عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الوفد» تنشر تفاصيل أبشع مذبحة أسرية فى الشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

جريمة ليست كعشرات الجرائم التى تتزاحم فى صفحات الحوادث كل يوم.انها جريمة ستتوقف أمامها قرى مركز الزقازيق، وكل من يقرأ هذه التفاصيل المروعة.جريمة الجانى فيها أب، غابت عن قلبه الرحمة،وربما غاب عقله كما يدعى.والمجنى عليهم زوجته وابنتاه الأولى عمرها عامان والثانية لم تتجاوز 6 شهور!.

قبيل شروق الشمس، استيقظت قرية«شيبة والنكارية» التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، على صراخ وعويل أدخنة كثيفة، ونيران مكبوتة أعقبت صوت انفجار هز شارع داير الناحية.
الأهالى أخذوا يتنادون، ويتجمعون لاقتحام المنزل الذى يحترق بحثاً عن ناجين.
وقام اثنان من شباب القرية هما فارس خطاب وعمرو على عفيفى بكسر باب الطابق الأرضى للمنزل المنكوب، وهو يخص أسرة عثمان عبدالسلام.
كان مصدر الأدخنة التى اعقبت الانفجار هو غرفة داخل الطابق الأرضى.. وحاول«فارس» و«عمرو» اقتحام ستار الدخان الكثيف لانقاذ جارهم «محمد» وأسرته.
فوجدا «محمد» ممدداً على الأرض فى حالة اختناق، والدماء تسيل من رأسه ويده.
فقاما بسحبه الى الخارج لانقاذه وبشجاعة وجرأة نادرة تحدى الشباب النيران عقب انفجار انبوبة بوتاجاز، وقاما بسحب الزوجة فاطمة ابراهيم «28 عاماً» الى الخارج فاكتشفوا انها جثة هامدة.
وعاد الشباب لانقاد باقى الأسرة فوجدا الطفلة «شهد ـ عامين» جثة هامدة هى الأخرى، وشقيقتها الصغرى «ملك ـ 6 شهور» بجوارها وقد فارقت الحياة.
فشل الأهالى فى اخماد النيران وانتظروا وصول رجال الاطفاء والحماية المدنية.
وبالفعل وصلت القوات وتمكنت من اخماد الحريق،وتم نقل الجثث الى مستشفى الأحرار وانقاذ الأب «محمد».

البداية
لكن.. ما سر الانفجار الأول الذى سمعه الأهالى إذا كانت انبوبة البوتاجاز لم تنفجر أصلاً؟!
اللواء عبدالرؤوف الصيرفى مدير المباحث الجنائية فى الشرقية والعقيد عيد لاشين مفتش المباحث اللذان كانا يتابعان الحريق اهتما بقضية الانفجار الأول فقاما بمعاينة غرفة النوم التى شهدت الكارثة.
كان المشهد غريباً.. فاسطوانة البوتاجاز المشتعلة كانت فى مواجهة جهاز التليفزيون المحترق ولم تكن كما هو معتاد فى المطبخ.
دقائق وبدأ الأب يفيق، وأخذ يهذى بكلمات بدأها بآيات قرآنية وأنهاها أمام الرائد احمد نصار رئيس المباحث باعترافه بارتكاب المذبحة ونفذ امراً إلهياً أتاه اثناء نومه بقتل زوجته وطفلتيه. وأن ما قام به لا يعلم ثوابه الا الله وحده.
ثم عاد ليقول ان زوجته كانت تخونه وانه كان يرى الأبواب والشبابيك تفتح وتغلق ليهرب منها العشيق.

الجريمة
كلام الأب واعترافه بالقتل ومسرح الجريمة قلبا قضية الحريق رأساً على عقب..
فلم يعد المحضر رقم «422» لسنة 2012 ادارى الزقازيق محضراً عادياً.
بدأ رجال البحث عملهم ومعهم رجال المعمل الجنائى.. وتوالت المعلومات والتفاصيل.
الأب كان يعمل سباكاً ابتسم له الحظ قبل سنوات فسافر الى ليبيا واصبحت الدينارات مصدر سعادته، فتزوج قبل «4 سنوات»، ونصف تقريباً.
ومن هذه الفترة كان نصيب السفر الى ليبيا عامين.. ثم عاد ليستقر مع زوجته ويعمل فى مجال السباكة،لأن ليبيا ليست كمصر والسوق هناك مختلف

عن السوق هنا فقد بدأت المشاكل تدب فى البيت.
الزوج كسول ومهمل فى عمله ولا يوجد مصدر دخل ثابت له وفى المقابل زوجته «فاطمة» حاصلة على مؤهل متوسط وتحتاج الى نفقات.. كما رزقهما الله بمولودة قررا أن يكون اسمها «شهد»..
بكفاح وصبر قررت الزوجة أن تتاجر فى الخضراوات لاطعام طفلتها الصغيرة ومعاونة الزوج.
وكان الرزق القليل يهون عليها عناء الحياة التى تعيشها. وقبل نحو«6شهور» رزقهما الله لتزداد الضغوط والنفقات.
كانت المشاجرات بين «محمد» وزوجته «فاطمة» معتادة علىأسماع الجيران ومرت الشهور الأخيرة كئيبة على الأسرة الى أن استيقظت الزوجة على صراخ لتكتشف ان والدها قد توفى.. فذهبت مسرعة الى منزل الاسرة تتلقى العزاء فيه.
لم تكن «فاطمة» وهى تشيع  والدها الى مثواه الأخير تعرف ان القدر سيجعلها تلحق بأبيها فى رحلة أبدية الى المقابر، بعده بثلاثة أيام فقط.
قررت الزوجة ان تجلس فى منزل أسرتها ومعها «ملك» و«شهد» لتلقى العزاء.
فباتت الليلة الأولى والليلة الثانية ثم جاء الزوج ليصطحبها الى عش الزوجية أو مسرح الجريمة.
نامت الزوجة وطفلتاها النوم الأخير.. فما ان غفت عيونهن حتى استل الزوجة سكيناً وقام بذبحهن ولاخفاء جريمته اشعل النار.

الشهود
حاول المتهم ـ ولايزال ـ ايهام رجال البحث والنيابة انه مختل عقلياً فأخذ يتمتم بآيات قرآنية غير مكتملة.. ويصيح الله أكبر.. الله أكبر». ويؤكد انه تلقى أمراً إلهياً بالقتل.
ثم يتهم زوجته بالخيانة..وهو الاتهام الدى نفاه جيران الاسرة مؤكدين ان الزوج يعانى من الادمان ومشاكله وان الزوجة تتاجر بشرف لاطعام أطفالها.
وبعد التحقيقات التى باشرها إسلام حسين رئيس نيابة الزقازيق باشراف المستشار احمد دعبس المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية قرر حبس المتهم «4»أيام وجددها «15» يوماً على ذمة التحقيق. وانتداب الطب الشرعى لتشريح جثث الضحايا الثلاث.
وهنا خرج الأهالى نادمين على انقاهم الزوج المتهم قائلين: ليتنا تركناه يحترق فى النار.