عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التفاصيل المثيرة للحادث الذى هز الإسكندرية

الغريق محمد حسن
الغريق محمد حسن

تحقيق ـ سامية فاروق:

 

«غريق ستانلى» تنبأ بوفاته منذ شهرين.. وتمنى أن يصبح شاعرًا مشهورًا

«أم محمد»: عندما كنت أغضب.. كان يصالحنى بقصيدة

أصدقاؤه يفتحون خزانة أسراره لـ«الوفد».. ووالده يطالب الجميع بالدعاء له

توجيه تهمة القتل والإصابة الخطأ والقيادة برعونة وتعاطى المخدرات وإتلاف المنشآت للمتهم

 

«3 أشخاص: واحد يقف على الشاطئ والآخر يسبح فى البحر والأخير يغطس تحت الماء.. من منهم يشعر بالحزن ومن منهم يشعر بالفشل ومن منهم لا يشعر بشىء!؟ ولماذا؟»، هذا هو البوست الذى دونه محمد.. قتيل كوبرى ستانلى منذ أكثر من شهرين، يتنبأ فيه بنهايته، وكأنه يشعر بقرب موعدها، وكيف ستكون...هذا الشاب الذى اصبح حديث الكثيرين بسبب تلك الطريقة التى فقد حياته بها.. كان شاعراً وروائياً.. انتهت حياته، أصدقاؤه المقربؤن إليه يقولون: محمد انهى امتحانه ورفض العودة إلى بلدته فى مطروح، وأصر على قضاء الساعات المتبقية من حياته مع أصدقائه.. استقل القطار من طنطا إلى الاسكندرية، وكان لقاؤه مع صديقيه حارا قطعوا المسافة بين محطة الرمل والكوبرى فى حديث لا ينتهى..اخبرهما بسعادته لقيامه بصلاة الفجر.. وكم يتمنى ان يبقى على هذا.. وصلوا إلى الكوبرى لالتقاط بعض الصور.. وأثناء اللقطة الأولى. جاء ملك الموت على هيئة سيارة مجنونة، اطاحت بمحمد إلى الأبد.. وفى السطور التالية.. ستتعرفون على الحكاية الحزينة.

الأصدقاء

قال أشرف زين العابدين بالفرقة الأولى بكلية حقوق جامعة الإسكندرية، صديق الضحية،  وكان معه وقت وقوع الحادث: أنا ومحمد حسن ومحمد الحوفى من مدينة مطروح، وكنا أصدقاء فى المدرسة واستمرت هذه الصداقة بعد تخرجنا منها وتوجه كل منا إليّ الجامعة رغم أن «محمد حسن» التحق بكلية التجارة- جامعة طنطا، وأنا و«الحوفى» بجامعة الإسكندرية، إلا أننا كنّا حريصين على استمرار علاقتنا ومقابلتنا من وقت لآخر، وفِى يوم الحادث اتصلت بـ«حسن» وطلبت منه نتقابل كعادتنا عند كوبرى ستانلى عقب انتهائه من الامتحان لقضاء الْيَوْمَ معاً، حيث إننا اعتدنا أن نلتقى بهذا المكان وكل منا يحكى للآخر عن كل ما يشغله.

استجاب «حسن» لطلبى وذهبت أنا و«الحوفى» لاستقباله فى محطة القطار، واصطحبناه، وسرنا فى الطريق إلى الكوبرى مرحين مازحين، وأخبرنا «حسن» أنه أصبح يصلى الفجر فى ميعاده ويتمنى أن يؤدى باقى الفروض فى ميعادها، وعقب وصولنا للكوبرى جلس «محمد» على كرسى وجهه للبحر وظهره للكوبرى، وأنا بجواره، وجلس «الحوفى» على الأرض وجهه لنا وظهره للبحر، وبمجرد قيامى لالتقاط صورة تذكارية لنا سمعت أصوات سيارة سريعة، وفوجئت بها تتأرجح يميناً ويساراً، وقفزت فوق الرصيف على الكوبرى، فوقعت بعيداً فى حين سقط صديقى وشخص آخر بالمياه بجزء من سُوَر الكوبرى.

اتجهت نحو الكوبرى وظللت أصرخ «أصدقائي حد ينقذهم»، فى حين نزل سائق السيارة الملاكى الذى فعل الحادث يصرخ على سيارته التى تلف جزء منها قائلاً: «سيارتى باظت»، وكأن الذين سقطوا بالبحر ليست لهم أية قيمة وأن حديد سيارته أغلى من أرواحهم.

اصطحبنى شخص ونزل بى إليّ البحر، وسحب بدال وسار يبحث عن أصدقائى، وبعد لحظات خرج بالحوفى فقط، وعندما سألته عن «حسن» أخبرنى بأنه لم يره فى المياه. وتم نقل صديقى الحوفى إلى المستشفى فى حالة خطيرة، حيث أصيب بنزيف بالمعدة وكدمات بالوجه، وتم إجراء جراحة تجميل لها، وخياطة قدميه. بينما ما زلنا لا نعرف شيئًا عن محمد حسن.

وأضاف أشرف أن التدوينة التى على صفحة التواصل الاجتماعى الخاصة بالضحية، وكان يتنبأ فيها بما يحدث،  هى كانت عبارة عن سؤال سأله لى منذ أكثر من شهرين، فأجبته بأن هذا السؤال مؤكد أنه حلم رآه، فقال لى نعم، وسألته من هم هؤلاء الأشخاص قال لا أعرف.

 

أسرة الضحية

قالت الأم: غير معترضة على أمر الله، ولكنى كل ما أتمناه هو العثور على جثة فلذة كبدى وأدفنها. وأضافت أن «محمد» كان حلم حياته ان يكون شاعر لأنه كان يحب الشعر وكتابة الخواطر، يحب أصدقاءه واسرته والبر بوالديه، ويعشق القراءة، كنت عندما اغضب منه يصالحنى بقصيدة شعر وغزل وكأننى حبيبته، منذ ولادته وانا اشعر، كأننى سوف افقده يوما ما، كان عندما يمرض ويجدنى حزينة عليه يقول لى لا تخافى يا امى انا لم اتركك ابدا فحياتى مرتبطة بك دقات قلبى مرتبطة بدقات قلبك، وكان يقول لى عاوز اكون بجوارك دائما لأنى اخشى من المستقبلن والقدر لم اعلم ما يخفيه. وأضافت الأم يوم الحادث كان قلبى يرتجف وكأن شيئًا ما سوف يحدث له، حاولت امنعه من الذهاب إلى التنزه مع أصدقائه ولكنه كان رافضًا، وقال لى لا تقلقى لما يحدث لى شىء سوف ارجع إليك، اتفق «محمد» مع زملائه باللقاء عقب الانتهاء من الامتحان، ونظرا لأنه كان يدرس بجامعة طنطا فهو استقل القطار وتقابل مع أصدقائه فى محطة سيدى جابر وتوجه  للتنزه، كانت آخر مكالمة له قبل الحادث بساعة عندما تحدث معى بالتليفون يقدم لى المعايدة انا ووالده بمناسبة السنة الجديدة، وأكد لى انه لم يتأخر سوف يعود على الفور، وابتسم قائلا لى انا سوف احضر لك البسبوسة اللى انتى بتحبيها يا ست الكل، وجلست أنتظره، رفضت النوم وبدلا من أن يدق جرس الباب ليحضر نجلى، دق جرس التليفون ليخبرنا صديقه بالحادث، صرخت وعلى الفور لم أشعر بنفسى إلا وانا ارتدى العباءة واحضر مع والده ابحث عنه، رفضت الجلوس فى المنزل انتظر عودة جثمان نجلى، ورغم مرور ايام كثيرة لم تظهر جثة نجلى لكننى أرفض مغادرة البحر.

قال  الأب: هذا قضاء الله وحكمه وأنا أرتضى ذلك، وأتمنى من جميع الناس الدعاء لابنى. وأكد الوالد  أنه بمجرد أن رأى الجثة التى تم انتشالها من المياه، تأكد بنسبة 90% أنها ليست لابنه، مفندًا

الاختلافات بين الشخصين «ابنى عمره 21 سنة ورفيع، بينما الجثمان لشخص يبلغ من العمر 40 عاماً وعريض، ابنى كان شعره طويل، وصاحب الجثمان أصلع، ابنى كان لابس بنطلون جينز وكوتشى وشراب وجاكت، بينما هذا الشخص عارٍ تماماً، ولا يُعقل أن تذهب ملابسه ويسقط شعره خلال 6 أيام، فى حين أكد الغطاسون أنها جثته، وأن ما حدث للجثة من تغيرات هذا طبيعى طبقاً للعوامل الجوية السيئة التى تسحب المراكب المصنوعة من حديد، فما بال الإنسان ماذا تفعل به».

وكانت فرق الإنقاذ النهرى والقوات البحرية وغطاسون متطوعون، قد عثروا على جثة الشاب «محمد حسن شوقي». وقال الكابتن عمرو العتيبى مدرب غطس حر، إن بداية تعرفهم على مكان الجثة كان من خلال غطاس يدعى «مصطفى» من مطروح، اكتشف مكان الجثة الساعة التاسعة صباحاً، بين صخرتين عند مصدات الأمواج أمام المقاولون العرب. وأكد أنهم بمجرد علمهم بمكان الجثة خاطبوا شركة المقاولون العرب للاستعانة بأوناش لتحريك الصخور واستخراج الجثة دون جدوى، ما اضطرهم للنزول بأنفسهم بقيادة الكابتن إيثاب سعد الملحي، ومعاونة الكابتن مصطفى المراسى وأحمد الشيمى.

وأشار الغطاس، إلى أن الجثة تم انتشالها يدوياً وربطها بحبال، وأنها خرجت مطموسة الملامح، بيضاء اللون لوجودها أكثر من ٧ أيام فى المياه.  

 تم نقل الجثة إلى مشرحة كوم الدكة للتعرف عليها من خلال تحليل «DNA» للتأكد من أنه هو المفقود.

 

وشارك نحو ٨٤ فردًا من فرق الإنقاذ النهرى والقوات البحرية وغطاسين متطوعين فى تمشيط جميع شواطئ الإسكندرية، المتوقع أن تكون التيارات المائية سحبت الجثمان إليها، وذلك على مدار نحو أسبوع.

 

وقال على يوسف «طالب» وشاهد العيان الذى صور الحادث بهاتفه المحمول: كنت أسير على كوبرى ستانلى، بتصور سلفى، وبمجرد فتح الإشارة، شاهدت السيارة التى يقودها المتهم ايهاب جرجس تجرى بسرعة جنونية، حتى وصل لمنتصف  الكوبرى ولم يتمكن من السيارة، لأنه كان فى حالة سكر، وإثبات ذلك انه نازل من السيارة ، يقول «العربية باظت...انا نمت»، وكانت تجلس بجواره فتاة محجبة، ويجلس بالكرسى الخلفى شاب وفتاة آخران، وصدمت السيارة الواقفين، وكسرت سُوَر الكوبرى وأسقطته، وثلاثة شباب بالبحر، أخرجت هاتفى وقمت على الفور بتصوير الأحداث لأنى لم أتمكن من النزول بالمياه لإنقاذهم، لعلمى أن هذا المكان ملىء بالصخور ولا يمكن لأحد النزول به. وقبل وصول الشرطة المكان هرب ثلاثة من السيارة الملاكى ولكن تمكنت الأهالى من الإمساك بقائد السيارة وتسليمه لرجال الشرطة. وقمت بتصوير الحوفى عندما ظهر من تحت الكوبرى، وكان فيه النفس والتانى خرج سليمًا، مصابًا بكدمات بسيطة، اما الماجيك فظهر قدامى على وش المياه، وهو سايب نفسه وقاطع النفس معناه انه سقط ميتًا، وظل يُسحب أمامى حتى اختفى، ومحدش عرف يدخله بسبب ان الأمواج شديدة.

 

 

وجه المستشار مصطفى هانى زكى المحامى العام الأول لنيابات شرق الإسكندرية الكلية، للطالب المتسبب فى الحادث تهم القتل والإصابة الخطأ والقيادة برعونة وتحت تأثير المخدرات وتعاطى المواد المخدرة والإتلاف العمدى للمنشآت العامة، وذلك بعد أن تسلمت النيابة العامة تقرير تحليل المخدرات الخاص بمرتكب الواقعة، وجاءت النتيجة إيجابية بتناوله مادة الكحول.

كانت الأجهزة الأمنية، قد تلقت بلاغًا بقيام السيارة رقم 22364 ملاكى المنوفية قيادة (إيثاب جرجس 19 سنة، طالب بكلية التجارة- جامعة الإسكندرية ومقيم بالمنوفية بالاصطدام بثلاثة أشخاص بأعلى كوبرى ستانلى ما نتج عنه سقوط، طالب بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، مقيم بعزبة الأفراد فى محافظة مطروح مصابًا بجروح رضية بالوجه والركبة اليسرى والفخذ اليمنى وسحجات بالساق اليمنى ومحمد حسن 21 سنة، طالب بكلية التجارة، جامعة طنطا، مقيم بمدينة مطروح،  وأشرف زين العابدين، 22 سنة، طالب بكلية الحقوق- جامعة الإسكندرية، ومقيم دائرة قسم شرطة مطروح بمحافظة مطروح، لا توجد به ثمة إصابات، تصادف وجودهم بأعلى الكوبرى.ق