عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحلى حاجة فى الوفد ..

التفاصيل كلها نقلتها الصحف وشاشات التليفزيون.. مظاهرة حاشدة تتردد فيها الهتافات .. شباب يهاجم وشباب يتصدى.. قوات أمن تتراجع ثم تتقدم.. طلقات رصاص وخرطوش وشماريخ ومصابون وصامدون لا يتراجعون...شاب يصرخ بأعلى الصوت: اثبت مكانك........

شاب أخر يصرخ فى وجهى : ابعدى من هنا وسط رائحة قنابل الغاز المسيلة للدموع الخانقة وهو يكافح لالتقاط انفاسه اللاهثة من الانفعال والغاز.. ورغم اننى عشت هذا المشهد بكل تفاصيله فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء فإن حدوثه فى مقر الوفد له طعم مختلف.. لن أحكى لكم ما تعرفونه بالفعل ولكن سأحكى لكم ما لم ترونه على الشاشات ولم يكتبه الزملاء الصحفيون فى الصحف..
المشهد الجبار خلال الساعة التالية للهجوم الغادر على مقر حزب الوفد وصحيفته يؤكد أنه مهما كان جبروت القوة ومهما بلغت درجة الخسة والنذالة، ومهما كانت الخسائر فإن الأفكار لايمكن قتلها والمبادئ اقوى من كل شيء.. نقطة الضياء الصغيرة رغم ضعفها تشق ستائر الظلام لتشع نورا وبهجة لايمكن كبتها..
هذا هو ملخص الحال فى الوفد عقب الهجوم مباشرة.. كل الزملاء الموجودين فى الجريدة تبادلوا نفس السؤال عشرات المرات بينهم وبين بعضهم : انت كويس؟ الاجابة واحدة: الحمد لله. منهم من تذكر بصوت عال احداثا دامية مشابهة تعرض لها الوفد منذ 6 سنوات.. ومنهم من قال: يا ما دقت على الراس طبول ومنهم من أخذ يتحرك بحذر وسط الزجاج المكسور الذى يملأ ارض الجريدة ليطمئن على سلامة الاجهزة والتجهيزات الفنية عصب الحياة للجريدة. الوجوه شاحبة فنحن مواطنون عزل مسلحون بالأقلام والكاميرات فقط وبعض الأوراق التى نستخدمها فى حربنا المقدسة المستمرة منذ سنوات على الديكتاتورية والفساد وقمع الحريات وجحافل الظلام.. وبدون مقدمات وبعد ان استوعب أبناء كتيبة الوفد – حزبا وصحيفة – تفاصيل الحدث , امتلأ المكان بحركة كبيرة. شباب الحزب يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد».. فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب الذى لم يتقهقر أمام الإرهابيين وهم يقتحمون المكان يتحرك جيئة وذهابا يصدر تعليماته بسرعة اغلاق البوابة التى كسرها صبيان أبو اسماعيل فى بداية الهجوم الغادر... يطمئن على سلامة الجميع والغضب الحارق يخرج من كل ملامح وجهه.. محمد ارنب يقف على البوابة يهتف من قلبه هو ورضا سلامة وعشرات الشباب ضد النظام الذى يقتل المصريين ويروعهم داخل مساكنهم واماكن عملهم تحت لواء الدين.. مصطفى شفيق و مصطفى عبد الرازق وناصر فياض يمسكون بالتليفونات يردون على زملائنا من الصحف الأخرى والفضائيات التى وصلتها اخبار الهجمة البربرية على الوفد.. طارق الحلبى ومحمد جميل يسجلان بالكاميرات ادق تفاصيل نتائج غزوة صبيان ابو اسماعيل.. صلاح صابر وعصام أبو الحسن وعبد الغنى وأحمد أبو بكر وبدوى ذهبوا الى حجرة التنفيذ استعدادا لاستئناف العمل كالمعتاد وكأن شيئا لم يحدث.. الزملاء بدأوا

يصلون الجريدة واحدا تلو الاخر والتليفونات لا تتوقف عن الرنين سواء من زملائنا داخل او خارج مصر للاطمئنان إلي أن الجميع بخير.. قوات الامن تتوافد اخيرا لتشدد الحصار الامنى على المقر وقيادات الوفد تصل الى الحزب ويجرى العمل على قدم وساق للاعداد لمؤتمر صحفى تم تنظيمه على عجل لاطلاع اجهزة الاعلام على ما جرى..
فى الجريدة ورغم احاسيس المرارة والقلق جلس البعض يكتب تفاصيل اخبار الغزوة البربرية ويسجل ردود افعال زائرينا المتضامنين معنا الذين جاءوا بسرعه للوقوف الى جوارنا.. الاعزاء اسامة داوود وجمال عبد الرحيم وأيمن عبد المجيد وشباب الثورة هشام العربى ومحمد منير واحمد الخولى وهشام عادل واحمد عبد الرحيم ...مجاهد يرسم صفحات الطبعة الثانية التى ستسجل للتاريخ تفاصيل هذه الليلة العجيبة.. وجدى زين الدين وهو يراجع مواد الطبعة الثانية يجد ابنه الصغير محمد يدخل غرفته صارخا: بابا انت كويس؟ مجدى سرحان يضع العناوين النارية التى صدرت فى الصباح التالى لتشهد مصر على ما جرى لنا.. محمد شردى يكتم اوجاعه وهو يتابع العمل فى الجريدة والحزب ولسان حاله يشير الى ان صورة والده الراحل العظيم مصطفى شردى ماثلة امام عينيه ويتبادل معه حوارا خافتا حول مصر واللى جرى لها. يسرى شبانة وسامى أبو العز يستأنفان قيادة العمل فى البوابة لبث الأخبار السريعة وهشام الهلوتى وسامى الطراوى وحماده بكر وأحمد ابو حجر وصلاح شرابى واحمد السكرى ما بين كتابة الاخبار ومساعدة زملائنا الصحفيين فى تسجيل الاحداث بالصوت والصورة والكلمات..
تفاصيل كثيرة تملأ المشهد خلال الساعات القليلة التالية للجريمة ولكن ملخصها يقول إن احلى حاجة فى الوفد هى الناس.. احلى حاجة فى الوفد ارادة الحياة التى لا يمكن قمعها او قتلها ..
زملائى الاعزاء .. جعل الله يومكم ياسمينا..
ان هذا العصر «الاخوانى» وهم .. سوف ينهار لو ملكنا اليقينا

مدير تحرير جريدة الوفد