رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم أن سقطت هيبة حكومة شرف

 

سقطت هيبة الحكومة يوم أن سمحت بمرور حادث قطع أذن مسيحي دون تفعيل القانون، مكتفية بصلح المصافحة، سقطت هيبة وزارة شرف حين تجاهلت الرد وبحسم وبسرعة علي العديد من محاولات جس النبض التي يقوم بها سماسرة الدين، وهي محاولات بدأت بإطلاق الفتاوي صارخة التشدد التي لم يكن الهدف منها كما هو واضح التهديد بقدر قياس ردة فعل الحكومة والشارع المصري علي السواء، لقد شاهدنا معا وسمعنا كيف كفروا الاحتفال بشم النسيم، وكيف انطلقت أبواقهم بما وصف ـ لاحقًا ـ بأنها مجرد »شائعات« حول جزاء من تضبط في الشارع وهي غير محجبة، وهي الفتوي المعروفة باسم فتوي الجينز والحجاب، لقد أخطأت حكومة شرف خطأً فادحًا حين فتحت الباب أمام قيادات هؤلاء، ليدخلوا في مفاوضات لتهدئة الأوضاع في أطفيح، وأحسب أنها تنفست الصعداء يومها لأن بركات الشيخ حسان أطفأت نيران الفتنة بسرعة أثارت علامات تعجب لم تزل بلا أجوبة.

وحين تزايدت مؤخرًا فتاوي التشدد الذي لا يتناسب مع طبيعة المصريين ولا حضارتهم، لاحظنا جميعا كيف كان أحدهم يطلق الفتوي، ثم ينتظر ومعه محركوه فإن مر الأمر بهدوء لا سيما لدي الرأي العام والحكومة، تمادوا فيما بعدها، اما وإن لم يفوتها البعض خصوصاً في وسائل الإعلام خرجت قيادتهم لتنفي الأمر بل وتفتي بعدم صحته وأحياناً بتحريم الفتوي، وعندما ترك الحبل لهؤلاء وبعد أن تأكدوا من امكانية القفز علي مقدرات الأمة بدأوا في سياسات جديدة لفرد العضلات وهو الأمر الذي بدا واضحًا مؤخرًا حين أدخل هؤلاء كشركاء في آلية صنع القرار وكأنه اعتراف ضمني بسيادة هذا التيار المتطرف الذي لا يمثل سوي شريحة صغيرة يستخدمها المتربصون بمصر كأداة تضمن استمرار تقزيم مصر المقزمة منذ ثلاثة عقود كاملة بعد أن قايض عهد ولي تاريخ وحضارة مصر بحفنة أموال وكثير من الأطماع المادية، فما أرخص محاولات بيع الوطن ككل.

والأمر هنا لا يشمل المتربصين بمصر من الشرق ولكن من الغرب أيضا، وما حدث في إمبابة وتدعياته كان مراقبًا وبكثب من هؤلاء الذين يرغبون في استمرار حصولهم علي ما كان يوفره لهم بالمجان أحيانا النظام السابق، ووجدنا أحدهم وهو عادة ما يعرف نفسه كمتحدث باسم أقباط المهجر وهم منه براء، ويشهد علي ذلك بياناتهم الكثيرة التي تفضح بلاويه وأقلها شراكته مع مستشار »سياسي« سابق بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن، في شركتين إحداهما كانت معنية بترجمة ما تذيعه قناة سات 7 التبشيرية هذا الشخص ظهر في مصر فجأة مع الثورة ثم لاحقًا وجدناه في مناسبات كثيرة أمام

ماسبيرو يتشدق باسم أقباط مصر ولا أخفي كم المكالمات الهاتفية التي وصلتني ساعتها من أقباط كثيرين بالمهجر يستنكرون فتح الإعلام المصري أبوابه لاستضافة سمسار المتاجرة بالدين والفتنة.

لقد طالبت رئيس الوزراء الدكتور شرف في هذا المكان ومنذ أكثر من شهر بالضرب بيد من حديد علي هؤلاء، وأقول له الآن انه يحتاج ليد من فولاذ فما حدث في إمبابة ان مر مرور الكرام ودون محاسبة صارمة فالأمور ستسير من سيئ إلي أسوأ، أيضا علي حكومة شرف وبالتوازي مع حساب القانون كشف هؤلاء لا مصافحتهم، وكشف هؤلاء يبدأ بكشف هويتهم سواء صاحب العلاقات المميزة مع إسرائيل والذي دعا في عهد النظام السابق إلي اجتماعات لجنة السياسات ونصب من نفسه متحدثاً باسم أقباط المهجر، أو ذلك الذي تتلمذ علي يد بن باز وهو لم يكمل حتي دراسته في معهد الدراسات الإسلامية، بدعوي أنه استدعي للتجنيد، ثم سافر إلي السعودية ليمارس الدعوة »لاحظوا يمارسها في بلد إسلامي« بل ويفخر بأنه تتلمذ علي يد الشيخ بن باز شيخ الوهابية المعروف، اكشفوا حقيقة ما يسمون بالدعاة أصحاب الآراء والفتاوي في الجينز والحجاب من خريجي الجامعة الأمريكية فقط انشروا كشوف حسابات هؤلاء بالبنوك، اكشفوا عن تمويل قنواتهم التي ظاهرها الرحمة وباطنها غير ذلك، نريد للأزهر أن يعاود ممارسة دوره وسلطاته في اجازة من يقوم بالدعوي، ونريد بالكنيسة المصرية العريقة أن تفضح من يتشدقون باسم الدين ويطالبون بتدخل أمريكا ومن ينصبون أنفسهم متحدثين باسم مسيحيي مصر بينما دورهم الاستخبارات مع إسرائيل وغيرها معروف ومثبت، نريد من الكنيسة والجامع أن يوقظا  مصر الحقيقية من سباتها لتبدأ مسيرة البناء والعودة لمكانتها، ازيحوا الغشاوة عن عيون مصر.