عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حق المصريين في الخارج في التصويت.. دستوري وأصيل

في اليوم الذي خرج فيه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع علي تعديلات الدستور، كان مئات من المصريين يتوافدون منذ الصباح الباكر بالعاصمة الامريكية علي أحد المباني الرئيسية بجامعة جورج تاون لحضور مؤتمر هو الاول من نوعه دعت إليه العديد من منظمات المصريين الأمريكيين وكذلك منظمات مصرية علي رأسها "نهضة المحروسة" كان اليوم يوم مصر بامتياز فهؤلاء أتوا من القاهرة ومن مختلف المدن والولايات الأمريكية، حاملين معهم آمالهم وخبراتهم ليناقشوا كيف يتحدون وكيف يمكن أن يساهموا في نهضة مأمولة دشنتها ثورة شباب مصر بالتحرير. اللافت كان الحضور المكثف لقطاعات تمثل الجيل الثاني، أي أبناء المصريين الذين ولدوا هنا ولهفة هؤلاء وآبائهم وامهاتهم معهم علي تقديم المساعدة لم يتركوا شيئا دون مناقشة لم تستثن أمور السياسة والاقتصاد.

كان هناك العالم والطبيب والمهندس والسياسي وكانت هناك روح مماثلة كالتي استعادتها مصر بسرعة اتفقوا علي الخطوات التالية التي تشمل تقديم كل ما يستطيعونه ولم تثبط عزيمة هؤلاء بعض المناقشات التي احتدت فيها قلة وبالطبع كان محورها مسألة ما يسمي بالفتنة الطائفية ومحاولات السيطرة السياسية التي يمارسها فصيل يستخدم الدين كأداة للوصول الي السلطة.

هؤلاء جميعا لم يكن لهم سوي مطلب اساسي واصيل وهو تمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري في التصويت في اي انتخابات مصرية قادمة وهو المطلب الذي وعد الملحق العسكري المصري في واشنطن اللواء محمد الكشكي والذي حرص علي الحضور منذ لصباح وسبقه الي المؤتمر هدية وهو علم مصر فتحدث الي الجميع ناقلا تحيات المجلس العسكري ووعد بتوصيل مطالبهم هذه. الطمأنة الرسمية لم تزد الحضور سوي اصرارا علي مطلبهم فسارعوا بعقد لجنة تصويت ومارس الجميع حقهم الغائب وجاءت النتيجة بأغلبية رافضة للتعديل.

اعلم ان المجلس العسكري وعد بالنظر في الامر وأعلم ان هناك لجنة مشكلة من تحالفات المصريين موجودة بمصر الان وفيها علماء افاضل مثل الدكتور فكري اندراوس ومعين مختار ومحسن خالد وكانوا قد سارعوا بالسفر الي القاهرة فور اندلاع الثورة فتفاعلوا مع الجميع والتقوا تقريبا بالجميع ومازالوا بانتظار لقاء مع المجلس العسكري لمناقشة الامر، اي مطلب المصريين في الخارج للتصويت في الانتخابات المقبلة ولكنني وبناء علي بعض ما سمعته يتردد اخيرا ولا سيما حول صعوبة اجراء التصويت في الخارج لضرورة وجود قاض في كل لجنة انتخابية وهو ما يتعذر القيام به او مقولات اخري تشكك في وجود نوايا داخلية تتخوف من القدرة الترجيحية لمجموع ما يناهز ثمانية ملايين صوت هم للمصريين بالخارج فإنني اتقدم بمقترحين قد يأخذ بأحدها أولو الامر او بكليهما معا لحل هذه المشكلة الاقتراح الاول: تفويض القنصل المصري في قنصلياتنا بالخارج للقيام بدور القاضي لاسيما أن لأي قنصل وضعه القانوني الخاص او ليس هو من يقوم بإبرام عقود الزواج والطلاق واستخراج شهادات الميلاد والوفاة ناهيك عن قيامه بتسجيل واعتماد كافة التوكيلات والعقود، باختصار فإن تفويض القنصل بالاشراف علي لجنة انتخابية يمكن ان يحل هذا المشكل خاصة لو تم السماح بوجود مندوبين من المصريين بالخارج يفوضهم المرشحون لمراقبة العملية الانتخابية وكذا الفرز.

الاقتراح الاخر هو إطلاق صفحة اليكترونية مؤمنة ضد الاختراق يمكن من خلالها لاي مصري باستخدام رقمه القومي هو نفس ارقام شهادة الميلاد المميكنة في الولوج

والتصويت والحصول علي وصل اليكتروني يفيد تصويته فيما لاحقا تقوم لجان بوجود قضاة بـ فرز هذه الاصوات بالقاهرة وقد يري المسئولون عن العملية الانتخابية تنفيذ المقترحين معا ان أمكن لضمان اقبال انتخاب اكبر خاصة من قبل كثير من المصريين الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن مقار قنصلياتنا بالخارج.

اقتراح اخر وهو اقتراح سمعناه من الدكتور فؤاد احمد علي وهو تفعيل نتيجة تصويت المصريين بالخارج في حالة ثبوت نتيجة متقاربة وبفارق بسيط في الاصوات بين المرشحين وبالمناسبة فهذا معمول به في الولايات المتحدة حيث يصوت الامريكيون بالخارج عبر البريد واحيانا مبكرا وعادة ما يتم اللجوء الي اعتماد اصواتهم عند الوصول الي نتيجة تتقارب فيها الاصوات.

ايضا من المهم هنا الاشارة الي حقيقة قد تهدئ معرفتها من غضب التعليقات التي انتشرت مؤخرا لتشكك في انتماء وهوية المصريين بالخارج باعتبارهم عاشوا بعيدا عن معاناة الوطن لعقود ولتسفه وتنقص من حق هؤلاء في التصويت الا وهي ان معظم المصريين بالخارج هم ممن اضطروا للهجرة والسفر اما بحثا عن رزق وطلبا للعلم ولم تنقطع تحويلاتهم المالية الي ذويهم بالوطن او زيارتهم بانتظام للمحروسة فيما يواصلون كفاحهم ويشهد علي ذلك حرص الاغلبية منهم علي ربط ابنائهم بمصر كوطن اول ووطن ام وذلك مهما وصلوا الي مراكز او مهما ابعدتهم ظروف العتمة التي خيمت علي المحروسة والدليل علي ذلك الاقبال اللافت لكثير من المصريين علي تسوية وتصفية اوضاعهم واعمالهم استعدادا للعودة الي مصر للمساهمة في نهضتها من بعد كبوة ولا احسب ان يكون جزاء هؤلاء هو استبعادهم او تجاهلهم او التشكيك في وطنيتهم. يكفي ان نعرف ان المصريين الذين لم يعرفوا طريق الهجرة قط الا خلال الاربعة عقود الاخيرة سجلوا المركزالاول في نسبة اعداد الموتي الذين تنقل جثامينهم للدفن في مصر بناء علي وصيتهم بين ذلك الخضم من المهاجرين في الولايات المتحدة والتي هي صنيعة مهاجرين اتوا من مختلف انحاء العالم. باختصار فإن المصريين في الخارج يعيشون في منفي اجبروا عليه عندما سدت الاحوال المتردية والفساد طريق العودة امامهم وقد حانت الآن لحظة التغيير التي دشنها شباب مصر بثورتهم.