تريزا وأنا
لم تكن دموع جارتي تريزا عقب احداث إمبابة تخصها وحدها فقد جرت الدموع في عيني ايضا وربما جرت في عيون الكثيرين من محبي الوطن غير ان ما أفزعني هو رسالة سريعة قامت تريزا بنقلها إلي اخيها المهاجر إلي كندا قالت له ابحث وبسرعة عن فرصة لنا لكي نجاورك في الغربة، الوطن لم يعد يتحمل وجودنا، زوجها كان له رأي اخر، لم يخف حزنه مما جري ومازال يتذكر فزع طفله مينا بين يديه ليلة الهجوم علي الكنائس في إمبابة، ولكنه بادرها بالتهدئة وتساءل اين نذهب هنا بيتنا وحياتنا وفلوسنا وشقي العمر. لم اجد ما اقوله لها، كلمات التهدئة لا طائل منها وحكاية الزوبعة التي تدور في فناجين مصر كل يوم لا تقنع حتي الاطفال. غير ان هاجساً ان نتحول إلي حرب اهلية يقتل بعضنا البعض باسم الدين وانتصاراً لقناعات متطرفة اصبح يراودني فشعرت بالخوف ربما اكثر منها. ادعو الله الا يصل بنا الحال إلي يوم مشئوم كهذا فماذا يحدث لو تحولت الشوارع إلي مصائد منصوبة لابناء الوطن من بعضهم لبعض، لن نعيش يوما في امان لا انا ولا تريزا وسيكون علي كل منا ان يبحث عن ملجأ بديل يعيش فيه فهل هذا ما يريده لنا البعض؟.
لا شك ان هدوء الاوضاع في مصر لا يأتي في مصلحة اعدائها ولنأخذ مثالا لذلك وهو الجانب المتعلق بالطلب المتوقع علي الاستثمار في مصر مستقبلا فهو مرهون
[email protected]