رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رصاصات كاذبة.. أمين شرطة يحاول قتل نفسه انقامًا من جيرانه

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

 

صدق المثل البلدى القائل: (الكدب مالهوش رجلين)، فمهما انطلى الباطل فى ثوب الحقيقة، وزانه بريقاً ولمعاناً، لابد أن تنجلى غيمة الغشاوة وتظهر الحقيقة مدوية ومنصفة، بعدما تنزاح ورقة التوت لتكشف عن حقيقة مرة، يكون وقتها (الكاذب) فى موقف لا يحسد عليه، لأن فى صعيد مصر يوصف الكاذب بالإنسان الـ(جبان)، أى أنه يلجأ للكذب خشية المواجهة من شدة ضعفه.

تلك هى قصتنا اليوم مع أمين الشرطة (خالد)، من قرية الكرم، إحدى قرى مركز أبوقرقاص، جنوب المنيا، الذى امتهن الكذب والادعاءات الباطلة من أجل زج أعدائه فى غيابات السجن، بتهمة إطلاق النار على رجل شرطى، فلم تكن حيلة خبيثة وماكرة واحدة بل جملة من تلك الحيل، التى قادت أمين شرطة إلى التفكير فى مخطط شيطانى وماكر، للتخلص بشكل قانونى من جيرانه وخصومه بقرية الكرم، تؤدى إلى القبض عليهم والزج بهم فى السجن.

افتعل أمين الشرطة حيلة ماكرة أراد أن يضرب بمخططه الماكر هذا عدة عصافير بحجر واحد، مستغلاً خبرته فى العمل بالبحث الجنائى، متوقعاً ردود أفعال الشرطة وطريقة تفكيرهم بمخطط أقرب ما يقال عنه (شيطانى)، لكن فطنة ويقظة رجال الشرطة، كانت الضربة القاضية والقاصمة التى هدمت المعبد فوق رأسه.

فبعد العثور على رقيب الشرطة (خالد) من قوة مركز شرطة ملوى مصاباً بعيارين ناريين خرطوش داخل الحقول المزروعة قرب محل إقامته، وعلى الفور أمر مدير أمن المنيا اللواء مجدى عامر بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة العميد مجدى سالم، وبسؤال الشرطى المصاب، قرر (كذباً) سيره مستقلاً دراجته البخارية عائداً من محل عمله للقيام براحة خدمة، استوقفه أحد الأشخاص الملثمين، وطلب منه كمية من البنزين، وأثناء قيامه بتفريغ كمية من البنزين، خرج شخصان ملثمان من الحقول المجاورة، وحاولا الاستيلاء على دراجته البخارية، بينما قام الثالث بإطلاق النار عليه، واستولوا على مبلغ مالى كان بحوزته.

وأقر رقيب الشرطة، عدم علمه بهوية مرتكبى الواقعة، والغريب فى الأمر هو العثور بحوزته فى طيات ملابسه على علبة ثقاب بها قطعة من الأفيون وأخرى من الحشيش تزن حوالى 5 جرامات، وهاتف محمول، وأقر الشرطى بحيازته للأفيون والحشيش بقصد التعاطى.

لتكشف التحريات قيام والد رقيب الشرطة بإلقاء خطاب أمام منزل أحد جيرانه، ويدعى يحيى يونس، يشهر فيه بزوجته ويتهمها بسوء السلوك، ووجود علاقة غير شرعية لها مع بعض الأشخاص، لوجود خلافات بين العائلتين وفى جلسة عرفية أقر فيها والد الشرطى، بأنه من قام بإلقاء الخطاب قاصداً التشهير بعد وجود شهود على تلك الواقعة، وقد توعدت العائلة المشهر بها أسرة رقيب الشرطة، وبشكل خاص

والده بأشد العقاب على تلك الفعلة، وأنهم لن يتسامحوا فى حقوقهم، وقد حاول الشرطى الاتصال بزوج السيدة المشهر بها، الذى يقيم ويعمل بإحدى الدول العربية للاعتذار عن فعلة أبيه، لكن الزوج توعد الشرطى وعائلته فى الاتصال الهاتفى بالانتقام لشرف زوجته وعائلته.

ليتفتق ذهن رقيب الشرطة فى النهاية عن إعداد سيناريو يقوم بمقتضاه بإطلاق النار على نفسه والادعاء بسرقة مبلغ مالى، وهو يعلم أن رجال البحث أثناء التحقيقات سوف يستبعدون فرضية أن الدافع للجريمة هو السرقة بالنظر لوجود الدراجة البخارية والهاتف المحمول فى حيازة الشرطة، إذ من غير المعقول أن يتم سرقة 1400 جنيه، وتترك الدراجة البخارية والهاتف المحمول، ومن ثم ستتجه أنظار رجال البحث إلى فرضيات أخرى، ومنها فرضية الانتقام، وسوف تتوصل التحريات إلى وجود خلافات بينه وبين العائلة المشهر بها، ويتم إلقاء القبض عليهم.

لكن التحقيقات الأمنية، وجدت عدة شواهد تهدم رواية رقيب الشرطة، وتجعله فى صفوف (الكاذبين)، أهمها أن الطلق النارى من مسافة قريبة جداً لا تتعدى السنتيمترات، ويستحيل حدوثها من مسافة بعيدة، كما أنه بزاوية مواربة، ومن ثم فإنه تم بواسطة رقيب الشرطة نفسه وبتفتيش المنطقة عثر على فرد الخرطوش، واعترف رقيب الشرطة بأنه هو من دبر واقعة الاعتداء عليه، قاصداً توريط خصومه فى الجريمة ليبعدهم عن الانتقام منه، وتوضع الكلبشات فى يد رقيب الشرطة، ويزج به فى السجن فى انتظار مصير أسود، قد يطيح به من عمله بعدما فقد صفة الأمانة فى عمله، وأصبح كاذباً أراد بكذبه أن يغير واقعاً ويحيل اتجاه عدالة إلى كفة أخرى ولكن عدالة الله عز وجل، كانت له بالمرصاد، نزعت ورقة التوت لتكشف كذبه، ولتثبت للجميع الحقيقة.