رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دماء فى شهر العسل.. يقتل عروسه بعد 25 يوما من الزواج لإرضاء أمه

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - أشرف كمال:

فى الهواء الطلق ومع نسمات العبير، وفى شوارع القرية تلاقت الوجوه لترشق العيون سهام الحب العذرى، بين أحد شباب عزبة مناع القبلية، مع فتاة القرية صاحبة الحسن والجمال والحسب والنسب، النظرات تتوالى والابتسامات تملأ الوجه نوراً وبشاشة، وما تبقى فى الأمر إلا أن تنطق الشفاه، تلك هى الخطوة الأولى وتحتاج إلى جرأة، حتى نطقها شعيب لـ(سهام).

جمعهما الحب الطاهر، فأهالى القرية جميعهم تربطهم علاقة قرابة ومصاهرة، والتى تقطنها قبائل عربية، والتى فى العادة لها أعرافها ونواميسها الخاصة، هناك كبير العائلة لحل المشاكل عرفياً دون الدخول فى المراحل القضائية، من يخطئ يعرف أنه سيتعرض لحكم قاس يجعله يبتعد بعد ذلك أميالاً وأميالاً عن الخطأ، الشروط الجزائية مفحمة تردع كل معتدٍ، فما كان من شعيب إلا أن تقدم لأهل الفتاة التى أحبها قلبه.

العريس يتقدم لخطبة حبيبة قلبه، والأهل يرفضون فى بداية الأمر لكونه أقل منهم مكانة اجتماعية، ولكن نزولاً على رغبة ابنتهم يوافق الأهل على (شعيب) أن يكون عريساً وزوجاً لابنتهم، فالحب أحياناً يتغلب على العادات والتقاليد العرفية، من حيث الحسب والنسب والمكانة الاجتماعية، والفروق العائلية، يتم الاتفاق على كل شىء من مستلزمات الزواج.

الأم تجهز ابنتها ليوم الزفاف بكل ما يلزمها، ليس هناك أسعد من أم العروس حينما تزف ابنتها، فمنذ ولادتها وهى تحلم بليلة زواج وزفاف ابنتها إلى بيت زوجها، تلك هى رسالتها، وبرغم أن الأم والأب كانا من أشد المعارضين لزواجها من (شعيب) إلا أن الهوى غلاب، كسر رغبة الأهل فى تزويجها من شاب ذي حسب ونسب ومكانة اجتماعية، هذا حق مكفول لكل أسرة أن تحاول توجيه ابنتها لزوج يصونها ويعزها، ويوفر لها كل ما تحتاجه من معيشة هنيئة وسعيدة.

أم العروس تشترى فستان الزفاف (الأبيض) لابنتها، وتزف العروس إلى بيت زوجها، الأم تبكى بدموع الفرح والقلب مقبوض، والأب يبتسم كأن «السكينة سرقاه» على رأى المثل البلدى، ولكن فى النهاية الزواج (نصيب)، العروس تدخل منزل حبيب القلب وتملأها السعادة والأمل بحياة مستقرة يرفرف الحب بين أركان منزلها، كما تعاهدا على الوفاء والإخلاص، تمر الأيام الأولى والزوجة (سهام) فى سعادة لا توصف، وبعد الأسبوع الأول كانت الزوجة على موعد مع بداية المتاعب فى حياتها، من قبل الأم وشقيقة زوجها، اختلاق مشاكل بسبب وبدون، مع العروس التى ما زالت فى شهر العسل، العروس تسمع الشتائم وتنظر بعيونها لزوجها، وهو ساكت لا يتحرك ولا يعترض، سيطرة الأم والشقيقة أقوى من أن يدافع عن زوجته، العروس تبكى حظها الذى أوقعها بين فكى (الحما وشقيقة زوجها) تختلق المشاكل دون سبب واضح.

الأم تحيك مكائدها وتطلب من ابنها (شعيب) أن يبيع مصوغاتها الذهبية، ويقوم بفتح مشروع، وتلك فكرتها فى خلق المشاكل بين ابنها وزوجته، لم تكتف بما تفعله هى وابنتها مع عروسه، من مكائد النساء، الزوج ينفذ أوامر أمه حرفياً ويطلب من زوجته مصوغاتها الذهبية، والعروس ترفض أن تبيع مصوغاتها وهى ما زالت فى شهر العسل، لكون ذلك يعد عيباً وعاراً بحسب الأعراف، والزوج يصر على ذلك، لتنشب مشاجرة بينه وبين زوجته، وتترك عش الزوجية الذى اختارته بنفسها وفضلت زوجها على كُثر، وخالفت رغبته والديها.

تذهب إلى أهلها شاكية سوء معاملتهم لها، الأشقاء والأب والأم يوجهون اللوم للعروس على سوء اختيارها، وإصرارها على الزواج من شعيب الذى يعد بعيداً عن مستوى معيشتها ومكانتها الاجتماعية لها ولعائلتها، والعروس صامته تدفع ثمن الحب والثقة بحبيب القلب بـ(الصمت والبكاء)، يحضر العريس لبيت أهل عروسته من أجل إعادة عروسه إلى عش الزوجية، وهناك تتم محاسبته على كل كبيرة وصغيرة، ثم يقوم الأهل ضماناً لحقوق ابنتهم بعمل (قائمة منقولات)، بمبلغ مالى كبير حتى يكون رادعاً للزوج بعدم التفكير بعمل أى مشكلة مع ابنتهم.

تعود الزوجة مع زوجها بعد أن وقع على الضمان المالى، تدخل بيتها، والزوج شارد وبركان يغلى مما حدث معه من أهل عروسه، ويروى لأمه وشقيقته ما حدث معه، الأم تثور والشقيقة تكيل السباب للزوجة على ما حدث مع شقيقها، ساعات متواصلة من الشتائم والسباب، الزوجة لم تتحمل الأمر وخرجت من غرفتها، تحاول أن تستغيث بالجيران ليكفوا عنها الإهانات المتواصلة لها ولأهلها، لتمسك بها الشقيقة وتتشاجر معها، الزوج يقف والبركان يغلى فى جسمه، ورأى أنه تمت إهانته فى منزل زوجته.

شقيقته وأمه تتشاجران مع زوجته، وهو يقف والأفكار تخترق عقله، ماذا يفعل، تنهره الأم والشقيقة على صمته، وهنا يتدخل الشيطان الذى أشعل نار الفتنة والغيرة والحقد فى قلب الأم والشقيقة ضد عروس ابنها، ليستولى على عقل عريس (الغفلة)، ليمسك دون وعى بـ(شاكوش)، وينهال ضرباً على رأس زوجته، هى غير مصدقة، الزوجة تصرخ من صميم رأسها، لماذا تفعل ذلك حرام عليك يا (شعيب) أنا عملت إيه؟ الزوج أصبح بعد الضربة الأولى مثل المجنون، انهال ضرباً دون أن يصغى لصراخها، تسقط (سهام) وسط بركة من الدماء، عيونها تدمع حزنا على حب عمرها، تلفظ أنفاسها الأخيرة، والزوج يفر هارباً تاركاً زوجته وسط المنزل مقتولة، وفور وصول الأمر للواء ممدوح عبدالمنصف مدير أمن المنيا، ينتقل إلى عزبة مناع القبلية التابعة لقرية أطسا بمركز سمالوط شمال المحافظة، ليتم إلقاء القبض على الزوج الذى هرب إلى الغردقة.

الأم والأب والعائلة والإخوة، يستلمون جثة ابنتهم التى ما زالت عروساً فى شهر العسل، والأم تصرخ على فراق ابنتها وعلى القدر المحتوم، ماتت سهام، ماتت نسمة العائلة، أنا ألبستها فستان الفرح بيدىّ، لا لم يكن فستان فرح، ده كان كفن يا بنتى، أنا اللى دفنتك بإيدي.

الحادثة أفجعت أهالى القرية، الكل حزين، ستغيب (سهام) عن أعينهم لن يروها مرة أخرى، ستغيب النسمة الطيبة البريئة، التى تهافت عليها شباب القرية للزواج منها، ليوقعها القدر وقلبها النقى فى زوج لم يقدر حبها، لم يرحم ضعفها، إحدى النساء تعبر عن غضبها من الحادث المفجع الأليم (الله يقطع الحب وسنينه)، نار الغضب تشتعل فى القرية.

الزوج يصرخ داخل غرفة الحجز، يعرف أن (الكلابشات) التى توضع فى يده، قريباً سوف تكون حبلاً ملفوفاً على رقبته، نعم عشماوى مش هيسيبنى أعيش، أنا قاتل وأستحق الموت، ندم وصراخ بعد فوات الأوان لن يسمعك أحد، مثلما لم تسمع لزوجتك وهى تتوسل إليك أن تتركها تعيش وتكف عن ضربها حتى الموت، القصاص العادل قريب وربك بالمرصاد.