عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفقر ورفاق السوء.. دفعا ياسين إلى سجن الأحداث

سرقة بالإكراه - أرشيفية
سرقة بالإكراه - أرشيفية

كتب - علي الشريف:

عاش طفل ياسين صاحب 12عاما طالب بالصف السادس الإبتدائي، وسط أسرته في حاله من التعسر المادي، لديه 6 أشقاء هو أصغرهم، بدأت مأساته  عندما بدأت الأمراض تتملك من والديه وأصبحا عاجزين عن توفير نفقات أولادهم، فهم من أسرة فقيرة يعيشون داخل شقة متواضعة.
 

في ذلك الوقت ابتسامة ياسين اختفت وحلت مكانها هموم أكبر من عمره، وظل يعاني لفترات طويلة من ذلك الحال، إذ  كان لديه إحساس بالمسؤولية أكثر من أشقائه،  ومن هنا تمنى أن يصبح طبيبًا مثلما تمنى والديه حتي يعالج أهله وأصحاب المهن الفقيره ، فالتحق بالمدرسة وتفوق حتى وصل إلى الصف السادس الابتدائي، وعندما تدهورت أحوال أسرته ولم يجدواً مصدراً للرزق،  وأنقلب رأس علي عقب وتحول من طفل مجتهد دراسيا إلي طفل لايفكر في شئ غير الحصول علي المال فقرر في أحد الايام أن يترك المدرسة كان والده يرفض ذلك القرار تمام ولكن مع تعسر المعيشة وضيقتها وافق وهو مكلوم علي أمره وبدأ ياسين يعمل سائق توك توك لمساعدة أسرته.

 

انقلبت حياة يا سين إذ خلع عباءة الطفولة وأصبح شخصاً آخر يبحث عن عيشة لا تليق به كطفل من أجل الحصول علي المال لمعاجه والده من المرض ، ومنذ ذلك اليوم وتحوله من طفل متفوق دراسيا إلي غيره من الاطفال الجاهلين فهشمت حياته, حيث كان يخرج صباح كل يوم للعمل على التوك توك ثم يعود في منتصف الليل ويعطي أسرته حصيلة ما جمعه من أموال،  ورغم المعاناه التي مر بها ياسين وقسوه ومرارة الحياة كان يريد أن يكمل تعليمه ولكن الظروف وقفت أمامه عائقاً ضخماً.

 

وفي أحد الأيام خرج ياسين للعمل وظل يتنقل من مكان إلي مكان بالتوك توك للبحث عن لقمه العيش, فخرج عليه مجموعه من البلطجيه واللصوص وقاموا بالأعتداء عليه من أجل سرقته الإ ان ياسين ظل يعافر وفر هاربا منهم، وكانت علامات الإرهاق والتعب تملكت منه حتي وصل إلي البيت وجالس شقيقه لؤى وبدأ يحكي له عن المعاناة التى يمر بها طول اليوم وأبدى له رغبته في العودة للمدرسة مرة آخري، وفجأة همس لوئ في اذن شقيقه وأخبره بأنه لديه فكرة ستجلعهما أثرياء في وقت قصير.

 

 انتفض الطفل ياسين من مكانه وبدأ ينصت لشقيقه لمعرفه تلك الفكرة التي تخلصه من قسوة الحياة  وطلب منه أن يقص عليه كافة التفاصيل حتى طلب منه شقيقه أن يشتركا في سرقة المواطنين بالإكراه ,لم يقتنع ياسين بكلام شقيقه وأخبره بخطورة الجريمة الإ ان أخيه

الضال ظل يلح عليه حتي وافق وقال له ياسين "أنا خايف عمري ماعملت كدا"فبدأ شقيقه يطمئنه من خطورة ذلك الموقف ، ومن هنا أصبحا يخططان لتنفيذ هذه الحيلة، وبالفعل استعان الشقيقان بشابين آخرين وكانوا يخرجون جميعا مساء كل يوم ويقفون في منطقة نائية، ثم يختارون ضحيتهم بعناية فائقة ويخرجون أسلحة بيضاء ويسرقونه بالإكراه.

 

وبمرور الوقت تطور الأمر لدي ياسين وشقيقه وقامو بتلك الحيلة أكثر من مره , وفي أحد الأيام شاهدوا شاب يسير بمفرده، في أحد الشوارع النائية وعندما اقتربوا منه وسرقوه بالإكراه فوجئوا به يخبرهم بأنه ضابط، إلا أنهم اعتقدوا بأنه حيلة منه للإفلات من بين أيديهم، وتمكنوا من سرقة 150 جنيه ولاذوا بالفرار، وكانت هذه آخر جريمة لهم إذ سقطوا في قبضة الشرطة لينالوا جزاء جرائمهم.

 

وتوصلت تحريات الشرطة ان هذه الأطفال قاموا بسرقه العديد من حقائب السيدات، وسرقة الأشخاص بالإكراه، وحرر المحضر اللازم وتم عرضهم علي النيابة.

 

وفى فصل آخر جلس الطفل المكلوم علي أمره، وراح يفكر فى سنوات التعب التى عاشها من أجل الحصول علي المال لمساعده أهله، وبقيه الشباب لم يتأثرون بتلك القبضه مثله ,وإذا بسؤال وكيل النيابة لياسين، لماذا فعلت ذلك؟ وإذا به يخرج بصوت مبحوح حزين مصاحب بتنهيدة حزينة «أيوه أنا سرقت لان أبويا تعبان وماحدش بيصرف علينا ولا حد بيساعدنا ».

 

تعاطف وكيل النيابه مع ياسين ولكن القانون فوق كل شئ ، مستطرداً الطفل بصوت عال «واهأب الظروف هي السبب في اللي أنا فيه»، ثم وضع يده بين كفيه «يفكر فى مصيره الأبدى وحلمه الضائع  ووالده الذي تمكن المرض من جسده  وظل ينتظراً القصاص بين غياهب سجون "الأحداث".