رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشرف والدم.. الزوجان تخلصا من العجوز المتحرش بالقتل

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتب - صلاح محمد:

«أنت عاوز إيه منى ده آخرة اللى يعمل معاك معروف ويساعدك ده أنت فى سن والدى.. أنتى وجوزك حالتكم تصعب على الكافر وآخرك 100 جنيه».. هكذا طلب «ضياء» صاحب الـ 67 عاماً من المتهمة صاحبة الـ 26 عاماً، قبل أن تخبر زوجها بمحاولة العجوز التحرش بها وغوايتها، فاتفقا أن يستدرجاه ويقتلاه فى مكان مهجور ويلقياه فى أرض زراعية.

تزوج «سيد» من المتهمة منذ فترة زمنية مضت، وكانا يعيشان بعزبة أبوعليان بمدينة الخانكة، كانا يعانيان من ضيق الحال نظراً لقلة دخل الزوج، لعمله حارس أمن فى إحدى الشركات، ورغم ذلك كانا راضيين ويحمدان ربهما، وكانت الزوجة تساعد فى نفقات المنزل، فكانا على علاقة طيبة من رجل ميسور الحال صاحب مصنع بلاستيك.

يقيم رجل الأعمال ببلدة قريبة من قرية سيد وزوجته، وكانت تذهب إليه الزوجة تقدم له العون والمساعدة فى أعمال المنزل، لكونه يعيش وحيداً مقابل مبلغ مالى تساعد به زوجها مع نفقات الحياة، واستمرت هذه العلاقة الطيبة لعدة سنوات، وكانت تعتبره فى مقام والدها نظراً لكبر سنه.

بدأت العلاقة الطيبة تتبدل شيئاً فشيئاً، فقد تحول رجل الأعمال إلى ذئب بشرى وزاغت عيناه على الخادمة وبدأ فى التحرش اللفظى، ولم تتوقع الزوجة أن يفعل ذلك ذات يوم، لطول المدة التى كانت تجمعهما العلاقة الأبوية البريئة من هذه التصرفات الصبيانية، ولم تخبر الزوجة زوجها عن هذه المعاكسات خوفاً على زوجها ونفسها أن يقعا فى جريمة قتل، وخوفاً أكثر على لقمة العيش فقاومته قدر المستطاع.

وجاء اليوم الموعود وذهبت الزوجة إلى منزل المجنى عليه، لإنهاء طلبات منزله، ولم تتخيل للحظة أن تصدر منه كل هذه التصرفات، وبدأ فى التحرش بها مرة أخرى وما كان منها «أنت عاوز منى إيه ده أنا زى بنتك هو ده رد الجميل»، فرد عليها قائلاً: «زى بنتى إيه أنتى فقيرة أنتى وجوزك وقيمتك عندى 100 جنيه».

هرولت المتهمة من منزل المجنى عليه بعد معاكساتها ومحاولته الاعتداء عليها، لم تجد المتهمة مفراً غير أنها تخبر زوجها، وبدأ الشيطان فى وسوسته لهما للانتقام من هذا العجوز، بالفعل وضعا خطتهما الجنونية دون أى رحمة أو شفقة تأخذهما بالمجنى عليه.

واتفقا على أن يستدرجاه من خلال الهاتف المحمول بمكالمة تجريها المتهمة معه وتخبره بالموافقة على ما يريد مقابل مبلغ مالى كبير، وبالفعل جاء المجنى عليه مهرولاً إلى المكان التى أخبرته به وكان مهجوراً، وجاء العجوز الذى انساق وراء شهواته.

وصل إلى المكان وكانت فريسته فى انتظاره، دخل المجنى عليه المكان وهو يشاهد المتهمة، وفى مكان معتم يختبئ فيه الزوج وبحوزته شومة للضحية والانتقام لشرفه، ويقترب العجوز

من المتهمة وهو يمنى نفسه بالفوز بها والوصول إلى مبتغاه منها، وتخيل له أنها أصبحت ملك يديه، وأن المال سوف يشترى به المستحيل، وفجأة ينقض عليه الزوج ضرباً بالشومة، وبكل غل وكره من الزوجين للضحية يقومان بتهشم رأسه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، وسط آهات ودماء لا تتوقف.

تقف الزوجة أمام النيابة «أيوه قتلته دفاعاً عن شرفى.. ضيعنى أنا وجوزى منه لله»، ويدخل الزوج إلى حجرة التحقيق قائلاً: «قتلته وكسرت رأسه وشعرت بسعادة عندما رأيته غريقاً فى دمائه ومرمى على الأرض مذلول قدامى علشان أنتقم لشرفى، محلتناش غيره يا أفندم، وهو كان يستحق القتل، علشان عاوز ينهش عرضى وشرفى».

انتهى وكيل النائب العام من سماع أقوال الزوجين وجريمتهما توصف قانوناً قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، نظرات المحقق تقول إنه مشفق عليهما، وأن القتيل هو من جنى عليها وقضى على حياتهما ومستقبل أولادهما واستغل فقرهما وأمواله فى تدمير حياتهما، وخيلت له نفسه المريضة أن الشرف يمكن أن يباع بالمال.

حاول تطبيق روح القانون ولكن أمامه أوراق واعترافات وفخر بقتله دفاعاً عن الشرف وجثة وقتيل.. وجاء القرار بحبس الزوجين على ذمة التحقيقات، وضع الزوج فى سجن الرجال والزوجة فى سجن النساء، وأثناء الفراق كانت نظرات الزوجة مليئة بالحب والفخر بزوجها الذى دافع عنها حتى الموت، ولكن دموعها لم تتوقف على الفراق وضياع الحياة التى كانا يخططان لها وأطفالهما، ولكنه ربت على كتفها قائلاً «لا تحزنى كل هذا سيمر وسنعود مرة أخرى لنكمل حياتنا، المهم الشرف والكرامة وليتفهم الجميع أن الشرف أغلى من الحياة ولا يقدر بثمن مهما كانت المعاناة من الفقر وضيق الحال»، افترقا كلا إلى محبسه على أمل اللقاء فى قفص الاتهام أثناء جلسات المحكمة.