رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مش عايز أشوفك تاني".. جملة قتلت الطفل "حسن"

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

 كتب- أحمد شرباش:

 

رغم صغر سنه الذى لايتجاوز الرابعة عشر ، إلا أنه منذ نعومة أظافره يقدر المسئولية ويحمل على كتفيه مهمة مساعدة والدة عامل الغزل والنسيج، خاصة بعد غلاء الأسعار وارتفاع مستوى المعيشة، التي أصبحت تتطلب أكثر من دخل لمواجهتها، حتى تحطم على صخرة قاسية خرجت من بين شفاه صاحب العمل فدفعته لإنهاء حياته بطريقة مأساوية.

 

لم يتوقع مجدي .م أن تكون إرادة ابنه هشه تتحطم على عتبات كلمات قاسية وجهها إلية صاحب العمل بعد خلاف نشب بينهما ، كان الرجل الأربعيني يجد فى ابنه صاحب ال 14 عام رجلا يتحمل صعوبات الحياة ، ويضع كتفه بجواره فى أحلك الأمور سوادا ويشد من أذره فى لحظات ضعفه خاصة فى الأزمات الاقتصاديه التى تواجههم.

 

عاد الولد من عمله بعد يوم شاق من التعب ، تظهر على وجهه علامات عدم الرضا ، ويبدوا انه في حالة نفسيه سيئة نتيجة موقف تعرض له ، حاول والد الشاب ووالدته عقد جلسه معه لمعرفة مايعكر صفو مزاجه فهو على غير عادته لم يتحدث عن مهارته فى العمل ككل يوم ، وبعد ضغط منهما لم يخبرهما سوا بان صاحب ورشة الهياطة التى يعمل بها طرده بعد خلاف و مشاجرة بينهما "متجيش هنا مش عايز اشوفك تانى".

 

ربت الاب على كتف إبنه الذي يشعر بالذنب تجاه والده بعد ان فقد عمله الذي يطسب منه بعض الجنيهات تعينه فى الإنفاق على نفسه وبعض المصروفات الإضافية الخاصة بالمنزل ، "مايهمكش بكرة تلاقي شغل احسن منه" ، لك يلتفت الابن الى كلمات والده وظل يتردد بذهنه اخر جملة خرجت من فم صاحب العمل له " مش عايز اشوفك تاني".

 

بخطوات ثابته وعقل عازم على إنجاز المهمة التى صعد لها درجات السلم حتى وصل الى سطح المنزل ، أحضر ساك "دش" زصنع لنفسه مشنقة يصعب عليه الخلاص منها وربطها بكمرة خرسانية ، وبعينان قاسية لم تدمع ولسان يلعن الظروف الصعبة ، وبقلب يأمل ان يسامحه الله على جريمته فى حق نفسه ، صعد خطواته الأخيرة فى الحياة وقفز بعد ان علق نفسه وأحكم مشنقته ليلفظ أنفاسه الاخيرة وحده دون أن يشعر به أحد.

 

فجأه شعرت والدة الطفل بغصة فى قلبها ، فعرولت تبحث عن ابنها داخل غرفته لطنها بم تجده ، فحاولت العثور عليه امام المنزل لكن لاجديد الابن مازال غائب عن عينها ، صعدت الى سطح المنزل على امل ان تجده يستنشق نسمات العواء العليل ، لكنها صُعقت من المشهد التى وجدت عليه معلقا من رقبته ، فاستنجدت بوالده الذى هرول اليها لنجدته لكن قد فات الأوان وصعدت الروح إلى بارئها ، وبعد أن تسرب الخبر الى صاحب الورشة التى كان يعمل بها الضحية هرول الى منزل الاسرة يبرر لهم طرده ويطلب منهم مسامحته وانه لم يكن يعلم ماسيفعله ابنهم.

 

كان قد تبلغ لمركز شرطة كرداسة من مستشفى أوسيم المركزي بوصول (حسن مجدى (طالب- سن 14- ومقيم بدائرة المركز) جثة هامدة وبها أثار أحمرار حول الرقبة والعينين.

 

وأكد والده موظف بشركة للغزل والنسيج بأن نجله يعمل بورشة خياطة بالمنطقة سكنه وحدث خلاف بينه وبين صاحب العمل فقام بطرده من العمل وحضر في حالة نفسية سيئة وصعد إلى سطح العقار سكنه وقام بربط سلك دش بكمرة خرسانية ولفه حول رقبته. وأضاف أن والدته أول من شاهدته واستنجدت به لإنزاله محاولين إنقاذه ونقله لمستشفى الخلفاء الخاصة الكائنة بذات القرية، وتم تحويله لمستشفى أوسيم المركزي وتوفى عقب ذلك ولم يتهم أحد أو يشتبه في وفاته جنائياً.

 

وايدت والدة الضحية ما جاء بأقوال زوجها ، تحرر عن ذلك المحضر اللازم ، وباشرت النيابة التحقيقات.