عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عصير القصب والمياه

الصعيد يحتفل ببدء موسم كسر قصب السكر.. خبر صغير منشور فى أغلب الصحف منذ أيام يعلن عن بدء موسم من أهم مواسم العمل والإنتاج فى صعيد مصر يؤكد متن الخبر حالة السعادة فى الجنوب بهذا الموسم الذى ينتظره الصعايدة كل عام. فى إحدى الصحف رأى عن ضرورة وقف زراعة القصب نهائياً باعتبارها من أهم أسباب أزمة مصر المائية.

كل فترة يثار جدل كبير حول فكرة التخلى عن الزراعات المستهلكة للمياه بكثرة بدعوى أن الاستغناء عنها هو المنقذ الوحيد للبلاد مما يتهددها من عطش قادم.
أصحاب تلك الافكار يقترحون الاستغناء عن زراعة القصب والأرز باعتبارهما من أكثر المحاصيل الزراعية حاجة للمياه. ويمكن بوقف زراعتهما أن توفر الدولة كميات من المياه اللازمة لعمليات أخرى فى التنمية تحتاج إلى تلك المياه.
ربما كانت تلك الأفكار لها ما يؤيدها من الناحية النظرية ولكن الأمر لا يمكن حسابه بهذه الطريقة الخالية من التدقيق ومعرفة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لزراعة قصب السكر.
قصب السكر محصول زراعى تجارى صناعى يعد شريان حياة للصعيد كله، فهو المحصول الرئيسى هناك وتبلغ المساحة المزروعة بالقصب نحو 275 ألف فدان، وهى مساحة تظهر مدى اعتماد أهل الصعيد على هذا المحصول، كما أنه على هذا المحصول تقوم صناعات عديدة أهمها على الإطلاق السكر والذى يسهم بنحو مليون و260 ألف طن سكر يخفض من فاتورة الاستيراد، كما أن القضاء على زراعة قصب السكر والاعتماد على الاستيراد فقط له مخاطر عديدة فهو يؤدى مع مرور الوقت لوقوع الدولة تحت وطأة ورحمة السوق الخارجى مما قد يرفع فجأة سعر السكر على المستهلك المحلى، وتكون الدولة قد فقدت

ظهيرها من المصانع المحلية.
على جانب آخر هناك صناعات أخرى تقوم على ما يخرج من تصنيع السكر فكل فدان قصب يعطى 4.5 طن سكر و2 طن مولاس و17 طناً عليقة خضراء للماشية و14 طناً من مصاص الباجاس الجاف والذى يستخدم فى صناعة الورق والخشب الحبيبى والخشب متوسط الكثافة وهناك مصانع واستثمارات قائمة على تلك الصناعات تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من 5 مليارات جنيه.
فإذا كان محصول فدان القصب ينتج 4.5 طن سكر فإن متوسط استهلاك الطن من المياه يصل إلى 1777.8 متر مربع من المياه فى حين يستهلك طن القمح 1041 متر مربع وطن الذرة الشامية 1473 متر مربع مياه.
فى حين أن زراعة القصب فى الصعيد فى الأجواء الحارة تجعل جزءاً كبيراً من المياه يفقد بفعل البخر وتصل إلى 25% من كمية المياه المستخدمة. وهذا سوف يحدث مع كل زراعة هناك بسبب ارتفاع درجة الحرارة. ولهذا فإن الحل ليس منع زراعة القصب ووقف مصانع إنتاج السكر ولكن تطوير نظم البحث لزيادة إنتاجية الفدان وطرق رى حديثة تخفض من استهلاك المياه.