عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قسوة الحياة.. ياسين عاقب أمه بالحجر فعاقبته السماء بالعجز

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

الإسكندرية - شيرين طاهر:

«كما تدين تدان.. البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت وما تفعله اليوم سيقع عليك غداً». هذا هو قانون الحياة الذى قد يغفل عنه العديد من الأبناء فى المعاملة مع آبائهم ليصلوا إلى الإجحاف والاستقواء فى تعاملهم بهم، ليقعوا فى بئر عقوق الوالدين وغضب رب العالمين.

بطلة هذه القصة الحاجة «سعاد» التى وهبت حياتها لنجلها «ياسين» الذى توفى والده وهو يبلغ من العمر عدة أشهر رفضت الزواج بعده وقررت أن تقضى حياتها كلها من أجل تربية طفلها وضاع شبابها وعمرها وهى تعمل من أجله إلى أن حصل على شهادته الجامعية، ورغم ذلك لم تتركه يتحمل المسئولية وحده وظلت تعمل لتساعده على نفقات الحياة إلى أن حدث لها حادث أليم تسبب فى إصابتها بشلل تام وأصبحت قعيدة على كرسى متحرك، كانت تنتظر أن تجد ابنها الوحيد يتحملها ويعيش لخدمتها، ولكن للأسف كانت صدمتها من رد فعل الابن الذى تضرر من خدمة والدته، وطلب منها أن تحضر خادمة لخدمتها لأنه لم يستطع التواجد معها دائماً، بالفعل أحضرت خادمة وكانت تقوم بدفع راتبها من معاشها ولم تحمل نجلها أى مبالغ حتى لا تصبح عبئاً عليه، ظلت تعيش فى حجرة منفصلة بها لم تر غير الخادمة فقط، عندما تسأل عن نجلها تجده دائماً غير موجود وكان يعيش حياته دائماً فى السفر والخروج والتنزه مع أصدقائه ولم ير والدته على مدار أيام وربما أسابيع على الرغم أنهما فى منزل واحد، كان يقوم بالطرق على غرفتها فقط أول كل شهر لكى يأخذها لإحضار المعاش من أجل الحصول عليه، وكان يسمعها بذىء الكلام يؤلمها ويجرح نفسيتها. كان هذا الابن العاق يذهب مع أمه إلى (البنك) كى تتسلم معاشها، فكان يجلسها على الكرسى المتحرك ويدفعها، وأثناء ذهابه بها إلى (البنك) كان يتذمر ويسمعها كلاماً جارحاً فكانت تسمعه وهو يقول لها: «انتى مشلولة وأنا ابتليت بيكى» وكانت تتألم ولكنها لا تتفوه بكلمة وتبكى من كلامه، وهو يزيد من كلامه المسموم فيقول: «والله لولا هذا المعاش كنت رميتك فى دار المسنين» والأم المسكينة قلبها يقطر دماً وألماً عند سماعها كلام فلذة كبدها، ثم يعود بأمه إلى البيت

ويأخذ معاشها ويتركها مع الخادمة، ثم يذهب يلهو ويلعب مع أصدقائه فى المقاهى والسفر والرحلات، بل أنه كان يمنع أى أحد من أقاربهم أن يزورها أو يسأل عنها، وإذا رأى أحداً منهم طرده وأسمعه الكلام الفاحش وهدده وتوعده، وهكذا كانت هذه الأم البائسة تعانى الويل من تصرفات أبيها، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً.

وفى أحد الأيام سافر الابن مع مجموعة من أصدقائه إلى إحدى البلدان المجاورة وكان سفرهم بالسيارة، وبعد أن قضوا إجازتهم عادوا وهم فى طريق العودة انقلبت بهم السيارة وكانت إصاباتهم طفيفة إلا نجلها فقد أدخل غرفة الإنعاش، وظل فى المستشفى شهراً كاملاً ثم خرج من المستشفى على كرسى متحرك مشلولاً لا يستطيع الحراك، وتكررت صورة ذهابه إلى (البنك) ولكن بدل أن يذهب مع أمه وهو يدفعها وهى على الكرسى المتحرك لتسلم راتبها كان هو يجلس على الكرسى وتدفعه الخادمة كى يتسلم راتبه.

كانت الدموع لا تفارق عينيه وتذكر ما كان يفعله مع والدته وشعر بشعورها وندم كثيراً على أفعاله معها وطلب منها السماح والعفو وأن الله عاقبه على عقوقه معها بنفس مرضها وكانت كلمات الأم مذهلة: «أنت ابنى فلذة كبدى إننى أتألم وأتعذب لحالتك تلك.. كنت أتمنى أن يزيد مرضى ويزيد عذابى ولا تبلى أنت بهذا.. إننى أسامحك من كل قلبى.. ليتك تعود كما كنت وتفعل بى ما تشاء إننى لا أستطيع رؤيتك هكذا مهما كانت قسوتك وجحودك».. هذه هى الحياة وتلك هى الدنيا.