عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشاعات وغدر الأقارب.. نور تكتوي بنار الظلم

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت - مونيكا عياد 
شعرت نور بالانكسار وعدم الأمان بعد وفاة والدتها وتخلي والدها عنها وهي ما زالت في ريعان شبابها ، تبخرت أحلامها بأن تكون أكبر مصممة أزياء عندما فقدت أحن ما لديها.
لم تجد "نور" غير منزل خالتها التي استقبلتها فيه لتقضي فيه أيامها أثناء دراستها بكلية التجارة، لكن لعب الشيطان في عقل ابن خالتها وتعرضت وهي في السن التاسعة عشرة من عمرها للاغتصاب على يده ، لم يرحم ظروفها ولا توسلاتها بل انقض عليها كالوحش الكاسر الذي أعمته الشهوة عن دموع اليتيمة، لم تنس زينب تلك اللحظة التي كانت وراء كل الشؤم الذي تعيشه طوال حياتها، حيث لم تنجح رغم مقاومتها العنيفة أن تحمي أغلى ماتملك فتاة.
عاشت "نور" منبوذة من الجميع ، غير قادرة على مواجهة نظرات المجتمع الذي اتهمها بأنها هي من أغوت ابن خالتها ليفعل معها الفاحشة، ولَم تجد والدها يقف بجانبها بل صدق التخاريف والشائعات ورفض أن يدخلها منزله وتنكر منها رافضا أبويته لها. لم تجد "نور" سوى الشارع لكي يحتضنها من غدر أقرب الناس، ليقودها القدر إلى سيدة حنونة ملأ الله قلبها بالرحمة والعطف جعلها تقابل هذه الفتاة المظلومة لتتبناها وتستضيفها في منزلها الذي تعيش فيه بمفردها بعد وفاة زوجها، وشعرت السيدة أن الله يعوضها عن حرمانها من نعمة الإنجاب بهذه الفتاة اليتيمة المظلومة . 
 أحست "نور" بالأمان وشعرت بالعطف والحنان، وأخذت تناديها بـ"ماما منى" وعاش الاثنان في سعادة معا وشعرا أن كليهما يكمل الإحساس الناقص في الآخر، فشعرت نور بمشاعر الحنان التي كانت قد افتقدتها بموت والدتها، كما شعرت "منى" بمشاعر الأمومة التي كانت محرومة منها.
وفي الكلية تعرفت  "نور" على شاب بالجامعة وقع في حبها وأغرمت به ، ولاحظت "منى" هذا الحب الذي طغى على ابنتها ولم تعد لديها القدرة على الابتعاد عنه، لم تتردد السيدة في

أن تزوج "نور" من الشاب الذي تقدم لطلب يدها بعدما تقبلها بكل ظروفها. لكن أهل الشاب حاولوا إفشال هذه الزيجة بكل الطرق بعدما عرفوا ماضي هذه الفتاة، لكن أصر "هاشم" على التمسك بحب حياته وعاشت الفتاة مع الشاب الذي ضرب عرض الحائط بكل ماضي لها، وفتح معها صفحة بدأها من لحظة لقائه بها، وعاشا لحظات من السعادة نسيا فيها ذاتهما، وإطلاق فيها العنان لمشاعرهم وأحاسيسهما المتدفقة بالحب.
 لكن حبهما  اصطدم بالواقع ومتطلبات الحياة التي حطمت هذا الحب، حيث عندما قطعت أسرة الشاب المعونة التي كانت تقدم له للمساعدة في الدراسة، وتكالبت الظروف المادية التي تفرضها الحياة من تأمين العيش والسكن ،اضطر "هاشم" تحت هذه الضغوط إلى تطليق زوجته خاصة بعد وعد والده بحرمانه من منحة إكمال دراسته في الخارج وحرمانه من الميراث.
ليختفي فارس أحلامها وحب حياتها لتعود الفتاة مرة أخرى إلى مرارة الفراق وتكتوي بنار الظلم للمرة الثانية، حيث حاسبها أهل زوجها على اشاعات سمعتها السيئة التي نشرها ابن خالتها عنها ليخفي جريمته.
لتعود الفتاة إلى أمها الثانية "مني" لتجد أن القدر يعاندها ويسبقها إليها، حيث أخذها إلى مكان لا رجعة، وقفت "نور" كمن يتدحرج  من تلال جبال عالية ولا تعلم أين تسقط.