عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الطفل‮ "موسي‮" ‬استشهد ودُفن والرصاصة لا تزال في ظهره



ضحي الشهداء والمصابون في ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير بدمائهم ليكونوا الوقود الذي يدفع عجلة الحرية إلي الأمام للتخلص من الظلم وتحولت كل قطرة من دمائهم طلقة تخرج من عروقهم لتسقط الفاسدين‮. . ‬فالشهيد‮ »‬موسي‮« ‬لفظ انفاسه الأخيرة ودفن ومازالت الرصاصة الغادرة في جسده،‮ ‬و»ياسر‮« ‬الذي حاول ان ينقذه هو وشهيد آخر من طلقات الغدر استقرت في جسده رصاصتان لتجعله عاجزاً‮ ‬باقي العمر جمع بينهم القدر بأن يكونوا أبناء شارع واحد بمدينة الحوامدية‮.‬

انتقلت‮ »‬الوفد‮« ‬إلي شارع علي خضر بالحوامدية الذي اتشح أهله بالسواد حزنًا علي‮ »‬موسي صبري قطب‮« ‬14‮ ‬سنة طالب بالاعدادية والتقينا باسرته وتحدثنا إلي والده صبري قطب الساعي صاحب محل بقالة والذي بدأ كلامه بأنه سعيد لأن ابنه واحد من اللي كتبوا تاريخ مصر بدمائهم وروي لنا رحلته الشاقة في ايجاد قوت أولاده ورحلة البحث عن‮ »‬موسي‮« ‬بعد أن انقطعت أخباره بخروجه من المنزل للمشاركة في المظاهرات السلمية أمام قسم الحوامدية وقال انه كان دائم السفر إلي السعودية للبحث لاولاده الأربعة عن الحياة الكريمة ولأن حلمه أن يتم تعليمهم لأنه حرم من التعليم وهو صغير وقد استمرت‮ ‬غربتي‮ ‬19‮ ‬عامًا وأثناء حدوث الثورة في مصر كنت في السعودية وكنت أجهز حقائبي للنزول في إجازة بمصر للاطمئنان علي اسرتي وعندما وصلت إلي ميناء سفاجا يوم السبت‮ ‬29‮ ‬يناير فوجئت بعدم حضور‮ »‬موسي‮« ‬لاستقبالي فسألت عنه فقالوا لي انت عارف ان موسي لا يريد الجلوس في المنزل ده خرج يشتغل علي توك توك فذهبت إلي المنزل وحل الليل لم يحضر إلي المنزل فسألت شقيقه الأكبر‮ »‬إسماعيل‮« ‬أين‮ »‬موسي‮« ‬فأخبرني لا تقلق يا ابي انا سألت عنه بعد اصدقائه لكنهم اخبروني انه في رحلة بالإسكندرية

مر يوم والثاني ولم أتلق أي اتصالات من ابني فأخذت ابحث عنه في كل مكان مثل المجنون حتي اخبرني البعض بانه كان يشارك في المظاهرات السلمية أمام قسم الحوامدية وعلمت ان هناك بعض الشباب الذين استشهدوا أمام القسم من رصاص الشرطة في احداث الثورة يوم‮ ‬28‮ ‬يناير ولكني لم اتصور أن يكون شهيدًا لأنه طفل هايقتلوه ليه ايه الخطورة اللي يمثلها لهم حتي يطلقوا عليه النار ولكن‮ ‬غيابه جعلني أذهب إلي المركز الطبي انا ووالدته وشقيقه الأكبر وعندما سألنا هناك أخبرونا بأنه كانت لديهم جثة لطفل بنفس المواصفات وتم نقله إلي مشرحة زينهم فذهبت إلي هناك وبصحبتي عمه علي والذي دخل إلي المشرحة وعندما شاهد الجثة اخبرني بأنه ابني‮ »‬موسي‮« ‬وقد اصيب بطلق ناري في ظهره وعندما سألنا عمال المشرحة أخبرونا بأنه مازالت الطلقة بجسده لم تستخرج نظرت في وجه ابني وكان يبتسم ولا يبدو عليه انه ميت انخرطت في البكاء وطلبت من عمه ان يجهزه للدفن‮.. ‬الأب المكلوم أنهي كلامه بأن‮ »‬الثورة خدت ضحايا كثير ولكن احيت الملايين‮« ‬وأن كل ما أطلبه ألا يذهب دم الشهداء هدرًا‮.‬