رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا ألعن الدهر.. ولكن..

الله يسامحه عام 2011 كان عاماً غريب الأطوار حصد ما حصد ولم يغادر إلا بأكبر الخسائر! لا يمكننى وصفه بأنه عام ككل الأعوام السابقة لكنه كان إعصاراً مدمراً يأبى الرحيل دون إتلاف ما يمكن إتلافه.. لن أتحدث عنه طويلاً رغبة منى فى نسيانه بكل ما اهتزت معه أركان مصر حزناً

وبغضاً لفوضى لم تشهدها بلادنا مسبقاً لكنها ملاحظات أسجلها لأنها حتماً كانت مؤثرة بدأت فى مراحل سابقة على أيدى إعلام جانبه الصدق والحياد فى الماضى كان لسان حال الحكم ثم تحول ليعلن فقط أنه ضد الحكم لكنه فى النهاية ليس له علاقة بالشعب المصرى وأصول نشأ عليها وأخلاقيات ترفض إعصار عام 2011 اللا أخلاقى وقد حاول اختراق مصر فى شتى مجالاتها ! لم يأت قاصداً مجال السياسة وحده أو نظام الحكم فى مصر أو مسئوليها ولم يأت كى يقضى على الفساد كما ادعى! أتى عام 2011 لتجريف كل ما هو مستقر وآمن ليدخلنا فى دوامة جديدة لم تحتملها طباع المصريين المعتدلة.. كانوا يقولون إذا بُليتم فاستتروا بينما شاهدنا هذا العام البلاء بأنواعه وأشكاله يتحدث ويعلو صوته دون خجل باسم الثورة !
لم يشأ أن يذهب مكتفياً بما أتلف لكنه أصر أن يأخذ فى إعصاره ذلك الرجل الوطنى المحترم لواء شرطة من خيرة رجال وزارة الداخلية «حمدى عبدالكريم» مساعد الوزير للشئون القانونية بعد نجاح وتميز كمساعد وزير لشئون الإعلام والعلاقات العامة والحقيقة أنى لم ألتقه فى أى عمل تحت أى مسمى لكنها إرادة الله أن يجمعنا أصدقاء مشتركين دكتور حسن سليمان وحرمه فى أمسية لختم القرآن ابتهاجا بعودة حمدى عبدالكريم من رحلة علاجية وكنت وقتها ممن احتسبوهم معارضين لكن حديثاً ضاحكاً دار بيننا لما أكتب وقتها حول انتقادى للحكومة وأن مكانى ليس هنا بمنزله وبصحبة السيدة زوجته وأبنائه لكن يجب أن أوضع بالسجن.. كان رحمه الله خفيف الظل متواضعاً لا تفارقه ابتسامة هادئة تخفى محبة وقورة للآخرين ومعها آلام المرض القاسية لكنه كان يتعامل معه بنفس الصبر والهدوء الذى كان ينتهجه فى عمله !! كان شخصية دمثة الخلق مهذبا لدرجة جعلته يبدو دبلوماسياً كنا نتمتم بالدعاء له بالشفاء من مرض السرطان اللعين

أثناء ترتيل القرآن بأجزائه فى خشوع ورغم آلامه كان مبتسماً، حديثه ودود بينما فى عمله صارم ذلك ما جعله موضع ثقة الآخرين.. كانت عيناه تتحدث دون صوت نحو زوجته أنه يحبها ويحترمها ويقدر وقوفها بجانبه فى ملحمة أصيلة أثناء مرضه وهى طبيبة أصبح مريضها الأول والأهم، كانت تحيطه بأمان تحدثه عيناها أن رعاية الله تحفظه لها وأبنائها وحفيدته سارة وهى الشخصية الوحيدة فى الحياة التى تجعل جدو حمدى طفلاً فى مثل عمرها فى لحظات حين يراها أو يحدثها لأنها الحفيدة من الابنة رشا المهيمنة على قلبه بعد والدتها السيدة «راجية».. وقبل أن ألتقى هذه الأسرة كنت أتصور رجل الشرطة شخصاً حاداً جافاً، التعامل معه مشقة إلا أن اللقاء بهذه الأسرة قام بتعديل أفكارى نحو هذه الفئة، منزل به أسرة بسيطة يستنجدون برحمة الله أن ينقذ أحب الناس إليهم.. يلتفون حوله ممسكين به فى دعاء مستمر يسألون الله أن يديم سعادتهم بوجوده بينهم يشفيه دون شك فى إرادة الله نحو الاستجابة لأى شىء لكن الخالق له حكم آخر كى يذهب رجلاً قام بأداء رسالته السامية فى الأسرة والعمل دون كلل أو ملل محتملاً دون شكوى.. على أسرته وزملائه وتلاميذه وأبنائه وأصدقائه وهم كثر قبول حكم الله ولا راد لقضائه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. لا أريد الحديث عن هذا العام أخذ معه الأخضر واليابس.. نودعه ثم نعاود حديثاً طويلاً فى حال المصريين..
Hanan. [email protected]