عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحزن‮ ‬يخيم علي قرية‮ أتريس‮ ‬بعد مقتل زوجين علي‮ ‬يد مختل

مازالت جريمة مقتل زوجين علي يد مختل مزعوم تلقي بظلالها علي قرية »أتريس« بمركز امبابة، الحزن يخيم علي الجميع، لم يعد للعيد فرحة، الكل يلعن المرضي النفسي الذي يتستر وراءه المجرمون، ويفلتون به من العقاب، المتهم كان طبيعيًا أصابته لوثة مفاجئة فطعن ابن عمه ثم قتل رجلاً وزوجته وانقذ القدر آخرين من يديه، جريمة بشعة بكل المقاييس وتفاصيل مثيرة قررنا أن نحقق فيها، بعد قرار محمود حلمي مدير نيابة حوادث شمال الجيزة ومحمد علما وكيل أول النيابة بإيداع المتهم مستشفي الأمراض العقلية لتحديد مدي سلامة قواه.

 

انتقلت »الوفد« إلي مكان الواقعة بقرية »أتريس« التابعة لمركز امبابة، الهدوء يخيم علي القرية، لدرجة أنني تصورت أن أهلها هجروها، علي الرغم من أن هذه الزيارة كانت يوم وقفة عيد الأضحي المبارك إلا أن الأهالي لم يحتفلوا بهذه المناسبة من شدة الحزن والفزع الذي مازال يلقي بظلاله علي البلدة منذ وقوع الحادث، فجميع الأبواب مغلقة علي أصحابها كغير عادة بيوت القري التي اعتادت فتح أبوابها طوال اليوم في أمان دون خوف أو توتر.

وصلنا إلي مسكن الزوجين المجني عليهما متولي سند محمد »62 سنة« وزوجته سعدية جابر »50 سنة«، والتقينا مع أبنائهما الثلاثة وأحد أقاربهما أكد »أحمد« عامل مسجد نجل الضحيتين أن والده ووالدته يقيمان في المنزل مع شقيقه الصغير وزوجته وهو يقيم بمنزل مجاور لهم.

وأضاف أن المتهم فوزي محمد خليفة »مراقب صحي« يقيم في المنزل المقابل لهما بنفس الشارع معهم وأنه يتعامل بصورة طبيعية مع الأهالي ولم تظهر عليه أية علامة تشير إلي أنه مختل عقليًا. وأضاف أنه يوم الحادث استيقظ من نومه علي صوت صراخ فأسرع بالخروج من منزله وفوجئ بوالديه ملقيين علي الأرض غارقين في دمائهما والمتهم يقف بجوارهما وبيده السكين ويسب أمه قائلاً لولا صراخ هذه السيدة لكان طلع النهار وأنا مخلص علي جميع من بالمكان وعندما اقترب منهما محاولاً إنقاذهما هدده المتهم بعدم الاقتراب منهما وإلا سوف يقوم بطعن المجني عليهما للمرة الثانية، فخشي الابن علي والده وأسرع إلي منزل شقيق المتهم وأمه ليحضرا ربما يقنعان المتهم بالانصراف فما كان منها إلا أن قالت له من خلف باب المنزل اذهب إلي الشرطة للابلاغ عنه، لا شأن لنا بهذا الفعل، وعندما حاول الاتصال بشقيقه »عيد« الذي يقيم مع أم المتهم علي الهاتف المحمول أغلق شقيقه الهاتف لعدم الاتصال به.

واستكمل »سند« الابن الأصغر للضحيتين الحديث قائلاً: إنه سوف يتقدم السبت المقبل ببلاغ يتهم فيه أشقاءه الأربعة بالتسبب في وفاة والديه لأنهم المسئولون عنه وعن ارتكابه لأي فعل إذا ثبت أنه مريض نفسي. وأشار إلي أنه في ليلة الحادث كان في عمله، واتصلت به زوجته في الساعة الرابعة صباحًا، وأخبرته أن المتهم حضر إليهم منذ نصف ساعة وطلب منهم فتح باب المنزل، فقامت بالنداء علي والده وأخبرته أن المتهم يطرق الباب وعندما أجابه المجني عليه ماذا أتي بك في هذه الساعة المتأخرة فأجابه بأن ماشيته سرقت فأسرع الحاج متولي بالخروج وفوجئ بالمتهم يحمل سكينًا ويسدد له عدة طعنات وعقب ذلك خرجت المجني عليها لاستطلاع الأمر وفوجئت بزوجها ملقي علي الأرض غارقًا بدمائه فاقتربت منه وضمته علي صدرها وقالت له مالك يا حاج وقبل استكمال سؤالها فاجأها المتهم بتسديد عدة طعنات لها أيضًا وعندما خرجت زوجة ابنهما وهي تحمل صغيرها علي يديها علي صوت صراخ حماتها فوجئت بالمتهم يحمل السكين ويتوجه إليها لقتلها ولكنها تمكنت من الهروب منه وأسرعت داخل غرفتها وأغلقت الباب علي نفسها حتي تجمع أهالي القرية.

وأكد »عصام« الابن الاكبر للضحيتين أن المتهم في كامل قواه العقلية ولا يعاني من الاضطراب النفسي والدليل علي ذلك أنه يقوم بأداء الصلاة في الجامع وعندما يستمع إلي الخطبة ويخطئ الخطيب يصحح هو الخطأ ودائمًا يتناقش معهم في السياسة وكان

دائمًا يجلس معهم ويتقرب منهم ولا تظهر عليه أية علامات تشير إلي أنه غير طبيعي.

وأضاف ان المتهم لديه ثلاثة أشقاء يقيمون بالقاهرة بالاضافة لشقيقه الذي يقيم معه بنفس القرية، وأشار إلي أن المتهم لم يتزوج ويقيم مع والدته واعتاد أشقاؤه زيارته كل خميس ولكنهم اعتذروا عن عدم الحضور يوم الخميس الماضي فاتصل بهم وطلب منهم الحضور بأي شكل لكنهم رفضوا فقال لهم أنا سوف أجبركم علي الحضور.

وأكد سيد محمد علي الأخرس أحد أقارب المجني عليه ان المتهم كان يسن سكينا علي مدار الثلاثة أيام الماضية وعندما سألته أمه لماذا تسنها أجابها: »سوف تعرفين ماذا سأفعل بها، وأضاف انه في يوم الواقعة وبعد صلاة المغرب كان يجلس بصحبة عم متولي »المتوفي« والمصاب »فضل منصور خليفة« عامل« ابن عم المتهم الذي نجا من الموت وحضر المتهم وطلب من المجني عليه الأول أن يسامحه علي أي شيء يفعله معه وفوجئ بعد منتصف الليل بشقيقه يطرق عليه الشباك اثناء نومه ويخبره بأن اللصوص سرقوا الحاج متولي وأصابوا زوجته فأسرع إلي المكان وفوجئ بزوجة عمه ملقاة علي الأرض وبجوارها بعض نساء القرية يحاولن اسعافها فأخذها في سيارته وقبل ان يغادر المكان بالسيارة أخبرته زوجة ابنهم بأن عمه أيضا مصاب فأسرع بالنزول من السيارة لإنقاذه وفوجئ بالمتهم أمامه وبيده السكين ويحاول طعنه هو الآخر فأسرع بجلب عصا و حاول ضربه بها فدخل مسكنه وأغلق علي نفسه الباب، واضاف انه توجه الي نقطة وردان لتقديم بلاغ عن الحادث ولكنه لم يجد بها سوي الخفير، فأسرع بالتوجه الي مستشفي المركزي بوردان بعد فشلهم في الاتصال بالنجدة، ولكنه لم يجد شخصا واحدا بالمستشفي ووجد الباب الخارجي مغلقا وأخذ ينادي علي أي شخص لانقاذ زوجة عمه ولكن دون جدوي فلم يكن داخل المستشفي سوي الكلاب والقطط واتصل به الاهالي، وأخبره بأنهم تمكنوا من الوصول لاحدي سيارات الاسعاف وتم نقل المجني عليهما. وأكد أحد الجيران ان اشقاءه كانوا سبباً في ارتكاب هذه الجريمة لأن المتهم عندما بدأ بارتكاب الجريمة الاولي بطعن ابن عمه »فضل« اتصلوا بأشقائه وأخبروهم بما حدث ولكن دون جدوي لم يتحرك لهم ساكن وقام شقيقه المقيم معه بنفس القرية بالتوجه الي أمه واصطحبها الي مسكنه وترك المتهم حتي ارتكب جريمته الثانية ولولا استيقاظ الأهالي علي الصراخ ومعرفتهم بما حدث لكان أنهي حياة العديد من أهالي القرية.

سألت »الوفد« عن أهل المتهم لإجراء لقاء معهم، وعلمنا أنهم تركوا منازلهم منذ وقوع الجريمة وتوجهوا للاقامة عند أشقاء المتهم المقيمين بالقاهرة.