عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جيش مصر الرائع.. بجد

في البدء كانت الكلمة.. منها بدأت الحياة ومنها تنمو.. كلمات بسيطة علي ورقة صغيرة جعلت الحياة تتدفق وسط الصحراء.. هذا هو باختصار الوضع الحالي في موقع مزار عيون موسي العسكري الذي يمجد لحظة فارقة في حياة مصر حدثت خلال حرب اكتوبر المجيدة..

ففي يوم 9 اكتوبر 1973 نجحت القوات المصرية في استرداد النقطة الحصينة بمنطقة عيون موسي التي احتلتها القوات الاسرائيلية وانشئ فيها واحد من اقوي المواقع في خط بارليف لتتمكن من خلال هذا الموقع الاستراتيجي أن تذيق مدينة السويس الباسلة الأمرين طوال سنين احتلال سيناء من خلال 6 مدافع عملاقة موجودة داخل الموقع.. في هذا اليوم الجميل حاصرت القوات المصرية النقطة الحصينة واستولت عليها بعد ان هرب الجنود الصهاينة وتركوا كافة اسلحتهم وعتادهم.. مثل الفئران هربوا من وجه جنود مصر الذين اكتشفوا فور دخولهم الموقع وجود 6 دشم عملاقة تضم مدافع الموت والدمار مجهزة للإقامة والحياة بناها الاسري المصريون في حرب 1967. وارتفع العلم المصري خفاقا فوق اعلي نقطة في الموقع يرفرف عاليا في السماء من يومها وحتي يومنا هذا وإلي أبد الابدين إن شاء الرحمن.
ومنذ ايام قليلة اكتشفت بمحض الصدفة ان الجيش المصري العظيم قام بتحويل الموقع العسكري الي مزار سياحي رائع يمجد هذه اللحظة التاريخية ويحيي ذكري بسالة المصريين في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلية.. واكتشفت بالصدفة ايضا ان المزار السياحي الرائع موجود علي طريق رأس سدر الذي مررت عليه عشرات المرات – مثلي مثل ملايين المصريين الذين يعشقون السفر الي منطقة خليج السويس لقضاء ايام قليلة او ساعات بعيدا عن زحام وضوضاء القاهرة - ولم أعرف بوجود المزار إلا من خلال قصاصة ورق صغيرة عليها كلمات بسيطة تحمل دعوة كريمة للزيارة يتم توزيعها علي السيارات المارة علي نقطة التفتيش السابقة للموقع.. وفعلا توجهت إلي الموقع لاول مرة ووجدت أسراً كاملة ومجموعات تقوم بجولة في المكان بصحبة الجنود الذين يروون بكل فخر واعتزاز قصة المكان. شباب في عمر الورد من المجندين البسطاء يتكلمون بحماس ويشرحون كل تفصيلات المكان.. هنا مكتب القائد الإسرائيلي الذي هرب رغم كميات الاسلحة الهائلة المخزنة في الموقع.. وهنا الدشم والمدافع العملاقة التي اطلق عليها المصريون اسم ابو جاموس. 6 مدافع عملاقة صناعة فرنسية كانت قادرة علي إطلاق قذائف الموت في عملية

لا تستغرق اكثر من نصف دقيقة ما بين خروج المدفع من قلب الدشمة والاطلاق والعودة الي الداخل.. آباء وأمهات واطفال يشاهدون التحصينات الهائلة والمدافع التي تم تدميرها بالكامل باستثناء مدفع واحد ليظل شاهدا علي صمود المصريين وتضحياتهم الهائلة لاسترداد الارض والكرامة.الجميل بل الرائع في الزيارة أن حماسة الجنود الذين يتولون الشرح تنتقل الي الزائر علي الفور والإحساس بالفخر يطير بك الي السماء بجوار علم مصر..وطول طريق الجولة من بدايتها وحتي نهايتها تجد الأعلام المصرية الصغيرة المزروعة تحيط بك وتملأ قلبك اطمئنانا علي مصير المحروسة ومستقبلها.
ووجدت ان العقيدة العسكرية المصرية لم تتغير في إدراكها هوية العدو الحقيقي لمصر.. والمؤكد ايضا ان القيادة عندما تكون واعية ومدركة وقادرة علي الابتكار حتي لو لم تتوفر الإمكانات المادية فإنها تصنع المعجزات ببساطة.. ولم أستطع الا أن اسأل عن قائد الموقع – المزار - الذي نجح في احياء المكان بكلمات بسيطة علي ورقة صغيرة تدعو المصريين للتعرف علي تاريخ لحظة مصرية مجيدة.. ووجدته شابا مصريا جميلا مثل كل شباب مصر المخلصين الطيبين .. روحه مليئة بالحماس والفخر ببلده وعقله يتمتع بمواهب القائد الناجح جدا.. تركيبة رائعة لجندي من جنود مصر البواسل يعمل في صمت وبدون انتظار شكر  او مقابل.. وتركت الموقع وأنا أكاد أبكي فرحا لأنني شعرت بالاطمئنان علي مستقبل اولادي في الوطن طالما يوجد شباب مثل الرائد محمد فؤاد الذي لا يعرف سوي العطاء في صمت.. شكرا لجيش مصر العظيم الممتلئ بمئات الآلاف من نوعية الرائع الرائد محمد فؤاد.