عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قـاتل بـلا قلـب.. الخال قتل ابن شقيقته طمعًا بالمال

بوابة الوفد الإلكترونية

 

سوهاج - مظهر السقطى:

 

 

 

كانت صفاء وشقيقها محمد هما فرحة والديهما رزقهما الله بهما ولم يكن للأسرة غيرهما يلعبان ويمرحان معاً منذ نعومة أظافرهما، وصفاء كانت تعشق شقيقها بجنون وتخاف عليه منذ الصغر كأنها أمه.

أنهت صفاء تعليمها وحصلت على دبلوم الثانوى التجارى ولحقها محمد بنفس المؤهل بعد عامين وتقدم عريس من العائلة لطلب يدها ولأنه ميسور الحال وجاهز للزواج لم تتردد الأسرة ولم تفكر كثيراً وكذلك صفاء راق لها العريس لما يتمتع به من أخلاق وسمعة طيبة بين أفراد العائلة وأهل القرية وفرح شقيقها لفرحتها وسعادتها وبعد شهور قليلة تم الزفاف وانتقلت إلى عش الزوجية فى شقة فاخرة أعدها زوجها.

وعاد محمد إلى منزله وحيداً ينظر فى جنبات المنزل وفى غرفة شقيقته ويتذكر ضحكاتهما ولعبهما معاً، وكم كانت تملأ حياته والمنزل بالمرح والسعادة، شعر أنه افتقد كل شىء جميل وأن الظلام خيم على قلبه.

أما صفاء فلم تنسها فرحتها وسعادتها الغامرة بالزواج شقيقها الذى ارتبطت به وتعلقت به منذ صغرهما بل ظلت طوال الليل تفكر به وتسأل نفسها هل عاد إلى المنزل أم ما زال بالشارع؟ وهل أكل جيداً؟ وانتبه زوجها لشرودها وتعلق عيناها بسقف الغرفة وتفكيرها العميق وسألها عن السبب فصارحته عما يدور فى عقلها وخوفها على شقيقها فتبسم فى وجهها وطمأنها بأنه ليس طفلاً صغيراً لتخاف عليه ووعدها بأن قلبه مفتوح قبل بيته له وبأن محمد خلال ساعات سوف يأتى مع أسرتها للاطمئنان عليها كعادة أهل الصعيد زيارة العروس فى الصباحية.

وبعد أقل من عام مات والدهما فترة لحقت به أمهما وأصبح محمد وحيداً. استأذنت صفاء من زوجها أصبح شقيقها شبه مقيم لديها ورزقها الله بمولودها الأول أحمد وفرحت به هى وزوجها فرحاً شديداً، أما شقيقها فكانت سعادته لا توصف بابن شقيقته. كبر أحمد وتعلق بخاله تعلقاً شديداً.

طلبت صفاء من شقيقها أن يبيع قطعة الأرض التى يمتلكانها ويتزوج بثمنها لأن العمر يمضى وتريد أن تفرح به وتشاهد أبناءه وهم يكبرون. وافق محمد وقام ببيع الأرض الزراعية وتنازلت شقيقته عن ميراثها مساعدة منها له وتزوج من إحدى قريباته. محمد بعد الزواج دون عمل وطلبت منه زوجته البحث عن عمل وطلبت من شقيقته أن تدفعه للبحث عن عمل وتحدثت معه بأن كل ما معه سوف ينفد وعليه أن يبحث عن عمل حتى يتمكن من تلبية طلبات منزله.

لم يأبه لكلمات زوجته ولم يفكر فى نصائح شقيقته حتى نفاد النقود التى كانت معه وأصبح عاجزاً أن يوفى بطلبات ونفقات أسرته وكان يلجأ دوماً إلى شقيقته التى لم تقصر معه لحظة ولم تكسر يوماً بخاطره فكانت تساعده بكل ما تملك ولم تبخل عليه ومع كل مرة كانت تطلب منه البحث عن عمل وفجأة أصبح محمد ناقماً على حياته فاقداً لمشاعر السعادة، حاسداً لكل الناس، حتى أخته الوحيدة لم تسلم من حسده لها ولزوجها وتبدل الحب الذى كان يملأ قلبه إلى كراهية طاغية.

محمد لا يجيد عمل شىء ولم يفكر لحظة واحدة فى البحث عن عمل وكان طيلة الوقت على المقاهى ونظر إلى حال زوج شقيقته بأنه يمتلك عمارة كبيرة بالمدينة تدر عليه مبالغ كبيرة، وهنا وجد الشيطان فريسة سهلة يتلاعب بها ولم يجد مشقة ولا تعباً فى الوصول إلى عقله ليبث فيه سمومه واقترب منه رويداً رويداً وعرض عليه الحل السحرى للخروج من أزمته والوصول إلى مطاف أصحاب الثروات.

وظن محمد أن الحل السحرى يكمن لدى زوج شقيقته وقرر أن يخطف ابن شقيقته وطلب فدية من والده ولأنهما لا يملكان غيره وهو كل حياتهما لن يترددا لحظة فى دفع النقود التى سوف يطلبها.

منذ هذه اللحظة أخذ يعد لخطف ابن شقيقته صاحب الخمس سنوات وتحين الفرصة المناسبة وانقض عليه دون أن يراه أحد وقام بإخفائه فى مكان بعيد حتى زوجته لا تعلم عنه شيئاً ولم تعرف أساساً ما خطط له زوجها خشية أن تفضحه وتبلغ شقيقته ولكن بعد أن قام بخطف الطفل جلس يفكر ماذا يفعل بعد ذلك هل

يتصل بشقيقته وزوجها ويطلب منهما فدية مقابل إطلاق سراح نجلهما؟ مستحيل لأنهما يعرفان صوته هل يطلب من أحد أصدقائه القيام بهذه المهمة صعبة جداً لأنه يمكن أن يرفض ويكشف أمره.

وقرر الاستعانة بأحد البلطجية ويتفق معه على إجراء المكالمة مقابل أن يحصل على نصيبه فى هذه الصفقة وهب واقفاً من مكانه وكأنه لدغه ثعبان أو اشتعلت فى جسده النيران وهرول مسرعاً إلى أحد الأشقياء الذين يعرفهم وعرض عليه الأمر ووافق عليه دون تفكير فهو كل همه المال الذى سوف يحصل عليه فقط وأعطاه رقم زوج شقيقته وطلب منه نصف مليون جنيه فدية لإطلاق سراح ابنه وهدده بعدم الاتصال بالشرطة وأغلق الخط وسقط الهاتف من يد الأب وجلس على ركبتيه وأخذ يلطم خديه كأنه سيدة فى مأتم، أما زوجته فخرت على الأرض مغشياً عليها.

وجاء شقيقها قبل أن يستفيقا من هول الصدمة وكأنه لا يعلم شيئاً عما حدث وسألهما ماذا حدث؟ فأخبراه بما كان من أمر ابنهما الوحيد الذى تم خطفه على أيدى مجهولين لا يعرفون الرحمة أو حتى حدود الله، فحاول أن يهدئ من روعهما وطلب منهما عدم إخبار أحد بهذه الواقعة حتى يتوسط لدى الخاطفين ويعيد الطفل سالماً وطلب من زوج شقيقته أن يعطيه الرقم الذى اتصل به وأجرى أمامهما مكالمة وهمية بأنه سوف يأخذ المبلغ من والد الطفل ويقوم بتوصيله إليهم، وبالفعل أسرع زوج شقيقته يحضر كل ما معه من أموال هى حصيلة شقاء السنين وأعطاها لشقيق زوجته وطلب منه أن يحضر له ابنه سالماً معافى مهما كلفه من مال فوعده بذلك وحمل المبلغ وخرج من عند شقيقته وتقابل مع البلطجى الذى أجرى له المكالمة التليفونية وأخبره بما حدث فأشار عليه بالتخلص من الطفل حتى لا ينكشف أمرهما ويتم فضحهما فى القرية ويتم القبض عليهما، وأوقع الرعب فى قلبه لأنه شاهد وجهيهما ويعرف خاله جيداً وسولت له نفسه وطاوعته يداه على قتل طفل برىء.

حمل محمد جثة ابن شقيقته بين يديه دون أن تدمع عيناه أو تهتز مشاعره ووضعها بجانب بئر للصرف الصحى بمنزل جده لوالده بعد إيهام شقيقته وزوجها بأنه قام بتوصيل المبلغ للخاطفين فى أحد الطرق الفرعية بناء على تعليماتهم وسوف يطلقون سراح الطفل بعد ساعات بالقرب من منزل أسرته وتفاءلت الأسرة لكلمات واطمأنت لقوله على أمل أن يكون صادقاً وبعد عدة ساعات تم العثور على جثة الطفل، ويهرع الأب إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية ليحصل على أسماعهم القصة بالتفاصيل، ولأن ربك بالمرصاد توصلت التحريات إلى أن خال الطفل انعدم ضميره وقام بقتله من أجل حفنة من النقود.

صرخت شقيقته.. قتلتنى يا محمد وراحت فى غيبوبة طويلة.