عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جمعية الرفق بالفقراء!

قامت الدنيا ولم تقعد بعد جريمة قتل كلب شارع شبرا بوحشية، ونظمت جمعية الرفق بالحيوان وقفة تضامناً مع الكلب المقتول، ومع تأكيدنا أن ما حدث يتنافى تماما مع الانسانية والرحمة ومخالف لكل الأديان، علينا أن نتوقف عند ما ارتكبه الكلب حيث قام بالتهام منطقة حساسة من جسد أحد شباب الشارع الذي ارتكبت فيه جريمة قتل الكلب.

بداية اؤمن بأن الرفق بالحيوان مهم جداً باعتباره مخلوقا لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولكني في هذا الموقف أراه أحدث ضجة أكبر من اللازم من قبل جمعيات الرفق بالحيوان التي وقفت بجانب الكلب المسعور!
وأتساءل: أين كانوا عندما ذبح 21 شابا مصريا في ليبيا، وما الذي دفعهم للسفر والموت سوى «لقمة العيش» وأين هم من الارهاب الذي يهدد حياتنا كل دقيقة، ولماذا لا يثورون ضد الجوع والفقر كما ثاروا من أجل الكلب؟!
رغيف الخبز واسطوانات البوتاجاز التي وصلت الى 80 جنيها، وتردي أحوال المستشفيات الحكومية التي يموت فيها المرضى لأنهم فقراء، والمدارس التي أصبح موت

التلاميذ فيها خبراً عادياً، كل هذه الأشياء تحتاج لوقفة بل عشرات الوقفات.
لماذا لا نجد جمعيات للرفق بالفقراء أسوة بجمعيات الرفق بالحيوان؟ ويكون همها دعم الفقراء وعمل مشاريع صغيرة ومشاغل للفتيات لتوفير لقمة عيش شريفة، حتى لانجد يوماً في بلادنا سيدة تلقي بطفلها في صندوق القمامة لعجزها عن الانفاق عليه!
وتهتم هذه الجمعيات بحل أزمة أطفال الشوارع ومحاربة الفقر والجهل والتفكك الاسري الذي يجعل الكثيرين يلقون بأنفسهم في احضان الموت.
الوقفة اذا كانت واجبة من اجل الكلب، فهى مهمة ومصيرية من أجل الانسان الذي يموت ألف مرة وبمنتهي الوحشية أيضاً بسبب الفقر والجهل والمرض والجوع، ويحتاج لمئات الجمعيات التي ترفع شعار «الرفق بالفقراء»!