رد الجميل

أتابع ردود الفعل الغاضبة على مشاركة  وفد من المحامين الكويتيين  ضمن جبهة الدفاع عن  مبارك «المخلوع» واحسب ان الغاضبين عليهم مراجعة موقفهم والاسباب التى دعتهم الى هذا الرفض  وجنوح بعضهم الى حد بلغ مطالبة دولة الكويت

ان توضح موقفها من هذه المشاركة باعتبار ان ذلك يكشف عن موقفها من الثورة المصرية، البعض اعتبر المشاركة الكويتية ماهى الا موقف سياسى وليس قانونياً ويعبر عن «فوبيا الثورة « التى اصابت الانظمة العربية بعد ما كان فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، ويخشى ان تضرب رياحها المزيد من الدول العربية ولاسيما فى الخليج، وهذا الرأى  صائب الى حد ما غير ان ماأثار ضيقنا  هو تصريحات المحامين الكويتيين انفسهم الذين وصفوا المخلوع بأنه الرئيس الشرعى لمصر وانهم يدافعون عنه ردا للجميل بعد موقفه معهم فى حرب تحرير الكويت من الغزو العراقى ، وفى تصريحات المحامين اخطاء فادحة  «وقلة ذوق»  واضحة  أولها انهم استهانوا بارادة المصريين وتضحياتهم ودماء الشهداءالتى سالت  حتى تم خلع مبارك من موقعه وهذا فى حد ذاته تدخل سخيف فى الشأن المصرى والارادة الشعبية صاحبة القرار، اما ثانى الاخطاء فهو انهم يتحدثون عن رد الجميل لمبارك على دعمه عملية  تحرير الكويت ويتجاهلون ربما عمدا ان مبارك لم يحارب ولم يصب ولم يمت له قريب اونسيب فى موقعة تحرير الكويت  وان من حارب هم جنود مصر ابناء الشعب

المصرى الذى هو  الاولى برد الجميل واخذ تضحياته من اجل «الاخوة الكوايتة»  فى الاعتبار، واعود الى اسباب رفضى غضبة الغاضبين من هؤلاء المحامين  حيث ارى ان الرهان على  الشعوب  وليس على الحكام واعرف ان الشعب الكويتى فيه من المؤيدين للثورة المصرية عدد يفوق المتخوفين منها كما اننا لا يجب ان نأخذ الكل بذنب يرتكبه الجزء  وسوف  يكتشف  هؤلاء المحامون  انهم يفقدون تعاطف  ومحبة الملايين من المصريين  مقابل مكسب متواضع  ولهذا كان تصريح فيصل العنتيبى  من فريق الدفاع الكويتى للصحف بعد جلسة المحاكمة  المشهودة اول امس انهم  يدرسون امر الاستمرار فى المهمة او التراجع عنها ويبدو ان رسالة الغضب المصرية وصلتهم وان عليهم ان يدركوا ان مبارك لم يكن  مصر وان مبارك ذهب ولكن مصر باقية والى الابد واذا كان النظام السابق قد كرس ولمدة 30 عاما تمجيد الحاكم باعتباره الملهم الأوحد فأن التاريخ لن  يتكرر.

hananalwafd@ hotmail.com