رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإعلام و ذكرى نصر أكتوبر

تفوق الإعلام المصرى هذا العام فى احتفالاته بذكرى انتصار القوات المسلحة المصرية التى مضى عليها ثمانى وثلاثون عاماً على نفسه حقق انفرادا غير مسبوق لما تم عرضه من مواد مختلفة لحرب أكتوبر 1973 العاشر من رمضان أثقل بها إعلام مصر ثقافة الُمشاهد التاريخية للعمل البطولى المصرى، كما أثقل الجيش المصرى كاهل دولة إسرائيل التى تعتبر ذلك اليوم ذكرى الخزى والعار بل وتصفه باليوم الأسود فى تاريخها هكذا تبث ذكرياتها صريحة تعلن الإعلام الأمريكى والأوروبى عن ذكرى الحرب التى سحقت كبرياء الدولة الإسرائيلية على أيدى المصريين إلا أن شغلها الشاغل محاولات مستميتة لمحو تاريخ ذلك اليوم الذى سقط فيه وهم غطرستها المزعومة!

انفردت قناة النيل الثقافية بعرض ندوة لرموز القوات المسلحة وقت الحرب أدار حوارها المشير محمد عبد الغنى الجمسى وفى استرسال لا يمكن شرحه من أحد غير هؤلاء الأبطال الذين شاركوا فى قيادة الحرب كل فى مجاله لأن شعورهم بتسلسل الأحداث يفوق آداء أي إعلامى هم وحدهم يملكون صدق التعبير عن اللحظات التاريخية التى أعلنوا ندمهم لعدم تصوير وتسجيل مشاهد الحرب الحقيقية نظراً لسرية المعلومات ورغم أهميتها خاصة للقوات المسلحة المصرية التى حققت الانتصار إلا أن عنصر المفاجأة كان ضمن الخطة وقد أفقدتهم متعة توثيق الانتصار ثم تابعنا جميعاً لحظات الحرب عشناها كما لو كنا فى يوم السادس من أكتوبر 1973 جلست أتابع بيانات القوات المسلحة المصرية التى توالت كل عشر دقائق تُعلن المواطن المصرى الذى تاق للانتصار ست سنوات سبقت أكتوبر 73 و إن كان الإعلام أغفل فيها إبراز الحقبة التى سبقت الاستعداد لحرب الإستنزاف والتى شهدت عدم استسلام الرئيس جمال عبد الناصر لهزيمة 67 وقد واصل التعامل مع الهدف الإسرائيلى قبل وفاته بأكثر من ثلاث سنوات حتى تسلم الراية الزعيم الراحل محمد أنور السادات الذى اتخذ قرار لحظة انطلاق الجيش المصرى ثم قراره الصعب بالسلام و نقطة البداية والتنفيذ كانت من القوات الجوية التى قادها رئيس مصر لثلاثين عاما محمد حسنى مبارك وقد شهد له الرئيس السادات أنه أثار كره و ضغينة الإسرائيليين ثم كرمته هيلارى كلينتون بإعلان براءته من تهمة العمالة فى حديثها للإعلامى المتميز شريف عامر و قناة الحياة حيث صرحت بأن الإدارة الأمريكية أرسلت كثيراً للرئيس مبارك ولم يفهم رسائلهم و لم يعرها اهتماما لذا قرروا دخول مصر بديمقراطيتهم!
أظن ما قيل عبر شاشة برنامج الحياة اليوم هو دليل على عدم خيانة الرجل المصرى العسكرى الذى جرده الإعلام هذا العام من رتبة قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر ! أيضاً لم نكن نعلم أن مقترح فكرة فتح الثغرات فى الساتر الترابى وطوله مائة و ستون كيلو متراً باستخدام مضخات المياه كان اللواء «باقى زكى يوسف» المسيحى المصرى الذى أطلقوا عليه لقب محطم خط بارليف.. تحية وتقدير واحترام لكل من ينتمى للمؤسسة العسكرية فى عيدها تحية خاصة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية و السيد المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام واعتذار فى باقة ورود من خمس وثمانين مليون مواطن مصرى شريف لم تدنسهم أموال الخارج لا يملكون ولا يبتغون إلا الستر وحماية الله ورجال قدرهم حماية شعب مسالم.
تحية واجبة لكل فنان مصرى و عربى سجل فرحة الانتصار التى عاشت معنا حتى الآن و قد اختلف شعورى هذا العام بالاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر ربما لمحاولات دولة إسرائيل المتعاقبة لدخول مصر بشتى الطرق و غالباً ما استخدمت الجاسوسية من الداخل و الخارج إلا أن مصر فى حماية الله و الجيش و الشعب الواعى.
ما قدمه الإعلام المصرى كان بمثابة درس للتذكرة مراجعة عامة قبل الدخول فى أى امتحان لشباب مصر الذين لم يعيشوا هذه اللحظة وربما لو عاشوا معانيها لما اخترقهم الخوف من الفقر أو الأزمات ولشعروا بالفخر لأنهم ينتمون إلى مصر كان شعورهم طاغ بالعزة والكرامة التى حققها لهم جيش مصر الذى يحاول البعض إرجاعه إلى ثكناته.. جيش مصر فى المقام الأول يحمى مصر.

[email protected]