رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة وطن

ترددت أن أكتب للقارئ الكريم السطور القادمة حتي لا أقحمه في أشياء يبدو أنها ستأخذ إطاراً شخصياً لكنها تتعلق بهذه الحرب التي تحدثت عنها الأسبوع الماضي «حرب شوارع» وقد استيقظت علي صوت طرق باب منزلي في السادسة والنصف صباح يوم الخامس والعشرين من مارس ليخبرني الحارس أن سيارتي مهشمة!..

أيقنت فوراً أنها حرب الشوارع التي بدأها هؤلاء الصغار حين شاهدت السيارة مهشمة الزجاج اليسار بجانبي فتحوا الشنطة والتابلوه وتانك البنزين دون سرقة أي شيء يمكن أن تمتد إليه يد سارق!.. أيقنت أني المقصودة حين تلفت حولي حيث يحيط سيارتي خمس سيارات أخري لم يصب إحداها خدش!.. أيقنت أيضاً أن قلمي هو المقصود وكوني شاهد إثبات في إحدي قضايا الخيانة والبلطجة علي إحدي سيارات الجيش المصري وسرقة سلاحه سبب محاولة إرهابي وإخافتي.. إذن هي رسالة!.. نحن تحت منزلك هشمنا سيارتك وما فهمته أن فتح تانك الوقود له دلالة التهديد بإضافة قليل من السكر كي يفجر السيارة بمن فيها الخطوة القادمة كما وجدت رسالة تحمل هذا المعني مؤخراً!.. ربما لم يعلم هؤلاء أنه وسام علي صدري حين هشموا سيارتي مرتين خلال أيام بسيطة لأن من تطاله أيديهم القذرة الملوثة بأموال الخيانة بالأذي فهو مصري صميم ولن تكون سيارتي أفضل من سيارة جيش مصر أو المجمع العلمي الذي شهد حشدهم دون أية أخلاقيات لأطفال الشوارع لتمتد أيديهم دعماً بالمال والمخدر الذي يفقدهم الحس إلا لما يطلبه منهم هؤلاء الخونة!.. كي تتفجر أمامنا مشكلة كبيرة تبين أنها أزمة بكل المقاييس وهي أطفال الشوارع الذين اكتظت بهم الطرق وتحت الكباري وقد وصلت أعدادهم حوالي ثلاثة ملايين!.. هذا فضلاً عن لقاء رتبه القدر مع أحد مسئولي منظمة اليونيسيف سابقاً وقد فجَّر في وجهي قنبلة ملخصها أن المنظمة العالمية تخلق لها جذوراً داخل الوطن حيث دخلت البلاد بأهداف نبيلة لا يمكن أن يلحظ نواياهم إلا منْ يلمس الأزمة التي تعيشها مصر الآن وقد دأبوا علي خلق ولاء الأطفال الذين تطلبت حالاتهم إيواء منذ سبع وثلاثين عاماً داخل مصر حيث قدموا لهم العناية الفائقة ومساندتهم لدي رب العمل في إطار عمالة الأطفال يمنحونه هو الآخر معدات تحتاجها الورشة التي يمتلكها علي أن يحسن معاملتهم!
منحوهم الطعام والشراب والمأوي والملبس وحماية داخل «بلادهم» في العمل كي يكون ولاؤهم فقط للمنظمة بلا انتماء للوطن أو معرفة للدين وأخلاقياته! لذا إذا تحدثت مع بعض أولاد الثورة ستجد أنهم يضعون أمام بند الديانة «لا شيء» أي أنه بلا دين بل ويدعم وجود الشذوذ والشواذ إنها أخلاق بعيدة عنا تماماً إلي جانب أن وطنه هو مصدر الدعم الذي تديره

منظمة المجتمع المدني الراسخة داخل البلاد! وعلي ذلك ولاء هؤلاء لم يعد لمصر والأكثر فجيعة أنهم أصبحوا أسراً وعائلات ترعاهم المنظمات الخارجية تدخل أبناءهم الحقيقيين أو بالتبني في مدارس دولية وترشدهم للتزاوج بين أبنائهم وأبناء مسئولين ورجال أعمال دون أن يعلموا أنهم أبناء بالتبني!.. فضلاً عن انتشارهم للعمل في وزارات مثل الإعلام والخارجية ونقابة العمال!.. توغلوا في المجتمع وإذا مس الأمر مصر والمصريين فإنه يتطلب البحث واتخاذ حلول لإعادة صياغة المجتمع مع تأديب وإصلاح في منتهي القوة وبث أصول الدين ولا أقصد بها اللحية أو النقاب أو الرهبنة بل أخلاقيات وسلوكيات ذات مرجعية دينية! ما دفع تيار أطلق علي نفسه اسم «الأمة المصرية» الذي يقوده فضيلة مفتي الديار المصرية العالم الجليل الدكتور «علي جمعة» ونخبة من الوطنيين بلا أي مأرب إلا صالح الوطن لبحث المشكلة وإقامة مؤتمر دعا فيه فضيلة المفتي كافة الأطراف المعنية للخروج بحلول جذرية لأزمة أطفال الشوارع وأزمات أخري تهدد مصر وهي فرصة أقدم فيها جزيل الشكر لفضيلة المفتي لأنه لم يتوقف عند حد الفتوي ولم ترتعش أيديه بل بدت وطنيته جلية في حرصه علي الديار المصرية.
وهنا أناشد السيد المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والمجلس بأسره رغم الحمل الثقيل الذي حملوه علي كاهلهم، إلا أن الأزمة لم تعد قنبلة موقوتة لأنها انفجرت بالفعل وأبرزت حقل ألغام نعيش فيه دون أن ندري!.. المشكلة تحتاج يد تخشي الله تمتد بحلول جذرية لا شك أنها مكلفة لكنها تتطلب حزماً وحسماً وحصاراً لتفاصيلها ودقة متناهية تصحبها أداء نفس الدور الذي تؤديه منظمات المجتمع المدني ولكن بأيد مصرية وطنية تقود أمة نحو مستقبل آمن ولا شك أنكم قادرون علي إدارة وطن في أزمة!

[email protected].com