عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فريدة.. دفعت حياتها ثمنا للإهمال الطبى

نقل مريض - أرشيفية
نقل مريض - أرشيفية

كتب - صلاح محمد:

 

حسبي الله ونعم الوكيل" بدأ عادل كلامه أمام مأمور قسم إمبابة خلال تحريره محضر تجاه مستشفي خاص بإمبابه تسبب في وفاة ابنته "فريدة" بسبب الإهمال الطبي الجثيم، خلال تلقيها العلاج بسبب نزلة معوية، وخرجت مصابة بالفشل الكلوي بعد مرور أسبوع من حجزها بالمستشفي.

 

منذ عام ونصف، أهدي الله عزوجل لـ عادل، طفله تحاكي القمر فحمد الله علي هذه الهدية التي كانت فريدة من نوعها في جمالها، وقام بتسميتها بـ"فريدة"، نشأت الضحية في وسط حنان من أبويها وكانا يخافان عليها من أي شئ، ولا يتحملان أن يراها بمكروه.

 

وجاء اليوم الموعود، ذهبت والدة الضحية، إلي منزل أبيها بـ"إمبابة"، لكي تزور والديها، وشائت الأقدار أن تصاب فريدة كبقية الأطفال بـ"نزلة برد"، نتيجة لتغير الطبقات الجوية، وكرد فعل لشدة حب والديها لها، اتصلت والدتها علي عادل لتخبره بحالة أبنته الصحية وبدون تردد أخبرها بأن تذهب بها إلي مستشفي خاص بإمبابة، ولم ينظر للأموال الباهظة التي سوف تأخذها المستشفي، ولكن كان شغله الشاغل صحة ابنته.

 

دخلت فريدة إلي المستشفي، بعدما ذهبت بها والدتها ولحقهما عادل بكل سرعة ولهفة علي ابنته الغالية، وعندما وصل للمستشفي كانت المفاجئة، دخل "عادل" غرفة ابنته وإذ بها مغمي عليها، بعدما قام الطبيب بتعليق المحاليل لها، كأنها عجوز في أيامه الأخيرة.

 

بدأ الشك يرتاب عادل عندما رأي ابنته في هذه الحالة، وتوجه إلي مدير المستشفي، ليسأله عن كل هذه المحاليل، فأخبره بأن فريدة أصيبت بنزلة معوية حادة ولا بد أن تتلقي جرعة مضات حيوية مذابة في تلك المحاليل، إزداد القلق لدي عادل علي ابنته، ولكنه كان يحدث نفسه "انا مش هعرف أكتر منهم ودي مستشفي خاصة وفيها إهتمام" .. ولكن كانت الحقيقة خلاف ذلك.

 

بدأت حالة "فريدة" في التدهور يوماً بعد يوم، بعد تلقيها للضادات الحيوية الخاطئة فكانت تصل جرعتها يومياً إلى أكثر من 2000ملم، وبعد مرور 6 أيام من تلقيها هذه الجرعة بخلاف المحاليل، امتنعت الضحية عن الطعام والشراب، وعند ذهابه بها للمستشفي، أمتنعوا من إستقبالها وأخبروه بأن يذهب للفرع الرئيسي للمستشفي بـ"روض الفرج" لضرورة حجزها

وعدم وجود غرفة فارغة بهذا الفرع.

 

ذهب الأب الملهوف، إلي المستشفي كما أخبروه، وكان بحوزته خطاب بالأدوية اللازمة لها، وتم حجزها، وبعد مرور يومين بدأت أعراض غريبة تظهر عليها "قيء دموي، شلل في يديها، حول بالعينين، تشنجات.." فطالب بإجراء تحليل لفلذة كبدة لمعرفة ما بها، وهنا كانت الكارثة.

 

لا يوجد تحاليل وجهاز الأشعة معطل بالمستشفي الخاص، فأخذ ابنته لأحد المعامل الخاصة، واصطدم الأب بالواقع، التحاليل أوضحت إصابة "فريدة" بـ"الفشل الكلوي، وتسمم بالدم" نتيجة لكثرة المضادات الحيوية الخاطئة، عاد الأب الولهان بابنته إلي مدير المستشفي مرة آخري، وعند مواجهته بالتحاليل والإشاعات، كانت المفاجئة.

 

"خذ بنتك من هنا حالتها سيئة جداً إلحقها قبل ماتموت محتاجة رعاية مركزة أدق".. إنهار الأب علي مدير المستشفي، ولم يجد حلاً غير انه يذهب إلي مشفي آخر، وكان التقرير أنه تم تشخيصها من البداية خاطئ، وان كمية الأدوية التي أخذتها غير مسموح بها للأطفال نهائياً.

 

جلس الأب وبجواره زوجته، أمام ابنتهم ويرونها تنقضي شيئاُ فشيئاً ولا يجدان ما يفعلانه, مر يومين من دخولها المستشفي الجديد، ولكن كانت إرادة إلهية، انها تعود إلي خالقها، ماتت فريدة ومات معها قلب أبويها. وقرر الأب أن يأخذ ثأر أبنته من تلك المافيه، التي لم تعلم أي شئ في مجال الطب، وبالفعل قام بتحرير محضر بقسم شرطة إمبابة تجاه، المستشفي اتهمهم بالإهمال الطبي والتقصير الذي نتج عنه وفاة فلذة كبده.