عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب شوارع

كانت الساعة الثامنة والنصف حين وصولي مخرج الطريق الدائري المؤدي إلي محور 26 يوليو المتجه نحو منطقة المهندسين، كان الطريق خالياً من الزحام تماماً حتي الوصول إلي هذه النقطة وقبل المحور بمائتي متر تتوقف السيارات لأن المتسولين من بائعي النعناع يقومون بتضييق الطريق لتعطيل حركة المرور كي تعبر سيارة تلو الأخري حتي يتسني لهم الطرق علي سيارات المارة بما يحقق لهم إما الحصول علي نقود أو استفزازهم وإحراق دمهم!..

هذا ما كنت أتصوره بينما الواقع يثير حفيظة من يتأمله قليلاً بعد أن أقص عليكم مشهداً لا تتعدي أحداثه لحظات لكنها كارثة بكل المقاييس حيث تبطئ السيارات بشكل ملحوظ، بينما يتوقف شاب كل عدة أمتار يهشم زجاج السيارة التي يشعر أنها ستجلب له الغنيمة المرجوة و هو ما حدث بالفعل شاب يهشم زجاج سيارتي بزلطة كبيرة الحجم وفي سرعة البرق يسحب حقيبة يدي كي أنخرط في الصراخ المذهول وبكاء لا أصدق معه أن هذا ما آل إليه أمن مصر يدي اليمني تبحث في وجهي الذي ارتطم به الزجاج وتناثر مخترقاً ملابسي بينما يدي اليسري تمسك بعجلة القيادة لتصاب عدة إصابات متفرقة وشعور أن هناك شيئاً غريباً في عيني!!
صراخ متواصل ربما كنت آمله منذ سنوات طوال لأني أبداً لم يصدر عني صوت يوماً ما!!.. شابان يأتيان في سرعة كبيرة تتوقف سيارتاهما الميجان بلون رمادي داكن كما لو كانا يؤديان مهمة شيء منظم اعتادا عليه جاءني أحدهما متسائلاً ماذا حدث؟.. أخبرته أن أحدهم هشم الزجاج وأخذ حقيبتي سألني: هل أخذ المحمول؟.. قلت له لا ليبحث بعينه سريعاً في مقدمة السيارة محاولاً فتح الباب الأيمن قائلاً: افتحي الباب ما تخافيش!!.. ازددت صراخاً لعدم شعوري بالأمان أو القدرة علي الحركة ليأتي زميله قائلاً: اهدئي واتركي المكان فوراً لأنك أفضل ممن خلفك هناك إطلاق رصاص!.. اذهبي بدلاً من ضربك بالرصاص.. اذهبي إلي قسم العجوزة أخبريهم أني مستشار بهيئة قضايا الدولة كي يحرر محضراً لأنه غير ذلك لن يهتم!!.. وكنت قد تلقيت عدة اتصالات علي إثرها جاءتني في لحظات صديقاتي آيتن الموجي والإعلامية معتزة مهابة لحظتها فقط كان بدء الشعور بالأمان ثم الصديق الدكتور سعد الزنط الكاتب وخبير إدارة أخلاقيات الاتصال للبدء في رحلة تحرير محضر مع اهتمام كبير وفقدان أمل في عودة المسروقات عدا الكارنيهات.. وقد عادت بالفعل وشيء مؤلم يستقر في عيني حتي التقيت العالم الدكتور محمد بدوي أستاذ جراحة العيون ليخرج زجاجاً رفيعاً جداً من عيني وبقدرة الله وبراعة الطبيب الأستاذ دون أي تأثير علي القرنية لا شك أنه ستر الله الذي يحيطني ويمنع أي مكروه عني وبعد مرور الحادث تأملت تفاصيله ربما ليس هنالك تفسير غير ذلك مع الحق والمنطق.
أولاً: وزارة الداخلية مع الشرطة العسكرية والقوات المسلحة قامت بضبطيات تهريب سلاح ومخدرات غير مسبوقة أو متوقعة حيث أعلنت ليلتها فقط عن ضبط مائتي مليون حبة ترامادول مخدر كان يتم توزيعه علي أطفال الشوارع بحيث يتم توجيههم إلي تخريب وإحراق وإتلاف ما يمكن إتلافه بينما تم بتر أيد عابثة بأمن البلاد مع استشهاد العديد من رجال الشرطة والجيش معاً للوصول لحالة مطمئنة للمواطنين.
ثانياً: حين وصولي قسم الشرطة كانت هناك حالات متكررة، وبالحديث مع أحد مسئولي وزارة الداخلية تبين أن المشكلة تتكرر بكثافة في نفس مكان الحادث والأصوات المتعالية وإطلاق الرصاص يحدث علي مقربة من نقطة تفتيش المحور وأيضاً نقطة تفتيش الدائري وبهما مجموعة من أمناء الشرطة لم يشعر أحدهم بالحرج لعدم أداء واجبه وغوث مواطنين مروعين كنت إحداهم.
ثالثاً: ما لاحظته أن رسالة ما يتم إرسالها عبر هذه الحوادث إلي المؤسسات العسكرية أن ثوار عمر عفيفي الضابط الهارب خارج البلاد يشيعون حالة رعب بين المواطنين ضمن ممارسات حرب الشوارع والعصابات التي تحدث عنها بعضهم في أحد البرامج التليفزيونية فضلاً عن تعويض ما تم قطعه من تمويل خارجي ما أدي إلي توقف الإنفاق علي مليونيات ميدان التحرير، خاصة أن وجه الشابين اللذين توقفا بجانب سيارتي مألوف وجاري البحث عنهما بعد الإدلاء بأوصافهما بدقة ما يؤكد ذلك حديث دار بين الهارب عمر عفيفي وأحد مريديه يدعي «عصام أحمد» علي الفيس بوك يخبرهم فيه بضرورة دعم المطالب الفئوية والتشجيع عليها ليطمئنه هذا العصام قائلاً بالنص: «تم بحمد الله إطلاق الرصاص علي مفتش ورئيس مباحث القنطرة غرب اللذين تم نقلهما بطائرة عسكرية إلي القاهرة وهما المقدم عماد عبدالفتاح والرائد محمود الشحات الأول في ذراعه والثاني في رأسه وهما من المشاركين في قتل الشهداء»، وأنهي حديثه قائلاً: «الله الوطن الشهداء القصاص»!
كي أندفع بدوري أخبر عمر عفيفي ومعي آخرون عبر صفحات الفيس بوك أن الشعب المصري يبغضه وسيفتك به وأنه سيبقي هارباً يئن حرمان الشعور بهواء القاهرة أخبرته أن مصر لن تسقط أبداً ليس بيدنا لكن عناية الله والخير الباقي إلي يوم الدين كما أخبرنا رسول الله الكريم ما جعلني أعود إلي مكان الحادث كي أكبح جماح الخوف الذي أصابني وجدت كميناً من ضباط يحملون السلاح الآلي يقفون في انتظار منْ تسول له نفسه إرهاب المواطنين تحدثت إليهم في عتاب ربما لم يعلموا ما يدور في نفسي وقتها وما يعانيه مواطن من إرهاب البلطجة هنا أطالب السيد وزير الداخلية بإعادة النظر في فئة أمناء الشرطة وفرض رقابة صارمة علي أداء عملهم فمن غير المقبول أن يحمينا من لا يعي أنه يعد مشاركاً ومتواطئاً في الجريمة منْ يمتنع عن العمل!! مصر بها ثمانية ملايين عاطل يمكن تدريب وتوزيع بعضهم علي أي موقع يشهد تقاعساً عن أداء الواجب إلي جانب تفعيل القانون الرادع لحالات البلطجة بالإعدام وهو ما وافق عليه مجلس الشعب مؤخراً.. وهنا أحيي السيد المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي حين وافق علي وقف حالة الطوارئ وليس إلغاء القانون لما تعانيه البلاد من حالة حرجة واستثنائية ولأن إلغاء القانون يعني إسقاطاً للدستور.
[email protected]