عودة وزارة الداخلية إلي نقطة الصفر
دخلت وزارة الداخلية في منعطف خطير وأزمة جديدة مع المواطنين عقب قيام الملازم أول صلاح الدين أشرف السجيني الضابط بمديرية امن السويس بإطلاق الرصاص علي السائق عاطف السيد إبراهيم للخلاف علي أولوية المرور بميدان الجزائر بمنطقة المعادي ظهر أمس الاول
وقيام الاهالي بضرب الضابط ركلا بالاقدام وإصابته بنزيف داخلي نقل علي إثره الي مستشفي الشرطة. تحولت منطقة المعادي الي بركان تخرج منه الحمم الثأرية لتصيب رجال الشرطة بخيبة امل جديدة تجعلهم تمزق شعار" الشرطة في خدمة الشعب" الذي ينادي به وزير الداخلية بعد أحداث 25 يناير والتي اتهمت الشرطة بالخيانة وإطلاق سراح السجناء لترويع المواطنين.باتت الأجواء بين الطرفين سواء أجهزة الأمن التي تختفي من الشارع أو المواطنين الذين يشعرون بعدم الأمان من جانب الجهاز الامني مشحونة بالغضب وفشلت كافة محاولات اللواء محمود وجدي وزير الداخلية لتحسين صورة رجال الشرطة المشوهة بين المواطنين التي أصبحت غير مقبولة.
حالة من الغليان تشهدها منطقة المعادي الان عقب وقوع الحادث الذي هز الثقة بين الشعب و المواطنين بعد ان بدأت الاجواء في الهدوء النسبي ومحاولة رجال الشرطة النزول للشارع مرة اخري عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في مظاهرات 25 يناير الماضي لكن اليوم تجددت مخاوف المواطنين من عودة عصور الظلم والاستبداد من قبل الأمن وبدأت الوزارة تعود الي نقطة الصفر وتدخل في نفق مظلم.
القصة الكاملة للحادث بدأت في الساعة الثانية ظهر أمس الاول في ميدان الجزائر بالمعادي عندما توقف السائق عاطف السيد ابراهيم بجانب الطريق لقيام احد الركاب بالنزول من السيارة الميكروباص التي يعمل عليها وبعد عدة ثوان فوجئ بسيارة دابل كابينة تحمل ارقام د . ي . م 382 نقل القاهرة قيادة الضابط صلاح الدين اشرف السجيني ملازم أول بمديرية امن السويس ونشبت بينهما مشادة كلامية للخلاف علي أولوية المرور تطورت الي قيام الضابط المتهم بإخراج سلاحه الميري وإطلاق رصاصة علي السائق لتصيبه في رقبته وتخرج من الكتف الأيسر وسط ذهول المارة الذين تضامنوا مع السائق وتأديب الضابط الذي يشهر سلاحه الميري بطريقة استعراضية.
»الوفد« انتقلت لمكان الحادث لكشف ملابسات الحادث.
البداية يقول محمد جمال فهمي موظف بالمحكمة انه شاهد الحادث منذ وقوعه قال: أثناء سيري في الشارع في طريق عودتي للمنزل فوجئت بأصوات مشاجرة بميدان الجزائر ونزول أحد الأشخاص من سيارة دوبل كابينة وتشاجر مع سائق سيارة ميكروباص أمام محلات أولاد رجب وبعد عدة ثوان سمعت اصوات اطلاق رصاص اعتقدت في بداية الأمر انها في الهواء هرولت الي مكان المشاجرة ووجدت السائق مصابا بطلق ناري وينزف الدماء من رقبته.
ويلتقط أطراف الحديث رمضان علام محمد 43 سنة سائق ويقول : في الوقت الذي نشبت فيه المشاجرة بين الضابط وعاطف السائق كنت أقف في الميدان لتحميل الركاب وفوجئت بمشادة بين السائق عاطف السيد والضابط حول أولوية المرور بالطريق قام الضابط بسب السائق وتوجيه الشتائم لقيامه بغلق الطريق عليه وبعدها اخرج طبنجة كانت بحوزته وصوب فوهة المسدس الي رقبة السائق المجني عليه واطلق عليه عياراً نارياً وحاول الهروب من مكان الحادث وفي بداية الامر لم نكن نعرف ان الطرف الثاني في المشاجرة ضابط الا بعد الامساك به وضربه وتفتيشه والعثور علي كارنيه صادر إلي وزارة الداخلية مدون به ملازم اول صلاح الدين أشرف السجيني مديرية أمن السويس وقام الاهالي بضربه حتي فقد الوعي.
ويضيف: أثناء قيامنا بتفتيش السيارة التي كان يستقلها عثرنا ايضا علي زجاجات الخمور داخل السيارة.
ويقول هيثم محمود شاهد عيان اثناء وقوع الحادث يقول ان السائق اثناء نزول احد الركاب علي جانب الطريق قام الضابط باستخدام آلة التنبيه بصورة كبيرة ومستفزة بعدها نزل من سيارته وفتح باب السيارة الميكروباص ووجه له سيلاً من السباب والشتائم وأخرح سلاحه الميري واطلق عليه رصاصة، تجمع الاهالي بعد سماع أصوات الرصاص وانهالوا بالضرب علي الضابط وقام أحد المواطنين بالاتصال بالقوات المسلحة التي حضرت وقامت بنقل الضابط الي مستشفي النخيل في حالة اغماء، وقام بعض الاهالي بنقل السائق المصاب لمستشفي اليوم الواحد في حالة إعياء تماماً ولفظ أنفاسه بعد عدة ساعات.
الأهالي الغاضبون من الحادث تجمهروا بميدان الجزائر واشعلوا النيران في سيارة الضابط وسيارة اخري بوكس تابعة لقسم البساتين تحولت السيارتان الي كتلة من الحديد ونظم المواطنون وقفة احتجاجية شارك فيها مايقرب من 5 آلاف شخص بميدان الجزائر مطالبين بوجوه جديدة في الشرطة وهتفوا "واحد اتنين الشعب المصري فين" "وتسقط تسقط أمن الدولة "معتصمون معتصمون" وتظاهر عدد آخر أمام منزل اللواء اشرف السجيني والد الضابط المتهم بالمعادي وبات الأهالي ليلتهم بالميدان وقامت القوات المسلحة بفرض كردونات أمنية امام قسم شرطة المعادي وإدارة البحث الجنائي التابعة لقطاع جنوب القاهرة بمنطقة صقر قريش ومنعوا دخول المتظاهرين شاهرين السيوف والاسلحة البيضاء للقيام بأعمال تخريب.
وداخل مستشفي قصر العيني كان يرقد السائق عاطف السيد ابراهيم 40 سنة بين الحياة والموت عقب إصابته بطلق ناري بمنطقة الرقبة علي يد الضابط المتهم.
السائق المجني عليه اب لثلاثة اطفال وزوجة يعمل ليل نهار لتوفير لقمة عيش لهم في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة حضر من محافظة الفيوم للعمل بالقاهرة علي
وأمرت نيابة البساتين برئاسة محمد عبدالمنعم وإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامي العام الاول لنيابات جنوب القاهرة بحبس الضابط صلاح الدين اشرف السجيني 4 أيام علي ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل المجني عليه عاطف السيد ابراهيم ووجهت النيابة للمتهم تهمة الشروع في القتل .
انتقل لمكان الحادث كل من عمر عبدالرحمن، وصلاح جلال وكيلا اول نيابة البساتين بإشراف محمد عبدالمنعم رئيس النيابة لمكان الحادث والسيارتين المحترقتين والاستعلام عن حالة الضابط المتهم داخل مستشفي الشرطة. والسائق المجني عليه، وتبين من التحريات والتحقيقات أن هناك مشادة نشبت بين الضابط المتهم والسائق علي أولوية المرور، وأمرت النيابة بالتحفظ علي فوارغ الطلقات التي أصابت المجني عليه وأمرت النيابة بسرعة إحضار الطبنجة المستخدمة في ارتكاب الحادث واستعلمت النيابة عن حالة الضابط والسائق، وطلبت
بموافاة النيابة بتقرير مفصل عن حالة الضابط والسائق لسؤالهما في الواقعة.