رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كواليس محاكمة متهمى بورسعيد

بوابة الوفد الإلكترونية

في أجواء عاصفة داخل قفص الاتهام ومشادات ساخنة في قاعة المحكمة بين دفاع المتهمين وأهالي المجني عليهم، بدأت سادس جلسات مذبحة بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد رئيس محكمة جنايات بورسعيد التي تحاكم 73 متهما من بينهم 9 من قيادات الداخلية بتهمة قتل 74 من مشجعي الأهلي أثناء مباراة الأهلي والمصري في ستاد بورسعيد.

شهدت الجلسة أحداثا ساخنة، حيث اتهم المتهمون من داخل قفص الاتهام  الخبير الفني بالاشتراك مع أحد أعضاء النيابة بقيامهما باستبدال الأسطوانات المحرزة بأخري، وهتف المتهمون "الحقوا الخبير بيغير الاسطوانة" وقاموا بالطرق علي القفص الحديدي.
وصرخت سيدتان من أهالي المتهمين، وأشارا للقاضي مطالبينه بطرد الخبير وتفتيشه، قائلا "فتشه ده حط الأسطوانة في جيبه"، فأمر القاضي أمن القاعة بإخراج تلك السيدتين وسحب تراخيص دخولهما ومنعهما من حضور الجلسات مرة أخري، قائلا "كل واحدة تقوم تشاور بإيدها ورجليها "أنا مش هسمح بكده في محامين يتكلموا عن المتهمين".
ووقعت حالة من الهرج والمرج داخل القاعة بسبب الأسطوانات المدمجة، مما دفع القاضي بإخراج الخبير الفني المنتدب من هيئة الإذاعة والتليفزيون خارج قاعة المحكمة، كما طلب من مساعد النيابة - الذي اتهمه المتهمون بانه اخفي اسطوانه في "جيبه"- بان يقوم باخراج محتويات جيبه وتم تفتيشه ولم يوجد معه أي شىء، الا انه طلب منه الخروج خارج قاعة المحكمة مع الخبير، وذلك امتصاصا للغضب الذي ثار ضدها من قبل دفاع المتهمين.
وفجر رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن بورسعيد  الشاهد الثاني عن مفاجأة في أقواله امام المحكمة، حيث أكد ان الاحداث ليست صدفة او عشوائية ولكنها كانت مخططة مسبقا، واضاف قائلا "ان جماهير المصري كانت تستعد لإعطاء رابطة الالتراس علقة موت لحل الرابطة"، وذلك لوجد سابقة قام فيها التراس الاهلي بالاعتداء عليهم. في حين قام الشاهد الأول بتسجيل بعض الاعتداءات وتوثيقها علي هاتفه المحمول.
بدأت الجلسة الساعة 10.30 بحضور الخبير الفني المنتدب من هيئة الاذاعة والتليفزيون لاستكمال عرض الأسطوانات التي كان بدء فيها من الجلسة الماضية، وأقسم اليمين بتأدية عمله علي أكمل وجه.

شهدت الجلسة تجهيزات فنية حيث قام بتجهيز شاشتي عرض و2 لاب توب وجهاز "بروجيكتور"، كما تم تكثيف عساكر الأمن المركزي والعمليات الخاصة في المدرجات الاولي تحسبا لوقوع أي أعمال شغب من قبل اهالي المجني عليهم اثناء عرض الاسطوانات، وسمح لاهالي المجني عليهم بالجلوس في المدرجات الخلفية.

استغرق الخبير الفني نصف ساعة في بدايه الجلسة، يحاول تجهير الاسطوانة الثانية للعرض موضحا للمحكمة بان هناك عطلا يقوم بإصلاحه، فقامت المحكمة باستدعاء الشهود للسماع لاقوالهم، إلي ان ينتهي من اصلاح العطل، وطلب أحد دفاع المتهمين اثبات العطل في محضر الجلسة.

بدأت المحكمة بالاستماع للشاهد 60 عمرو محمد عبد السلام مخرج بقناة "سبورت" اكد انه شاهد تعدي جماهير المصري علي الاهلي وانه قام بتصوير ذلك من خلال كاميرته الخاصة، وانه حاول الدفاع عن احد المجني عليهم اثناء تلقيه عده كدمات الا انه تعرض للضرب .

وقال : انا كانت مهمتي نقل الاحداث مباشرة  من المقصورة الا اني فوجئت بين الشوطين وفي اخر المباراة  بقيام المصري بالتعدي علي جماهير الاهلي ، وقبل نهاية المباراة بدقائق نزل المصري من المدرج الغربي متجه الي مدرجات الاهلي ونزلت معاهم من مكاني ، وقمت بتصوير مشاهد الهجوم علي جماهير الاهلي وخاصة اعضاء الالتراس اثناء محاولتهم الفرار الي اعلي المدرج خوفا من الاعتداءات ، وشاهدت مجموعة من المصري تلتف حول احد التراس اهلاوي وتجبره علي خلع التي شيرت الخاص به كما قام احد افراد الامن بالاستيلاء علي حقيبته .
واضاف الشاهد حاولت مجموعة من المصري الاعتداء علي  فتحدثت باللهجة البورسعيديه لانقاذ نفسي ، وقمت بتصوير دقيقتين من احداث الاعتداءات ،  وتعرضت لاصابة بالرجل ، فقام زميلي  أحمد فوزي مدير الانتاج الفني بالقناة التي اعمل بها بمساندتي الي الميكروباص الخاص بالقناه ، ثم شاهدت احد الاطفال يقول لي " احنا بلاد الرجالة شوفوا بقي هنعمل فيكم ايه " فقلت له "احنا مش مشجعين احنا مصورين "
واستاذن الشاهد من المحكمة عرض الهتافات العدائية التي كان يرددها جماهير المصري موضحا انها تحمل الالفاظ خارجة ، فوافقت المحكمة وقائله " قول كل حاجة انت شوفتها وسمعتها " ، وقال الهتاف الذي ردده المصري وكان يحمل سب وشتائم خارجة . مما اعترض دفاع المتهمين مطالبا بعرض الاسطوانات المحرزة اولا قبل سماع الشاهد . كما اعترض علي عمل الخبير الفني قائلا " اللي بيشتغل دلوقتي عضو النيابة وليس الخبير " وطلب اثبات ذلك في محضر الجلسة بان عضو النيابة يقوم بادخال الاسطوانه واحضارها  ، قائلا " الخبير جاي يتفرج معانا ولا يشوف شغله اللي سايبه تعمله النيابه " كما طلب اثبات ان الاسطوانه تالفه . الا ان المستشار محمود الحفناوي المحامي العام الاول للنائب العام اعترض قائلا ان الخبير طلب 10 دقائق لعرض الاسطوانة وليس كما يدعي دفاع المتهمين انها متلفه .

ووقع حالة هرج ومرج داخل القاعة علي اثرها قامت المحكمة باخراج الخبير الفني وتفتيش مساعد النيابة بعدما اتهموه المتهمين من داخل قفص الاتهام بالاستيلاء علي الاسطوانة واخفاءها في جيبه ، الا ان قاضي المحكمة لم يجد الاسطوانه في جيبه .

ثم انتقلت المحكمة لسماع الشاهد 63 العميد أحمد محمود بدير رئيس مباحث مديرية أمن بورسعيد والذي قام بعمل التحريات حول الواقعة، اكد  بوجود احتقان بين الجماهير قبل المباراة وتم تبادل الهتافات العدائية بين الجمهورين واطلاق الشماريخ والصواريخ ، موضحا  ان جمهور المصري كان يعد للانتقام من جمهور الاهلي بعد احداث المباراة السابقة  وان الاحتقان تزايد بتقدم الاهلي بهدف في الشوط الاول، ونزلت بعض جماهير المصري ونجح الامن في اعادتهم , ولكن تصاعدت حده الاحتقان بعدما قام جماهير الاهلي برفع الافتة المسيئة في الشوط الثاني والتي اثارت غضب المصري حيث كتب عليها " بلد البالة مفهاش رجالة "،  وبعد نهاية المباراة  كان من المفترض نزول جماهير المصري لارض الملعب للاحتفال بالفوز ، لكنهم اتجهوا الي المدرج الشرقي باعداد كبيرة جدا وحدث هياج بين جماهير الاهلي نتيجة هذا الهجوم وتزاحموا علي بوابة الخروج المغلقة وادي اطلاق الشمارخ علي

الممر الي تزايد حالات الوفاة .
وصرح الشاهد ان  جماهير المصري كان يخطط لاعطاء جماهير الاهلي علقة والحصول علي ملابسهم وبنراتهم لكن الامر تحول الي رغبة في ازهاق ارواحهم وسرقتهم ، وذلك للانتقام من الالتراس الاهلي بسبب ما فعله في المباراة السابقة بالتعدي عليهم  ، وهنا صرخت احدي اهالي المجني عليهم قائلا " لكن محدش منهم مات "
واكد مدير المباحث انه تم رفع التشكيلات المكلفة بالخدمة من 7 الي 17 تشكيل امن مركزي بالاضافة الي تواجد جميع قيادات الامن بالمحافظة لتامين الاستاد قائلا " المديرية كلها كانت في الاستاد" وان الامن قام بدوره في فض بعض الاشتباكات والقبض علي المتهمين ال 52  من محيط الاستاد ، واضاف قائلا " لو تعامل الامن مع الجماهير لحدثت كارثة" ، ونفي معرفته بوجود تنسيق بين قوات الامن واللجان الشعبية بستاد بورسعيد .
واكد الشاهد علي مسئولية المدير التنفيذي لاستاد بورسعيد ومدير الاضاءة عن الاحداث حيث اجتمع الاول بالتراس المصري وكان مسئول عن اماكن تواجدهم داخل الاستاد حيث تم تفريقهم في هذه المباراة علي عكس المتبع مما سهل مهمة نزولهم الي ارض الملعب ، وصعب من مهمة الامن في السيطرة عليهم، في حين  قام مدير الاضاءة باطفاء الانوار مما سهل مهمة الاعتداء علي الجماهير.  كما اكد الشاهد ان  تفتيش الجماهير ودخولهم الي الاستاد مسئولية الشباب والرياضة وادارة الاستاد ودور الشرطة دور ظاهري فقط .
وتوجه ممثل النيابة بسؤال الي الشاهد ، عن دور المدير التنفيذي للنادي المصري ومشرف الامن في تفتيش الداخلي للجماهير بالاشتراك مع اللجان الشعبيه واختيار توزيع الجمهور ، فاكد الشاهد انه بالفعل ان المدير التنفيذي ومشرف الامن هم المسئولون عن توزيع التراس مصراوي بالاشتراك مع اللجان الشعبية .
في الجزء الثاني من الجلسة الماضية كان  المستشار صبحي عبد المجيد رئيس  قد نبه علي اهالي المجني عليهم قبل بدء عرض الاسطوانات ، انه في حاله عدم تمكنهم من السيطره علي انفسهم وقيامهم باي اعمال شغب  اثناء المشاهده، فسوف يقوم باخراجهم داخل القاعة  . وفي نهاية الجلسة بعد عرض الهارد الاول الذي يحمل بعض من مشاهد التعدي علي الالتراس الاهلي ،قررت المحكمة جنايات تاجيل القضية لجلسة اليوم لاستكمال عرض الاسطوانات المدمجة وسماع باقي شهود الاثبات .

وقد تباينت ردود الافعال اثناء مشاهدة الاسطوانات ، حيث بكي والد احد الشهداء " الكفره قتلوا ابني "، في حين ردد دفاع المدعين بالحق المدني اسماء المتهمين الذين جاءت صورتهم خلال المشاهد  وقال احدهم " اهو  المتهم شيكولاته  وشه ظهر علي الشاشه وهو بيضرب بعنف " ، بينما هتف احد المتهمين داخل قفص الاتهام قائلا " اي بني آدم يظهر علي الشاشة يتعدم بحق رسول الله ...دول اخواتنا اللي اتقتلوا " ، فيما قام البعض الاخر بالرجوع اخر القفص الحديدي لتأديه صلاة العصر ، فيما ظهرت علي بعض المتهمين علامات الارتباك وقاموا بتدخين السجائر .

وظهر  في الاسطوانات المدمجة التي تم عرضها بحضور الخبير الفني من اتحاد الاذاعة والتليفزيون في الجلسة السابقة مشاهد لهروب جماهير النادي الاهلي مرتديه التي شيرتات الحمراء  الي اعلي المدرج  والبعض الاخر يحاول الهروب من الممر بعدما هاجمهم  جماهير المصري للمدرج الشرقي  الخاص بمشجي الاهلي ، وتم اطلاق شماريخ عليهم بصورة مكثفة في الوقت الذي انقطع فيه التيار الكهربائي عن الاستاد في الساعة الثامنة و12 دقيقة مساء يوم 1 فبراير 2012  ، كما ظهر شخص مرتديا ملابس بيضاء ينهال علي احد مشجعي الاهلي بالضرب بجزء من كرسي حديد ، ومقطع  اخر يظهر فيه لاعيبة النادي الاهلي والمصري اثناء التسخين وتشجيع الجماهير لهم
ومشهد اخر يظهر فيه احد الضباط  مرتديا الملابس الشرطية يسير بهدوء بين كراسي المدرجات ويتحدث في هاتفه المحمول ، اثناء محاولة هروب جماهير الاهلي لاعلي المدرج في للافلات من الاعتداءات ، كما ظهر مجند امن مركزي  واقفا يشاهد الاحداث من وسط مدرج الاهلي وعقب بداية اجتياح جماهير المصري لمدرج الاهلي فر هاربا للإختباء  ، وظهر في مشهد اخر عمليات تعذيب وسحل  مشجع الاهلي فوق سلالم المدرج.