رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الكهرباء تصعق طفلا أثناء اللعب في مركز شباب

واقعة جديدة تكشف الفساد والاهمال الذي استشري مثل النار في الهشيم وراح يحصد أرواح الأبرياء دون أي ذنب فقد شهدت محافظة البحيرة وبالتحديد قرية طرابمبا التابعة لمركز دمنهور حادثًا مأساوىًا عندما لقي تلميذ بالصف الثاني الاعدادي الأزهري مصرعه صعقا بالكهرباء أثناء لعب الكرة داخل مركز شباب القرية حيث لمست قدماه أحد الكابلات الكهربائية العارية وسقط علي الأرض جثة هامدة في لحظات معدودة‮.‬

 

انتقلت‮ (‬الوفد‮) ‬الي قرية طرابمبا التي تبعد عن مدينة دمنهور بحوالي‮ ‬8‮ ‬كيلو مترات بواسطة سيارة متهالكة وعقب وصولنا الي القرية وجدنا الأهالي متشحين بالسواد والحزن يكسو وجوهم لفراق ابنه البار الذي راح ضحيه الاهمال‮.‬

أوصلنا أحد الشباب الي منزل عبدالغني عبدالحميد عبدالغني الذي يبلغ‮ ‬عمره‮ ‬14‮ ‬عاما فقط حيث استقبلتنا جدته التي قالت إن حفيدها كان‮ (‬ابن موت‮) ‬وكان يتميز بالهدوء الشديد وأخر مرة رأيته فيها كان يوم الحادث عندما قال لي يا جدتي أنا عندي اليوم دورة كروية داخل مركز شباب القرية وطلب مني أن‮ ‬أدعو له لكي يكسب البطولة مع فريقه ومنذ أن خرج لم يعد الي المنزل الا جثه هامدة بعدما أبلغنا أهالي القرية أن عبد الغني مات بالكهرباء داخل مركز الشباب‮.‬

ويتدخل عصام عم الضحية ويعمل مدرس اعدادي قائلا‮: ‬فور علمنا بالواقعة اسرعنا الي مركز الشباب حيث وجدت ابن أخي ملقي علي الأرض وحوله زملاؤه من اللاعبين واعتقدت أنه في حالة اغماء فحاولت افاقته لكن دون جدوي وحملته مسرعا الي أحد الأطباء الذي أكد أنه توفي ويضيف مازاد من صعوبة الواقعه أن أخي عبد الحميد والد المرحوم عبد الغني والذي يعمل مهندسًا زراعىًا بالجمعية الزراعية بالقرية في الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج وأبلغناه بالحادث قبل ساعات من صعوده جبل عرفات حيث ألهمه الله الصبر‮ ‬وكان رده‮: ‬لله ما أعطي ولله ما أخذ‮.‬

ويقول الجد عبد الغني والذي يعمل ترزي عربي‮: ‬حفيدي عبد الغني كان تلميذ مجتهدًا ومتفوقًا حيث يدرس بالصف الثاني الاعدادي الأزهري حيث حرص ابني عبد الحميد علي إلحاقه بالتعليم الأرهري هو وشقيقه محمد بالصف الأول الثانوي وزينب بالصف الرابع وحفظ المرحوم عبد الغني القرآن كاملا وحصل في رمضان الماضي علي جائزه قدرها‮

‬500‮ ‬جنيه من احدي المسابقات التي اقيمت بالقاهرة كما سبق له الحصول علي جائزه قدرها‮ ‬300‮ ‬جنيه من محافظ البحيرة عندما كان بالصف الرابع‮.‬

ويقول محمد زميل عبدالغني‮: ‬بعد حصولنا علي إجازة العيد قمنا بتنظيم دورة كروية داخل مركز شباب القرية وكان زميلي عبدالغني ضمن أفراد فريقي حيث كان يتميز بالمهارة العالية في اللعب وكنا متفائلين بالفوز وأثناء مباراتنا اتجهت الكرة الي خارج الملعب وذهب عبدالغني لاحضارها وفجأة أطلق صرخة قوية‮ ‬ثم سقط علي الأرض واعتقدنا أنه‮ (‬بيمثل علينا‮) ‬وعندما طال سقوطه أسرعنا نحوه فوجدناه لا يتحرك وبجواره أحد الاسلاك الكهربائية العارية وتأكدنا من مصرعه صعقا بالكهرباء‮. ‬ويتوقف لحظات ثم يواصل قائلا‮: ‬كان عبدالغني رحمه الله متفوقا في دراسته وكان من الاوائل ويمتاز بالهدوء ولا يحب الخلافات أو الخصام‮.‬

وحاولنا كثيرا أن نتحدث الي والدته لكنها رفضت بشدة بسبب حالتها السيئة واصابتها بحالة من الشرود كما رفضت منحنا أي صور لابنها مؤكدة أن حياتها انتهت بموت ابنها وأنها لم تعد تريد أي شئ من الدنيا‮. ‬احترمنا رغبتها‮ ‬واتجهنا الي مركز شباب طرابمبا الذي شهد الواقعه لمقابلة أي مسئول فيه ومعرفة تفاصيل أكثر عن الواقعة أو نجد استفسارا عن كيفية وجود كابلات وأسلاك كهربائية عارية داخل المركز لكن‮ ‬لم نجد أي أحد وكانت الأبواب مغلقة بالأقفال‮.‬

تركنا القرية وفي أذهاننا سؤال نبحث له عن اجابة وهو متي ينتهي الاهمال؟ ومتي تصبح أرواح المصريين لها قيمة؟