عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استعمار

تناقلت المواقع الإلكترونية صوراً لرئيس المجلس الانتقالى الليبى محمود عبدالجليل يصافح فيها هنرى برنارد ليفى المفكر الصهيونى فرنسى الجنسية والمرشح المحتمل لرئاسة إسرائيل

مصدرها موقع ليفى الرسمى ارتسمت الصورة بذهنى كى أقرأ لقرن مضى من الزمان عن تدخل شبيه قاده عام 1916 الشريف حسين أمير منطقة مكة للتخلص من غطرسة الدولة العثمانية وقد ساعده فى ذلك بريطانيا وفرنسا ليس لنفس السبب بالطبع بل لتقسيم المنطقة بما يتناسب مع مصالح تلك الدول، وهو ما أطلق عليه اتفاقية «سايكس بيكو» شاهدنا نفس السيناريو منذ أكثر من عشرين عاماً حين شجعت الولايات المتحدة الأمريكية فى الخفاء الرئيس العراقى «صدام حسين» على غزو دولة الكويت الشقيقة ذلك أثناء زيارة مارجريت أولبرايت إلى العراق وكانت إشارة البدء لغزو العراق ووضعها تحت السيطرة دون استصدار أى قرار من الأمم المتحدة يسمح لها وحليفتها بريطانيا بشرعية غزو العراق؟! إذن ليس هناك مانع لدى أخلاقيات الولايات المتحدة الأمريكية لخلق الوقيعة بين دولتين شقيقتين حتى تصل إلى مصالحها الخاصة! ثم تكرر نفس السيناريو حين شجعت على تقسيم دولة السودان وانفصال الجنوب السودانى.. أيضاً أفغانستان التى يقتل مواطنيها وتنتشر جثثهم أمام صمت رهيب لرئيسها المعين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية «قرضاى» ثم المشهد الذى انتشر مؤخراً للواقع الليبى بينما بيانات صادمة قام بنشرها ليبيون يعلمون مدى المأساة التى تتعرض لها ليبيا وهى الأكثر ثراء بين الدول العربية أن القذافى لم يكن يقاتل أبناء ليبيا إذ يعلم الجميع جيداً أن المجلس الانتقالى الليبى الموالى للغرب وافق على دخول ألف وخمسمائة فرد من المرتزقة المقاتلين للقضاء على القذافى وقتل مواطنى ليبيا أيضاً ينشر الليبيون ما يشير إلى تواجد الرئيس الإسرائيلى المحتمل برنارد هنرى ليفى فى غرفة عمليات المجلس الانتقالى ولجوئهم إلى طلب المساعدة فضلاً عن السماح ببناء قاعدة عسكرية فى منطقة الجبل الأخضر على الأراضى الليبية! كنا نتصور أن يعلن المجلس الانتقالى الليبى ثورته على العقيد معمر القذافى لأنه سيحقق طفرة وطنية تخرج بالشعب الليبى إلى تطور جديد لكن التطور الأخلاقى الذى شهدناه على المواقع الإلكترونية من تعذيب العقيد القذافى واستعطافه لهم صارخاً «حرام عليكم.. ارحمونى.. أنا مثل والدكم» ثم قتله والتمثيل بجثته كان بغيضاً للغاية مؤلماً لأى إنسان يعلم معنى

الإنسانية وينتمى للأديان السماوية التى نهت عن ما شاهدناه من ممارسات غير أخلاقية.. فى حين يقر الليبيون أن القذافى كان يمنحهم مزايا حياتية تتمثل فى مجانية الكهرباء والمياه ومنح الشباب المقبل على الزواج مبلغاً مالياً يعينه فى بداية الطريق ومنح السيدة المعيلة مبلغاً شهرياً لسد نفقاتها..!! كل ذلك يقصه مواطنو ليبيا ويشيرون أيضاً إلى أن ليبيا لم يكن لديها ديون إذ كانت فى سلام داخلى يجنبها ضغوط الغرب المالية لكنها أطماع الاستعمار.
والسؤال هنا لماذا تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات حتى الوصول إلى دولة العراق؟؟ لماذا أنفقت ثلاثة تريليونات من الدولارات ولديها ديون داخلية فقط أربعة عشر تريليون دولار ولديها من المشاكل والسخط الداخلى ما يدعوها إلى الالتفاف حول قضاياها بعيداً عن إيذاء الشعوب المتكرر والدائم؟ ألا كان من الأولى بحث حل مشاكلها الداخلية؟! إذن والواضح وضوح الشمس أن الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة ابنتها المدللة إسرائيل تتوغل فى العالم العربى لتحقيق طموحاتها الاستعمارية تشيدها على أنقاض الشعوب العربية تنشر العنف والفساد الأخلاقى والخيانة بين أفراد مدربين على القتل والتخريب وآخرين مدربين على توجيه الإعلام المشبوه والخطاب الديمقراطى المزعوم! الوضع الأمريكى الداخلى هش ومشوه يجعلها فى مأزق ربما تجد الحل فى ثروات العرب البترولية.. ويدعونا نحن المصريين إلى الوقوف صفاً واحداً «إيد واحدة» حقيقية مع المجلس العسكرى المصرى الذى أشاهد تأكيداته رغم محاولات مستميتة لزعزعة الثقة بينه والشعب المصرى كله أنه قادر على حماية المصريين حتى الوصول إلى بر الأمان.
[email protected]