عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هاربة إلى الحب.. طالبة الصعيد هربت لتتزوج نقاش

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

كتب - أشرف كمال:

 

للحب سلطان أقوى من سلطان الجاه والحسب والنسب والمناصب، حينما تعشق القلوب فهى تهيم حباً بنبضات المشاعر الجياشة المتدفقة فى الوجدان، لا ترى سوى الحبيب فارساً لأحلامها، وتعد الأيام والساعات للقاء أبدى يجمعهما سوياً تحت عرش الحب، فالحب هو قاهر لكل الأعراف والتقاليد حتى وإن كانت فى صعيد مصر.

تلك هى قصتنا مع الطالبة الجامعية (عيشة) الطالبة بالفرقة الخامسة أى السنة النهائية بكلية الصيدلية، الكل يشهد بجمالها وتربيتها وحسن سلوكها، القاصى والدانى يحلف بـ«حياتها»، فهى مثال للخلق الحميد والتعامل الراقى، طالبة ملتزمة خلقياً ودينياً، حافظة لأجزاء كثيرة من القرآن، تتعامل مع الجميع بكل حب ومودة، ولمَ لا فهى ابنة الأصول الرفيعة والحسب والنسب، من قرية صفط، إحدى قرى مركز المنيا، لكنها ارتبطت عاطفياً بابن خالتها (أحمد)، تبادلا مشاعر الحب الشريف العفيف، وتواعدا سوياً على الزواج، ولكن (أحمد) برغم أنه كان فارس أحلام «دكتورة الصيدلة»، لكونه الوحيد الذى خطفها على جواد الحب وجنح بها بعيداً عن كل عيون الشباب، لم يكن (أحمد) العريس المقبول لدى أهل حبيبته، فهو حاصل على مؤهل متوسط، ويعمل بحرفة النقاشة، رفض طلب العريس، تسول الموافقة من كل أقرباء العروس، توسط القاصى والدانى من أجل جمع شمل «الأحبة»، ولكن هيهات لا حياة لمن تنادى.

ولكن العائلة كانت تنظر للفتاة على أنها أشهر معدودة وستصبح دكتورة صيدلانية لها شأنها فى المجتمع، وأنها تستحق عريساً يكون ذا واجهة اجتماعية مرموقة تتباهى بها العروس وأهلها، فلابد أن يكون العريس ضابط شرطة أو وكيل نيابة أو طبيباً، حاولت (عيشة) إقناع أهلها بشتى الطرق، بكت بدموع حارقة، لكن الأم مغلوب على أمرها فجميع أفراد الأسرة من الأب والأشقاء يرفضون زواجها من العريس، وإن شهادة الأم باتت مجروحة لكونه ابن شقيقتها.

أغلقت كافة الأبواب أمام (عيشة)، لم تترك لها الأسرة أى خيارات أخرى سوى أن تهرب لحبيب العمر (أحمد) بعدما سافر لعمله للنقاشة بمحافظة الجيزة، الفتاة تخرج لامتحان النظرى وتؤدى الامتحان، ثم تخرج من باب جامعة المنيا، متوجهة بإرادتها بعد الاتفاق مع حبيبها إلى ميكروباص ينقلها للقاهرة.

وفور تغيب الفتاة عن العودة عقب الامتحانات، كانت بمثابة القنبلة الموقوتة التى انفجرت غضباً، حيث توجه شقيقها (طه) للجامعة وتمت مراجعة كافة الكاميرات، والتى اتضح من خلالها أن الفتاة خرجت من الجامعة عقب الامتحان بمحض إرادتها، وتسبب تغيب الفتاة فى حالة من الالتباس بعدما روج أهلها عملية اختطافها من داخل الحرم الجامعى، وقامت الجامعة على الفور بإصدار بيان ينفى اختطاف الفتاة طبقاً لصور كافة الكاميرات والتى بينت بشكل واضح أن الفتاة خرجت من الجامعة عقب أداء الامتحان بمحض

إرادتها وبمفردها.

ثم توجه شقيقها لتحرير بلاغ ضد ابن خالته (أحمد) يتهمه بخطف شقيقته ليتم القبض عليه بتهمة خطف فتاة، بعدها فى اليوم الثالث تظهر الفتاة بصحبة شقيقها، وتدعى فى محضر الشرطة أن هناك خلافات عائلية جعلتها تترك المنزل وأنها كانت مقيمة لدى أحد أقاربها بالقاهرة، لترد جامعة المنيا ببيان آخر وهو حفظ حقها فى الزج باسم الجامعة، وبث الذعر لدى الفتيات بعد نشر شائعات عمليات اختطاف للفتيات الجامعيات من داخل الجرم الجامعى.

إلى هذا الحد لم تنتهِ القصة، بل هى بركان يشتعل تحت الرماد، فالقاصى والدانى أصبح يعلم أين ذهبت الفتاة، وأن علاقة الحب بينها وبين ابن خالتها لم تنتهِ، وأن ما يحدث هو حفظ لماء الوجه، خسرت (عيشة) مستقبلها فى التخرج هذا العام بعدما تركت الامتحانات وهربت للقاهرة، وأصبحت حياتها على صفيح ساخن، ليتم الإفراج عن (أحمد) من قسم الشرطة.. ولكن تحولت (عيشة) إلى سجينة بين أربعة جدران لا تغادر المنزل.. و(أحمد) غادر البلدة إلى الجيزة وما زالت الحكاية لم تغلق.. الأم لا تفارق ابنتها خوفاً من أن تعيد فعلتها الأولى وتهرب مرة أخرى إلى حبيبها، وهذه المرة لن تعود، وشقيقها لا يترك سلاحه ويعتزم لو تكررت الحكاية سيقوم بقتلها، هذا تهديده لها، وصامت الفتاة عن الطعام والشراب بل عن الدنيا بعدما حرموها من كل وسائل الاتصال بحبيبها، مع قرارها أنها لن ترتبط بغيره، ولن تواصل دراستها إلا معه ولن تستمر فى حياتها إلا بوعد منهم أنهم سيأتون به.. ما زالت (عيشة) تنتظر رحمة شقيقها وعطف أمها فى الموافقة على زواجها من ابن خالتها (النقاش).. الكل يتهامس.. الجميع أسكتت الصدمة ألسنتهم.. الدكتورة تحب النقاش.. وفى النهاية يقولون إنه سلطان العشق ليس له من عاصم.