخدرة، لم يعلم العجوزان أن مؤمن أصبح مدمناً، وزادت حاجته للأموال فكانت خالته لا ترده أبداً لعطفها على أطفاله تارة أمام زوجها وأخرى دون علمه.

نفدت نقود العجوزين، ولم يتبق لهما سوى معاشهما الذى يغنيهما عن سؤال الناس، ومع كل ذلك لم يخجل مؤمن من طلب النقود من خالته، ولم تتوان العجوز عن طلبات ابن شقيقتها وكانت تعطيه النقود من معاشها الخاص، دون علم زوجها.

وبعد فترة أزاح مؤمن القناع الذى لصقه أمام خالته وعلمت من شقيق المتهم أنه أصبح مدمناً للمواد المخدرة، ويأخذ النقود لإشباع شهوة الإدمان، فقرر العجوزان الامتناع عن إعطائه نقوداً مرة أخرى، وكعادته جاء يسأل على خالته ويزورها، وطلب منها النقود فواجهته بما علمت عنه وأنه يتعاطى المخدرات فأنكر ذلك، ولكن هذه المرة لم تعطه النقود.

استمرت هذه المعاملة لفترة قصيرة، استشاط المتهم غضباً، من خالته بعدما ردته عن سؤاله، فلم يجد مؤمن غير الشيطان جليساً ليفكر ماذا يصنع مع العجوزين لكى يحصل على النقود من أجل شراء المخدرات، وبعد تفكير طويل قرر الحصول على النقود بأى وسيلة كانت، واعتقد أن خالته وزوجها ولا يستطيعان مقاومته ومن ثم لا يرفضان له طلباً.

أشرقت شمس يوم جديد وكان العجوزان يتناولان طعام الإفطار الذى اعتاد الزوج أن يأتى به كل صباح من على عربة الفول المتواجدة أمام المسجد الذى يصلى به الفجر، تناولا الإفطار سوياً فلا

أنيس ولا جليس معهما، وإذ بالباب يطرق، فقام الزوج بفتح الباب، إنه مؤمن سلم عليه بعدما عاد المتهم ولبس قناع الابن البار مرة أخرى، جلس المتهم مع خالته وحاول إقناعها أنه تغير وأنه يكن لها مشاعر الأمومة وطلب منها مبلغاً من المال للإنفاق على أسرته.

رفضت «هدى» طلبه، وقامت بنهره وسرعان ما تبدل المتهم، ونشبت بينهما مشادة كلامية، لم يتدخل الزوج، قال لهما «أنتو مامعكمش أولاد وأنا اللى هورثكم بعد ما هتموتوا فهاتو الفلوس علشان كده كده هخدها بعد ما تموتوا»... لم يستطع قلب العجوز تحمل هذه الكلمات وقام بنهر المتهم وطرده من المنزل.

لم يتحمل المتهم الإهانة وقام بدفع المجنى عليه من أمامه فوقع على الأرض غريقاً فى دمائه اصطدمت رأسه بقطعة من أثاث المنزل، تفاجأت خالته من هول المنظر وظلت تصرخ، إلا أن المتهم أحس أنه سوف ينكشف أمره فأسرع إلى المطبخ وأحضر سكيناً وبكل وحشية قام بذبح خالته.

لطخت أيدى المتهم بدماء الحنان والعطف، ولم يفق من غفلته وظل يبحث عن النقود داخل الشقة فلم يعثر إلا على 350 جنيهاً المتبقى من معاش الزوجين واستولى على تليفونات القتيلين وبعض الأجهزة، وفجأة يسمع أنين العجوز يتأهوه على حياته التى انتهت بهذا الشكل وعلى زوجته التى أصبحت جثة هامدة، فأسرع المتهم وانقض عليه وقام بذبحه دون رحمة.

ساعات تمر والشقة غارقة بدماء العجوزين فر المتهم هارباً، وإذا بنجل شقيق المجنى عليها الذى اعتاد أن يزورها من حين لآخر، راح يطرق باب الشقة أثناء نزوله من شقته بالطابق العلوى، فوجد باب الشقة مفتوحا وإذا به يقف لدقائق معدودة من هول المنظر، العجوز مسجى على الأرض، والزوجة داخل غرفتها والدماء قد لطخت الحوائط.

دقائق قليلة والعائلة تجمعت لا أحد يصدق ما يراه كيف ذلك، وكان من بينهم «الشيطان»، بعدما فاضت عيناه من الدمع والحزن والصراخ بأعلى صوت متوعداً القاتل، وحضرت الشرطة والنيابة لمعاينة الجريمة، وفى ساعات قليلة تمكن رجال الأمن من حل هذا اللغز، فدائما «لا توجد نار بدون دخان»، تحفظت النيابة على كاميرات المراقبة المتواجدة بالمنطقة وهنا ظهر القاتل أثناء دخوله وخروجه للمنزل، واعترف المتهم بجريمته البشعة دون تردد معللاً ذلك بسيطرة المخدرات عليه وأنه لا يعى ما يفعل.