رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سر الرجل الغامض.. 25 جنيهًا أنهت حياة رجل عجوز و3 ينتظرون الإعدام

بوابة الوفد الإلكترونية

 

ترك أولاده وزوجته طوال 30 عاماً بحثاً عن حياة اعتقد أنها الأفضل له حتى لو كان وحيدا، وعاش هذه الفترة منعزلا عن الناس كان يرى الحياة بمنظور مختلف فالوحدة والبعد عن الأهل والناس هى مصدر سعادته، كان ينتظر أن ينتهى من عمله كل يوم كموجه فى التربية والتعليم ليهرول إلى منزله فى منطقة «ديل البحر» بالستامونى بالدقهلية ويجلس وحيدا فى عزلة تامة عن الناس.

عبثاً حاول البعض معه أن يعدل عن قراره بالابتعاد عن زوجته وأولاده لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، كثيرون حاولوا أيضاً فك لغز هذه الرغبة الدفينة فى العيش منعزلا منفردا وحيدا، البعض أوحى إليه بأنه حتى لو كان هناك خلافات عائلية فهى واردة وتبقى متعة العيش مع الأبناء «زينة» تعادل كافة متع الحياة لكنه لم يستمع إلى هؤلاء، وفى فترة من الفترات طوال الثلاثين عاما التى قضاها هذا الرجل وحيدا بعيدا عن أهله الذين كانوا يقيمون فى منطقة «سندوب» بالمنصورة نجحت بعض هذه المحاولات فى إثناء الرجل عن فكرته وعاد بضعة أيام لبيته لكنه ما يلبث أن اختفى عن أنظار أهله ويعود إلى «صومعته» بمنطقة ديل البحر.

لم يكن يخفى على أهل المنطقة التى يعيش بها أن موجه التربية والتعليم «محسن عبده المتولى زاهر» 72 عاما يقيم بمفرده البعض من أهالى المنطقة كان يتردد عليه، وبدأ الشياطين يعدون العدة والتخطيط لسرقة الموجه الذى يعيش وحيدا، اعتقدوا أنه يملك ثروة من المال، راقبوه كثيرا خلال دخوله وخروجه من المنزل وفى إحدى الليالى عقدوا العزم على الهجوم على منزله، التقت فكرة الشياطين الثلاثة «أحمد»، و«محمود»، و«محمد» على سرقة الموجه وانقضوا على منزله خلال نومه، وحينما شاهدهم قيدوا حركته بحبل وبسبب مقاومته لهم قاموا بالتعدى عليه وخنقه إلى أن فارق الحياة، وراحوا يفتشون الشقة فى كل مكان لسرقة الحصيلة التى جاءوا من أجلها وخططوا للحصول عليها، وأخيرا عثروا على حافظة نقود المجنى عليه وكانت المفاجأة أنه لا يوجد بها سوى 25 جنيها، المفاجأة أذهلت الشياطين الثلاثة أن الرجل لا يوجد معه سوى 25 جنيها، خططوا لسرقته واعتقدوا أنه كان يخفى كنزا بشقته لكن لم يجدوا سوى هذا المبلغ الهزيل.

عقب تلقى البلاغ بمصرع الموجه داخل شقته انتقل مأمور مركز الستامونى وضباط المباحث وبالمعاينة تبين أن المجنى عليه مقيد اليدين والقدمين على سريره داخل منزله وبانتداب الطبيب الشرعى، تبين أن سبب الوفاة اسفكسيا الخنق، وتم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء محمد شرباش

مدير المباحث لكشف غموض الحادث.

وأسفرت جهود فريق البحث، أن وراء ارتكاب الجريمة 3 شباب اقتحموا منزل المجنى عليه بغرض السرقة، تم ضبطهم واعترفوا تفصيليا بالحادث.

والآن دار السؤال.. هل عزلة المجنى عليه وحيدا كتبت له هذه النهاية المأساوية؟ وهل إزهاق روح بريئة ثمنها 25 جنيها؟ ترى ماذا يدور فى أذهان الجناة بعد ارتكابهم هذه الجريمة المأساوية التى كان هدفها السرقة ثم تحولت إلى جريمة قتل بشعة راح ضحيتها هذا الرجل الذى عاش حياته منعزلا عن الناس ومات وحيدا بين جدران منزل هزيل متواضع، ودفع حياته مقابل 25 جنيها سرقها الجناة.. كما دفع الثلاثة حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذه الـ25 جنيها. 4 أرواح راحوا ضحية هذا المبلغ الضئيل.. فوجود الرجل بمفرده وذهابه وإيابه وهندامه يغرى الجميع بأنه ثرى أو على الأقل يمتلك ثروة تقدر بآلاف الجنيهات.

المفاجأة كانت مدوية.. 25 جنيها.. التفت الجناة بعضهم إلى بعض وعيونهم تقول: ماذا فعلنا بأنفسنا؟ ماذا فعل بنا هذا الكهل؟ كيف لا يمتلك مالاً؟ أين ذهبت ثروته؟ أين راتبه؟ نحن راقبناه وقتا طويلا فليس له أبناء ولا زوجة ولا حتى عشيقة فأين أمواله؟ الثلاثة يعضون على أنيابهم من الحسرة والغيظ على فدان مستقبلهم وحياتهم فهم متهمون بالقتل العمد المقترن بالسرقة، ولو تعامل معهم القاضى بالرأفة سوف يحكم عليهم بالسجن المؤبد بدلا من الإعدام ولكن ماذا يفيد الندم؟

وعلى الجانب الآخر حضر أبناء القتيل بعد علمهم بمقتله على يد اللصوص وعرفوا أنه ليس لديه أموال إلا تحويشة عمره ولم يكن أمامهم سوى استلام جثته لدفنها وهم آسفون على كل ما جرى منه وعليه.. وانتهت حكاية الرجل الغامض إلى الأبد.