رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كذبة الموت.. شيرين دفعت حياتها ثمنًا للعشق الحرام

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

سوهاج - مظهر السقطى:

شيرين ابنة أحد مراكز سوهاج كانت أحلامها مثل كل الفتيات، الزواج والستر من فارس الأحلام، لم يكن لها أى مواصفات فيه أو شروط، المهم عريس وخلاص، حلمها البسيط بأن ترتدى الفستان الأبيض والطرحة وتفرح بأغانى دى جى ليلة الحنة وحفل الزفاف ويحملها بين ذراعيه لعش الزوجية حتى ولو على البلاط والفرش والأثاث يأتى مستقبلاً، لم يكن هذا بالشىء الكثير ولم تكن أحلامها مبالغاً فيها ولكن حكايات زميلاتها اللاتى تزوجن وأنجبن وهن فى عمرها أو أصغر منها ومدى سعادتهن بالزواج وتحملهن مسئولية منزل خاص بهن والهروب من منزل الأسرة لشعورهن بالحبس فيه والمراقبة الصارمة فى الدخول والخروج مما كان يصيبها بالإحباط والخوف من العنوسة وأمنيتها بأن تحصلهن.

شيرين كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال لكن ظروف المنطقة التى تقطنها والتى يغلب عليها طابع العمالة البسيطة، ومعظم سكانها لا يملكون سوى قوت يومهم أو اليوم الذى يليه بشق الأنفس، وأسرتها لم تكن أحسن حالاً من جيرانها فمصابهم واحد، وهذا ما جعل الشباب يعزفون عن الزواج إلا من رحم ربى.

أنهت شيرين تعليمها وحصلت على مؤهل متوسط وانتظرت أن يدق ابن الحلال بابها لطلب يدها ويخلصها من قيود الفقر، ومر عامان وهى لم تفقد الأمل وتنتظر حظها ونصيبها ورزقها الذى كتبه الله لها، حتى جاءت اللحظة وتقدم عامل بسيط من جيرانها لوالدها طالباً يدها للزواج ووعده بالرد عليه بعد مشورة الأسرة ونجلته، ولكن من داخله كان يود أن يحدد معه مواعيد كل شىء ويوافق عليه فى الحال، ولكن العادات والتقاليد جعلته يرجئ الرد.

علمت شيرين بالخبر من أمها وكاد قلبها يخلع من مكانه ويكاد يقفز خارج جسدها من الفرحة رغم عدم رؤيتها له، وسأل الأب زوجته عن رأيها فى العريس فأجابته بأنها موافقة حينها أبلغ الشاب بموافقة الأسرة وتمت الخطبة فى جو عائلى بهيج، وبعد أن قام بوضع الخاتم بإصبعها كاد يغمى عليها من السعادة وهرولت إلى غرفتها تسبقها دموع الفرح التى انهمرت على وجنتيها ولم تمض سوى عدة شهور حتى أعد العامل البسيط عش الزوجية على قد الحال، وكان لشيرين ما أرادت وتم زفافها ورحلت إلى عش الزوجية.

عاشت شيرين مع زوجها على الحلوة وتحملت كثيراً المُر حتى لا يقال إنها لا تنفع للزواج، ولكن زاد الذل والهوان على الحد، فقد كان زوجها غيوراً وشديد القسوة ودائم التعدى عليها بسبب أو دون سبب، وكان جمالها نقمة عليها فقد منعها من الخروج من المنزل حتى لزيارة أسرتها أو النظر من الشباك حتى جهازها المحمول صادره حتى لا تتحدث إلى أى أحد وأصبحت حبيسة بين أربعة جدران لتلعن الزواج وسنينه.

استمر هذا الحال ولم يتغير وشيرين صامدة صابرة عله ينصلح حال زوجها أو تتبدل معاملته لها ولكن دون جدوى، وروت لأمها أثناء زيارتها للاطمئنان عليها ما يحدث معها والعذاب الذى تعيش فيها وجبال الهم الرابضة على صدرها والحزن الذى أصاب قلبها الصغير ومزقه، ولم تصدق الأم ما يفعله زوج ابنتها ليس تكذيباً لكلامها ولكن استكثرت أن يحدث منه هذا والإهانات التى تتحملها ابنتها، وانتظرت قدومه وتحدثت معه ونصحته بالمعاملة الحسنة لأنهم وثقوا به وأعطوه ابنتهم أمانة ليحافظ عليها وليس ليعذبها، وبعد خروج حماته وقبل أن تصل بيتها انهال على زوجته وأبرحها ضرباً.

وانتظرت الأم قدوم زوجها وقصت له ما تعانيه ابنتهما على يد زوجها فاستشاط غضباً ووجد الوقت قد تأخر للذهاب إليه وتوبيخه، ومع حلول ساعات الصباح الأولى أسرع لزوج ابنته وعندما عاتبه على أفعاله كان رده بأن هذا بيته وهذه زوجته وليس لأحد شأن بما يفعل وعندما علا صوتهما خرجت شيرين مسرعة لتحتمى فى حضن أبيها وعندما نظر إليها وجد وجهها متورماً حاول التعدى على زوج ابنته فانتهزت خشية أن يحدث مكروه بينهما فطلب منها والدها أن تجمع أغراضها وأخذها ورحل إلى منزله.

وتم طلاق شيرين بعد عام واحد من الزواج، تنازلت عن كل حقوقها وحصلت على لقب مطلقة ومرت الأيام والشهور وهى تمكث بمنزل أسرتها ولا تخرج منه إلا للضرورة، وفى إحدى المرات تعرفت على سائق من جيرانهم بالمنطقة ونشأت بينهما قصة حب ملتهبة وأرادا أن يكللاها بالزواج وتقدم لأسرتها طالباً يدها للزواج ورفضت الأسرة بشدة ارتباط ابنتهم بهذا الشخص بحجة أنه سيئ السمعة، وحاولت شيرين جاهدة مع والدها ووالدتها وباقى أفراد عائلتها لإقناعهم بالموافقة وإتمام الزواج، إلا

أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، التقت بحبيبها وفكرت فى الهروب بصحبته من المنطقة والعيش بعيداً، إلا أنه رفض الفكرة وطلب منها المحاولة معهم مجدداً وإذا رفضوا طلبها فعليها أن ترضى بالأمر الواقع ويعيش كل منهما فى حاله.

لم ترض شيرين بذلك ولم تتخيل فكرة الابتعاد عن حبيبها وفكرت فى التخلص من حياتها بالانتحار لأنها شعرت أن حبها يتبخر من بين يديها، وأنها لن تتمكن من العيش بصحبة من تحب بعد أن خاضت تجربة الزواج الفاشلة، وتراجعت عن فكرة الانتحار لتختلق قصة جنونية بدأت بكذبة أوحى بها إبليس إليها بأنها سوف تحل المشكلة كذبة تقنع بها أسرتها وتجبرهم على الموافقة على إتمام زواجها من حبيبها وأخبرت والدتها بأنها حامل من السائق، ولا تعرف ماذا تفعل لطمت والدتها على خديها من هول المفاجأة، وهى تنظر إليها بعينين تغطيهما دموع الحسرة والندم وتحشرجت الكلمات فى حلقها، ولم تعلم ماذا تقول لها وتركتها وهى تضرب كفاً بكف ويكاد أن يغمى عليها ولم تجد بداً من إخبار والدها وعمها بتلك المصيبة للموافقة على إتمام الزواج سريعاً خوفاً من الفضيحة، كانت شيرين تتوقع ذلك ولكن هيهات فقد باعها الشيطان للسهم وقدمها قرباناً للآخرة فقد أخذت الأمور مساراً آخر.

وعند نزول الخبر على مسامع عمها لم يتمالك أعصابه وتمتم فى ذهول كيف لابنة شقيقى التى تربت على الشرف والعفة أن تفرط فيهما بتلك السهولة وذهب منه العقل فجأة وأحضر العم الغاضب حبلاً وقام بتوثيق شيرين من قدميها ويديها وجرها من شعرها إلى الشارع وصمت أذناه ولم يستمع إلى كلماتها وصراخها بأنه لم يحدث شىء خاطئ وبأنها اختلقت القصة لإجبارهم على أن يزوجوها من حبيبها ولم يشاهد دموع الندم على كذبتها التى روت الأرض وتوقف فى منتصف الشارع ولم يشاهد دموع الندم على كذبتها التى روت الأرض وتوقف فى منتصف الشارع ليلتقط أنفاسه وصاح بصوت جهورى على أهالى المنطقة ليخرجوا إليه فتجمع الأهالى من حوله وهم لا يعلمون ما الأمر وهتف بكل غضب قائلاً إنه الآن سيغسل عاره وعار أسرته وأسرع العم بإخراج مطواة قرن غزال من بين طيات ملابسه وفى لمح البصر قام بذبح ابنة شقيقه أمام ذهول المارة الذين تسمروا فى أماكنهم من هول المفاجأة وأخذ يسدد لها طعنات متتالية ولم يتركها إلا جثة هامدة وسط بركة من الدماء وجلس ليمسح الدم من يديه وطلب من الأهالى إبلاغ الشرطة التى حضرت سريعاً وسلم لهم أداة الجريمة وأخبرهم بأنه غسل العار الذى لحق بعائلته لأن ابنة شقيقه سارت فى طريق الحرام وهى حامل ولو عادت للحياة لقتلها ألف مرة.

ولكن المفاجأة التى لجمت لسانه وأذهلت أهالى المنطقة تقرير الطبيب الشرعى الذى أكد أن شيرين لم تكن حاملاً، وأنه لم يلمسها أحد من فترة ليست بالقصيرة ليتشح منزل أسرتها بالسواد وتنهار أمها وتظل فى غيبوبة داخل المستشفى وكلما أفاقت تنادى بصوت مبحوح شيرين.