رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية من زواج القاصرات.. إسراء مأساة صنعتها أمها وذلها زوجها

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب- أحمد البحراوي:

 

«نفسي أشوف بنتي عروسة».. هذا هو حلم "سونة 55 عامًا"، مع اقتراب عمر ابنتها"إسراء" لـ16 عامًا، وظهور بواكر الأنوثة عليها، وزاد املها بعد تقدم احد شباب القرية لخطبتها، ليتزوجها بنفس نمط زواج القاصرات المعتاد في قرية شبرا التابعة بمركز السنبلاوين محافظة الدقهلية.

 

تحكي "نوسة" كان الأمر يبدو طبيعيا لم يكن يظهر شيء منه يدعوا للشك او الريبة، طريقته الناعمة ومواقفه معها كانت تؤكد لها أنه سيكون ابنا لها وليس زوج ابنتها فقط، حلم السند والعون فقد أعطاها الله ابنتها فقط دون أخوات وها هو الآن يعطيها ولد، مما جعل "نوسة" تشعر أنه المناسب لبنتها وتقف أمام الجميع وتدعم صفه فتقول "الجميع عارضني من أهلي ولم يوافق أحد عليه حتى ابنتي كانت ترفض بشدة الزواج منه.. كلما حاولت إقناعها كانت ترفضه، وطريقته الناعمة وكلامه المعسول جعلني أضغط على ابنتي وأغصبها على الزواج منه، وبالفعل حدث ما كنت أريده، "ويا ريته ما حصل".

 

بدأت دموع الندم تنهمر من عيون "نوسة" لما أل له الحال، تسكت الأم قليلا لتستعيد شيئا من ذاكرتها قبل أن تضيف" أنا مريضة كبد من سنين كتير، خايفة أموت وأسيب بنتي لوحدها، كنت فاكرة إني كده هفرح وأطمن عليها، فوجئت بأن عيلته عيلة قادرة ومفترية، عندهم جبروت يقهر أي حد".

 

بدموع وألم وحسرة تسرد الأم التفاصيل" إحنا ناس غلابة وزوجي راجل معاق بسبب حادثة، ومفيش في حياتي غير بنتي إسراء هي اللي طلعت بيها من الدنيا ومافيها".. ظلمتها لما غصبتها على الجوازة دي، كان نصيبها الأزرق زوجها الظالم"،كان ممثل عظيم اتقن دوره كما وصفته"سونة" لتعود بعدها لصمتها ودموعها التي مازالت تجري، وتقطع بكائها.

 

تقول: "7 أيام فقط مرت على زفافها ومن بعدها لم تذق طعما للسعادة أو راحة البال التي كنت أرسمها لها، لم تر إلا عذابا وضربا وإهانة منه لله،بيمشي في الحرام وبينصب على الناس، اتصدمنا فيه لكن ما باليد حيلة، كان لازم تصبر وتتحمل، بعدما أصبحت أما لطفلة جميلة، ولكن زادت المشاكل، وكل يوم ابنتي تتضرب وتتهان، طلبنا الطلاق والمفارقة بالمعروف، ولكنه رفض وهددنا بأنه مش هيعترف بالجوازة، لان جوازها مكنش متسجل عشان مش كملت الـ18 سنة".

 

تجلس وتبكي وتلوم حالها على ما اوصلت ابنتها له باصرارها على الزيجة رغم رفض الجميع لتقطع هذا وتقول" كل أهل القرية بيجوزوا بناتهم في سن صغيرة، ويتم الإشهار على يد مأذون واستخراج وثيقة الزواج، أنا مكنتش اعرف انه هيطلع كدا".

 

تستكمل حديثها: "بنتي طلبت الطلاق، ورفض زوجها يروح للمأذون ويستخرج وثيقة الزواج، شوفنا الذل كله علشان نستخرج وثيقة زواج لابنتي واشترط علينا إنها ترجع البيت تاني، وهو اللي يطردها بعد ما تقبل قدمه".

 

تبكي "سونة" قائلة: "سلمته بنتي بإيدي علشان أتقي شره، وأحضرت الخفير والمأذون وذهبوا معي ووالدها، ولكنهم لم يكبروا لأحد بل قام شقيقه بغلق الباب علينا وقاموا بالاعتداء علينا وسبنا"، لتصرخ الأم: "خطفوا حفيدتي وحبسوا بنتي وحرموني من رؤيتهما لمدة 3 سنين، كانوا كلهم ضرب وإهانة ولو فكرت أروح أطمن عليها من بعيد كانوا بيستضعفونا ويضربوني أنا وزوجي، وبعد 3 سنين جاتلنا وعلى إيديها طفل صغير عنده شهر، بنتي استغلت حالة وفاة حصلت عند أهل جوزها وهربت منهم بعد الضرب والإهانة، كانوا هيقتلوها وكل الناس بتخاف تتدخل، رفعنا قضية طلاق للضرر وأثبتنا إنها متضررة

من زوجها وبالفعل طلقت بحكم محكمة برقم 1066 لسنة 2018 وحكم بالنفقة ألف جنيه للطفلين، ولكننا لم نحصل منه على جنيه واحد".

 

وبنبرة صوت حزينة تستكمل الأم "كنت فاكرة إن بنتي هتتحرر من ظلمه بعد الطلاق لكنه يحرم عليها الخروج من البيت طول الوقت بيهددها لو خرجت من البيت هيولع فيها، لما تعبت وفكرت أعرضها على طبيب، قام بضربها في الشارع وتقطيع ملابسها أمام الجميع، ومرة تانية فكر يخطفها ويرجعها تعيش في بيته بالحرام من غير زواج كان عايز يذلها ويكسر عنيها أكتر".

 

وسبقت الدموع الحديث "لما سواق التوك توك دافع عنها ورفض يسلمهاله ضرب السواق وكان هيقتله، حتى التطعيم بتاع الطفل الصغير مبنقدرش نروح الصحة يطعم بنخاف من الذل اللي بنشوفوا منهم، بيدخلوا علينا البيت بيضربونا ويشرحوا جسمنا، كان باعت أخوه وصاحبه البلطجي يذبحونا، صرخاتنا كانت سبب نجاتنا وحررت محضرا في القسم ضده يحمل رقم 758 مركز شرطة السنبلاوين، ولما طلبت أعمل محضر بعدم العرض على القسم رفض، وطول الوقت بيبعت رسايل قذرة وبيشهر ببنتي وعايز يفضحنا وبيسلط عليا صبيانه يراقبوا البيت لو بنتي خرجت بيعتدوا علينا في الشارع "ناس سحرة وعيشتهم حرام".

 

في قهر واصلت الأم الحديث عن رحلة عذاب ابنتها "آخر مرة قام طليقها بخطفها وكان في كمين شرطة واقف غرس المطواة في جنبها وقالها لو قلت إنك مخطوفة هدبحك، كان كل شوية بيخطفها ويحاول يصورها ويؤذيها علشان يقولها أنا عايش معاكي في الحرام وشوه جسم بنتي بالمطواة، وحصلنا على تقرير طبي بالعلاج لمدة 21 يوما وتم تحرير محضر رقم 8475".

 

وتعاود الأم المكلومة في ابنتها الصمت قبل أن تعود لواقعها مضيفة "مفيش في إيدينا حاجة.. دول ناس شغالين علينا بالأعمال وتكليفات الجان "سخروا علينا جان عن طريق المحمول أي سكة تتقفل قدامنا، سخروا الجان علي بالمرض والموت ولما واجهته قالي أنا اللي بليتك بالمرض وأقدر أشفيكي منه بس وطي على رجلي بوسيها"، وفعلا لما نفذت اللي هو عاوزه فك السحر وقالي ده بس علشان أثبتلك إني أقدر أعمل أي حاجة".

 

واختتمت حديثها: "سرقوا حفيدتي بالغصب ومعانا حكم محكمة بحضانة البنت، عايزة القانون يحمينا إحنا مهددين طوال الوقت ومعرضين للقتل أو الاغتصاب والتحرش".