رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعدام جزار.. "صبري" قتل 4 في ليلة العيد فكان جزاؤه الشنق

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - نصر اللقانى:

محكمة.. هكذا صاح الحاجب بإطلاق صيحته الشهيرة التى اهتزت لها جنبات القاعة ما عدا «صبرى» القابع وسط قفص الاتهام يترقب اللحظات الأخيرة فى مرافعة النيابة التى طالبت بتطبيق أقصى عقوبة عليه ليكون عبرة لمن تسول له نفسه بإزهاق حياة البشر.

وأغمض «صبرى» عينيه وتذكر تفاصيل المجزرة التى ارتكبها عندما عادت به الذاكرة إلى يوم الواقعة عندما تكاثرت الديون عليه واصطف الدائنون أمام منزله للمطالبة بحقوقهم وطالبهم بالصبر عليه عدة أيام حتى يتمكن من تدبير المبالغ المطلوبة منه.

وفى ليلة عيد الأضحى الماضى عندما توجه إلى منزل صديقه على بالقرية المجاورة بحجة قضاء سهرة ليلة العيد، حيث استقبله صديقه بكل ترحاب وتناولا طعام العشاء وطالت السهرة مع شرب الشيشة على أنغام أغنية «يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا» لأم كلثوم، وطال الحديث عن أحوال التجارة، حيث أكد «صبرى» أنه تعرض إلى خسائر فادحة وطالب صديقه بسلفة مالية على أن يسددها له لكن صاحب المنزل أجاب بعدم امتلاكه أى أموال.

ومع حلول الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد حيث علت أصوات القرآن فى مسجد القرية معلنة حلول صلاة الفجر وهمّ صاحب المنزل للوضوء تمهيداً للتوجه إلى المسجد وتظاهر «صبرى» بالانصراف للعودة إلى منزله لكنه انتظر بعيداً حتى تأكد من خروج صاحب المنزل وولديه إلى المسجد وعاد إلى المنزل مرة أخرى وأغلق الباب خلفه حتى يستولى على ما غلا ثمنه وخف وزنه، وفوجئ بزوجة صاحب المنزل مستيقظة، حيث صرخت إنت بتعمل إيه هنا يا «صبرى» وخوفاً من الفضيحة أخرج مطواة قرن غزال ووجه لها عدة طعنات ولم يتركها إلا جثة هامدة وأسرع إلى دولاب غرفة النوم للبحث عن أموال أو مصوغات ذهبية دون جدوى حتى وصل الابن الأصغر والبالغ من العمر 14 عاماً، عائداً من المسجد وعندما حاول الصراخ عاجله بطعنة نافذة بالقلب سقط على أثرها جثة هامدة وعندما حاول الهروب فوجئ بعودة صاحب المنزل وعاجله بطعنة قاتلة ليسقط وسط بركة من الدماء وأصيب «صبرى» بحالة من الهيستيريا ولم يتمالك نفسه عندما عاد الابن الأكبر من المسجد ليصيب بحالة من الإغماء عندما شهد والديه وشقيقه الأصغر جثثاً هامدة، ولم ينطق بكلمة حتى عاجله «صبرى» بعدة طعنات لينتهى من ذبح أفراد الأسرة ويفر هارباً معتقداً أن أمره لن يكتشف.

ومرت صلاة العيد وحان وقت الظهيرة ولم يشهد الأهالى جارهم وأولاده وأصيبوا بالقلق لعلمهم بحرص جارهم على أداء صلاة العيد، وذهب بعضهم إلى منزل الجار حيث وجدوا باب المنزل مفتوحاً على مصراعيه وعندما دخل أحدهم أطلق عدة صرخات متتالية، فوجئ الأهالى بتحول المنزل إلى بركة من الدماء وغطت الحوائط

وتكومت الجثامين الأربعة داخل الصالة.

وفى دقائق قليلة حضرت الأجهزة الأمنية برئاسة اللواء محمد هندى مدير إدارة البحث الجنائى، حيث تمت المعاينة ونقل الجثامين إلى المشرحة، وأمر اللواء علاء الدين عبدالفتاح مدير الأمن بسرعة كشف غموض الواقعة وضبط المتهم. وتوصلت تحريات المقدم محمود هندى رئيس مباحث مركز شرطة كفر الدوار إلى المتهم وتمكن من القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

كل هذا مر فى مخيلة القاتل، وكانت عيناه زائغتين تجولان فى القاعة يميناً وشمالاً يبحث عن أى أحد من القرية ولكن الجميع تبرأ منه.. سالت دمعتان على خديه أحرقتا وجهه ربما تكون دموع الدم، وهنا جاء صوت القاضى بعد: «بعد الاطلاع على الأوراق والتحريات وسماع الشهود حكمت المحكمة بإحالة أوراق صبرى الجزار إلى فضيلة المفتى لأخذ الرأى فى إعدامه بتهمة قتل 4 أشخاص والسرقة فى ليلة عيد الأضحى المبارك».

لا يرغب فى مواصلة الحياة بهذا العار الذى جلبه لنفسه وأولاده بل لأهل القرية جميعاً.. اقتاده الحارس والحديد فى يديه فهو مجرم خطير، ولا يعرفون أنه فقد الرغبة في الحياة، وأنه لا يستطيع الهرب فإلى أين سيذهب.. إنه طُرد من جنة أسرته وقريته وعائلته وأصدقائه.. إنه مجرد قاتل.. مجرم.. واستغل مهنته كجزار فى ذبح البشر.. إنه يستحق الموت.. إنه الحكم العادل.. الإعدام.

سمع «صبرى» الحكم بإعدامه.. أو هى مجرد أيام ويصدر الحكم.. دمعتان أخريان تساقطتا من عينيه وطأطأ رأسه فى الأرض وطلب من الحارس أن يعيده إلى زنزانته ولكن هذه المرة بالبدلة الحمراء.. لم يفرق الأمر كثيراً مع «صبرى» القاتل.. فهو قد مات منذ ارتكابه جريمته النكراء.. وأزهق أرواحاً أربعة والذين يعتبرون أقاربه بطوال العشرة، ربما جاء هذا الحكم ليريحه من عذاب ضميره وعزلته وتخلى الجميع عنه.. ربما شعر بالراحة وتنفس الصعداء.