رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى مسالة الحيرة بين المقاطعة والتصويت ب " لا " على دستور العار

السؤال الذى ظل يخيرنى طوال الايام الماضية.. ماذا افعل يوم السبت القادم؟ هل اذهب للتصويت على استفتاء العار ب " لا " ام اختار المقاطعة؟ ومنذ اللحظة الاولى كنت اكثر ميلا لفكرة المقاطعة ولكن مع الكثير من الحجج التى تبدو منطقية اضطررت لاعادة التفكير فى مسالة المقاطعة وبحث فكرة الذهاب للتصويت.. باختصار فكرت وحسبتها كالاتى:

اذا ذهبت للتصويت ب " لا " قهذا صوت اضافى يخصم من رصيد الاصوات المؤيدة لدستور العار واذا اخذنا فى الاعتبار تصاعد موجة الرفض الشعبى لدستور العار فصوتى المعارض يصبح ضرورة. واذا نجحت المعارضة فى حشد انصارها للتصويت ب " لا " وتحقق الحلم وسقط دستور الاخوان ماذا سيحدث بعدها؟ الاجابة سهلة وواضحة فى الاعلان " الكستورى " الثانى الذى اصدره المورسى منذ عدة ايام وهى دعوة الشعب لانتخاب جمعية تاسيسية جديدة تضع مشروع دستور جديد.. اذا مرة اخرى سيتم سحب مصر كلها للملعب المفضل لاخوان الشياطين واتباعهم من تجار الدين ليلعبوا لعبتهم المفضلة ايضا مستخدمين كل الشعارات الدينية لاقناع الناخبين بانتخاب رجالهم فى الجمعية التاسيسية الجديدة ويخرج لنا مرة اخرى دستور مشوه وغير ديموقراطى وغير متسق مع طبيعة مصر التى نعرفها . واذا اخذنا فى الاعتبار نسبة الامية التى تتجاوز 60 % بين المصريين ونسبة الامية المقنعة بين حاملى الشهادات الدراسية سنتاكد من حجم الكارثة القادمة التى يجرها الينا اخوان الشياطين جرا..
وحتى لا يقول احد ان الشعب المصرى شعب فاهم وواعى ويعرف يختار احب اقوله فاكر لما الشعب نزل فى مارس 2011 من اجل الاستفتاء على تعديل دستور 71 بتاع التسع مواد كانت ايه النتيجة؟ النتيجة ان الشعب قال نعم علشان الدعاية التجارية بالدين والتصويت بنعم علشان دخول الجنة!!! واذا كان من حق جميع المصريين سواء متعلمين او اميين التصويت فى انتخابات مجلس الشعب او الشورى او حتى رئاسة الجمهورية فهذا شئ مقبول على اعتبار ان عضو مجلس الشعب او الشورى او حتى الرئيس ايا كانت الكوارث التى ستنتج عنه تظل محصورة فى نطاق قوانين او قرارات سيئة يمكن الطعن عليها والغائها.. اما مسالة انتخاب اعضاء التاسيسية بهذه الطريقة فكيف يمكن حصار هذه الكوارث اذا لم يكن لدينا ألية واضحة للطعن على الدستور ذاته؟؟  تخيل مثلا وجود شخص امثال حازم ابو اسماعيل فى التاسيسية او عبد الله بدر او صفوت حجازى!!!!!!!! اليس ذلك ممكنا؟ الن يقال ان هذا هو اختيار الشعب وهذه هى ديموقراطية الصناديق؟ الاكثر من ذلك تخيل وجود اعضاء منتخبين من رجال المخلوع او من رجال الاحزاب الكرتونية ؟؟؟ هل تتخيل شكل الدستور الجديد الذى سيخرج من بين ايديهم؟؟ بكل المقاييس كارثة اكبر من كارثة دستور العار..
ايضا فى مسالة الذهاب للتصويت ب " لا " .. الن يعد الذهاب للاستفتاء والمشاركة اعتراف بشرعية هذا النظام الذى تاكد سقوط شرعيته مع استشهاد جيكا واسلام والحسينى وكل الشهداء الاخرين من المصريين الذين سالت دمائهم على يد المورسى ورجاله ونظامه؟ اليست المشاركة اعتراف بشرعية القرارات " الكستورية " المتلاحقة التى يصدرها المورسى؟ اليست المشاركة خذلان جديد من جيلنا لجيل الثورة الحقيقى وشبابه وبناته "المتمرمطين" فى الشوارع بحثا عن حقهم فى حياة حرة وكريمة؟ هذا

الجيل الذى شاف المربوط بيضرب فثار وخرج علشان يجيب حقه ويمنع ضرب السايب. هذا الجيل الذى لا يعرف ان يمشى جوه الحيطة وقهر القهر وقتل الخوف سنخذله للمرة الثالثة على التوالى ونتركه كالعادة يدفع الثمن من حياته ودمه؟ هل الشهداء ماتوا علشان نروح الاستفتاء على دستور وضعته جمعية تاسيسية باطلة وكل ما بنى على باطل فهو باطل؟ لقد خذلنا شباب وبنات الثورة عندما وافقنا على ان يتولى المجلس العسكرى الحكم بسياسة الامر الواقع بعد رحيل المخلوع ولم نتصد لهذا المخطط الخبيث الذى ادخل مصر فى دوامات ودفع الثمن الشباب والبنات فى مذابح محمد محمود ومجلس الوزراء.. لقد خذلناهم وتركناهم يتصدون لكوارث العسكر الذين لم يرحلوا الا بعد ان عقدوا الصفقة مع اخوان الشياطين ليظلوا بعيدا عن المحاكمة عما اقترفوه من جرائم.. هل نسيتم الشباب الذى تم اعتقاله فى السجون الحربية والمحاكمات العسكرية؟ هل نسيتم مشهد الشهداء وسط اكوام القمامة؟ هل نسيتم ست البنات التى عروها العسكر وعروا مصر معاها؟ هل نسيتم كشوف العذرية؟
لقد خذلنا شباب وبنات الثورة عندما وافقنا على انتخاب الرئيس بدون دستور.. خذلناهم عندما عصرنا اطنان من الليمون ونحن ننتخب المورسى..فهل نخذلهم من جديد ونذهب للاستفتاء حتى لو كنا سنصوت ب " لا "؟؟
اعرف ان كلماتى هذه يمكن ان تذهب فى الهواء فالبعض سيعتبرها سذاجة او رومانسية زيادة ولكن المسالة بالنسبة لى واضحة.. لن العب سياسة بقواعد اخوان الشياطين ولن اقبل ما يسعون اليه من وضعنا دائما بين خياري السئ والاسؤا منه وهم يعتقدون ان لا ثالث لهذين الخيارين.. يوجد خيار ثالث يا سادة وهو الثورة التى لم تحقق اهدافها حتى هذه اللحظة.. الاختيار واضح بين  1- سياسة بقواعد غير عادلة مثل لعب مباراة كرة قدم على ملعب كرة السلة وبشروط وقواعد كرة السلة والقبول بالنتيجة المحتومة وهى الخسارة او 2 – الثورة على النظام حتى سقوطه التام.
انا ساقاطع مهزلة الاستفتاء وضميرى مرتاح لانى على الاقل لم انسى دم اجمل وانبل شباب وبنات مصر من الشهداء ولن اخذل شباب وبنات الثورة الحقيقيين.. الثورة مستمرة والمجد للشهداء والعزة والحرية لمصر.