رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انتحار مطلقة..حسناء تهرب من الطلاق بالسم

بوابة الوفد الإلكترونية

 

يعيش الإنسان على ظهر البسيطة فى الدنيا، جاهلاً لما سيحدث له من أحداث سواء كانت مفجعة أو سعيدة، يبنى أحلامًا وطموحات مستقبلية، ويرسم فى الخيال سعادة لا توصف، وحينما تبتسم الدنيا له للحظات، يشعر بأنه ملك الدنيا ومن عليها، فلا تسع فرحته كل فضاءات العالم، تلك هى الحياة وأقدارها، وليس أمام البشر سوى الامتثال لقدر الله، يجتهد فيها الإنسان قدر استطاعته، وإذا غدرت به الدنيا، وكشرت عن أنيابها، يكون الملاذ الوحيد هو الامتثال لقدر الله، فلا مبدل لحكمه وقضائه وقدره.

تلك هى قصتنا التى وقعت أحداثها فى قرية الشرفا، إحدى قرى مركز المنيا، بطلتها «حسناء»، وهى اسم على مسمى، تهافت عليها شباب القرية للزواج بها، ولكن القلب وما (يريد) فقد اختار قلبها أحد أقاربها من الشباب (عواد)، وبرغم أنه يقيم فى محافظة أسيوط، فإن قلب الـ (حسناء)، قد اختاره فارساً لأحلامها، حلمت معه بالسعادة الأبدية، وهامت مع كل حرف حب يمطر خطيبته (حسناء) به، أصبحت لا ترى غيره من الرجال، حتى تم عقد القرآن والزفاف، وانتقلت للعيش معه فى بلده (أسيوط)، أسابيع من السعادة.

تركت حسناء بلدها المنيا، وعاشت فى بلد المحبوب على الحلوة والمرة، فهو عامل (بناء) رزق يوماً بيوم، والرزق على الله، ويوماً وراء الآخر، بدأت مشاكل الأم وشقيقاته تدب فى المنزل مع زوجته، كانت تتغاضى كثيراً ولا تخبر زوجها، فى حين كانت أمه وشقيقاته، يشكون مر الشكوى (باطل وصحيح) على زوجته، سنوات طويلة، والزوج دائماً ما يكون فى صف (أمه)، ويهين زوجته، فهى المخطئة وإن لم تفعل شيئاً، الزوجة تحاول أن تنصح زوجها، بأن ما يحدث من مشاكل سببها الأم وشقيقاته، وليس لها ذنب فى شىء، هى غيرة نساء وشغل (حموات)، والزوج لا حياة لمن تنادى.

الزوج يكره الزوجة والبيت من كثرة المشاكل، وأصبح المنزل بالنسبة للزوج كالجحيم، أهداه تفكيره، أن يفكر جدياً فى الزواج من أخرى، ويستريح من مشاكل زوجته وأمه وشقيقاته، عرفت الزوجة من أهل القرية أن زوجها سوف يتزوج عليها، واجهته بما عرفت وسمع من الجيران، فما كان منه إلا أن رمى عليها (يمين) الطلاق، طلقها حتى يهرب من جحيم أمه وشقيقاته وزوجته، مفضلاً الخلاص من زوجته وعدم مواجهة أمه وشقيقاته.

عادت (حسناء)، بعد أن أصبحت مطلقة تجر أذيال الفشل معها إلى أهلها، فالمطلقة فى صعيدنا توضع حولها القيود والمحاذير، لا خروج من المنزل، ولا تسامر مع الجيران، محاطة بالأسوار الحديدية، وكأنها اقترفت جريمة شنعاء، تلك هى المطلقة تعيش فى صعيدنا عيشة ذليلة، تطالها حكاوى سيدات القرية عن فشلها فى زواجها، والشائعات الباطلة تحوم حولها، لا يعنيهن من الأمر سوى زواجها مرة أخرى.

شعرت حسناء بأن سيرتها أصبحت على كل لسان نساء القرية، الجميع ينظر اليها كأنها ارتكبت جريمة، ندمت على أيام الحب التى أغدقتها من مشاعرها وعواطفها لـ (عواد)، زوجها السابق، والذى غدر بها، واتبع الحكايات الباطلة التى نسجتها له أمه وشقيقاته، غدر بها فى لحظة غضب ورمى بها خارج المنزل بـ

(يمين الطلاق)، وتناسى أنها عاشت معه على الحلوة والمرة، وفضلته على العشرات من شباب قريتها، أصبحت حياة (حسناء) جحيم فى منزل شقيقها، التى لم ترحمها نظرات زوجة والمعاملة السيئة لها، وكأنها جارية.

شعرت بأن الحياة تعيسة ولا مكان لها فيها سواء فى منزل زوجها (عواد) الذى غدر بها، بعد أن استولى على مصاغها والمشغولات الذهبية، وبين شقيقها والمعاملة السيئة من زوجته، شعرت بأن الدنيا قد كشرت عن أنيابها لها، وأصبحت فريسة سهلة للجميع، هنا يقفز الشيطان، الذى يتربص لها منذ طلاقها، اسودت الدنيا فى عيون (حسناء)، وما كان منها إلا أن تهرول مسرعة تجاه (سم) يضعه شقيقها فى أحد الأدراج لرش الأرض الزراعية، وتناولت ما طالته أيديها، حاسبة أنها سوف تريح وتستريح، لحظات وتجحظ عيونها، وتلفظ أنفاسها مودعة حياة الذل والمهانة، ولقب مطلقة مفضلة أن تلقى الله منتحرة، على أن تعيش فى ذل ومهانة ما بين زوج غادر وشقيق جاحد هو وأسرته، ماتت حسناء، تاركة خلفها مليون علامة ندم وحسرة، على وجه شقيقها، والذى تفطن أنه أحد أسباب موتها، لكونه لم يكن الصدر الحنون لشقيقته فى محنتها.

وزوج غادر سمع لكلام أمه وشقيقته، ولو تفطّن لحظة لتيقن أن زوجته هى التى باعت الجميع واشترته زوجاً لها على سنة الله ورسوله، وأن غدره لها وقيامه بتطليقها لم يكن لسبب واضح أو يستحق، طلقها زوجها، ونفر منها شقيقها، ولامها المجتمع على جريمة الـ (طلاق)، دون ذنب أو جريرة، ماتت حسناء، وتركت جرس الإنذار يدق على أبواب كل الأسر، بضرورة تغيير التعامل مع المطلقة، تغيير النظرة تجاهها فهى لم تقترف جريمة، دعونا نكون حيادين فى الأمر، فحينما يقع الطلاق لا تكون الزوجة هى الوحيدة المخطئة، دعونا لا نكترث لقوانين ونصدر أحكاماً تقودنا لمجتمع ذكورى غير حيادى، فلقد ماتت حسناء لكونها مطلقة.

ماتت حسناء منتحرة تاركة رسالتها بأى ذنب طلقت وبأى ذنب ماتت وبأى ذنب نبذها الجميع هاربة من لقب المطلقة إلى خالقها لتشكو له حالها.